محللون: محاولات السلطة القضاء على المقاومة "عربون" للإدارة الأمريكية الجديدة

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
ديسمبر 25, 2024 5:06 م
يرى محللون ومراقبون فلسطينيون أن ما يجري في مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية، من مواجهات بين مسلحين تابعين للسلطة الفلسطينية ونشطاء المقاومة، يحصل "في ظل غياب قيادة وطنية موحدة".
لكن آخرين ذهبوا إلى أن "السلطة تريد تقديم عربون للإدارة الأمريكية الجديدة، أنها قادرة على ضبط الضفة الغربية وهي بذلك مؤهلة للذهاب إلى غزة في اليوم التالي لتوقف العدوان".
وأعلنت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن مقتل النقيب في جهاز مخابرات السلطة، حسن نادر عبدالله، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل أيام خلال العملية الأمنية في مخيم جنين، ليرتفع عدد القتلى من الأجهزة إلى ثلاثة، وجاء ذلك بعد يوم من إطلاق قناص يتبع أحد الأجهزة الأمنية في السلطة النار على الفلسطيني أحمد مسعود أبو لبدة، في أثناء مروره برفقة زوجته، من أحد شوارع مخيم جنين، وأصابه برصاصتين في الصدر والرأس، وترك ينزف على الأرض حتى فارق الحياة، ليرتفع عدد الذين قتلتهم السلطة منذ بداية العملية على المخيم إلى خمسة.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي أن "ثمة فرقا في النهج بين مقاومين يرون أنهم ينفذون عمليات بطولية ضد الاحتلال، وطرف آخر لا يرى تأثيرا لهم في جانب الاحتلال مقابل الأثمان التي تدفع فلسطينيا كالحصار والتضييق الاقتصادي والإجراءات الإسرائيلية وغيرها".
وشدد عنبتاوي في تصريحات صحفية أن "المقاومة بكل وسائلها حق مشروع للشعب الفلسطيني"، رافضا إطلاق صفة "خارجون عن القانون" على الملاحقين في مخيم جنين.
وشدد على أنه "لا يمكن اعتبار السلاح الفلسطيني الموجه للاحتلال خارجا عن القانون، لأن الشعب الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني (…) هناك من يريد تصويره بهذا الاتجاه (خروج عن القانون) لتسهيل ملاحقته".
ولا يستبعد عنبتاوي أن تكون عملية جنين "مرتبطة بإطار سياسي أو رؤية سياسية قادمة"، معربا عن أسفه كون السلطة "لا تزال بعيدة عن نبض الشعب، هناك فجوة كبيرة بين إدارة السلطة والتوجهات الشعبية الفلسطينية".
وبرأي المحلل الفلسطيني، فإنه "إذا كان هناك من يفكر بإمكانية تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تريد الاستيلاء على أجزاء من الضفة، فهو واهم".
وتابع أن "المسار السياسي (اتفاق التسوية) استمر عشرات السنوات، ولم يأتِ بشيء سوى خسارة الشعب الفلسطيني في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والوطنية، ومن ثم أي تناغم مع هذا التوجه هو تراجع في الأداء الفلسطيني" على حد تقديره.
تصدير صراعات
ويذهب المحلل السياسي والباحث الفلسطيني محمد القيق، إلى أبعد من ذلك بقوله إن "ما يجري هو تصدير صراع القيادات داخل السلطة إلى الشارع بهدف توحيد صفوف مركبات السلطة، وهذا أسلوب متكرر وعادة ما يُعْكَس على شكل توتر مع الفصائل الفلسطينية ومع مكونات أخرى من الشعب".
وأكد القيق في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، أن "ما تقوم به السلطة في جنين، هو محاولة إقناع الأمريكي أن لديها إمكانات للبقاء، وأنها تقوم بدور أمني مهم لا يجب تجاوزه، في حين سيزيد سلوك السلطة من سرعة خطة الضم وتطبيقها وإزالة شرعية السلطة خاصة أن عباس لم يصدر حتى اللحظة مرسوم انتخابات لتجديد الشرعية".
ويذكر القيق أن أحداث جنين "استمرار للنهج ذاته الذي تقوم به السلطة ضد المقاومين منذ زمن بعيد... ضمن التنسيق الأمني وما يدور من أحداث مؤسف ومدان في ظل ما يستهدف الشعب الفلسطيني من مخططات استيطانية وجرائم يرتكبها الاحتلال".
وأضاف "ما تقوم به السلطة من دعاية وتشويه ضد المقاومين هو افتراء مكشوف؛ لأن الشعب الفلسطيني يعرف هؤلاء المقاومين، وأكد خيارهم بعدة مواقف".
ويشهد مخيم "جنين" في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، منذ أيام عدة، حالة من الاحتقان نتيجة استمرار المواجهات والاشتباكات بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من جانب، والمجموعات المقاومة وعلى رأسها "كتيبة جنين - الجهاد الإسلامي" من جانب آخر، إثر محاولة الأولى اقتحام المخيم لاعتقال نشطاء المقاومة.
تصنيفات : أخبار فلسطين الخبر وأكثر