قوات الاحتلال تنسحب من مدينة طولكرم ومخيماتها بعد عدوان استمر يومين

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، من مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، بعد عدوان واسع استمر يومين، وأسفر عن استشهاد 8 مواطنين فلسطينيين وعدد من الجرحى ودمار كبير في البنية التحتية وفي ممتلكات المواطنين.
ودمر الاحتلال شوارع رئيسية وشبكات المياه والصرف الصحي، وشبكات الإنترنت المغذية للمخيمين. واقتلع أعمدة كهرباء وهدم وحرق منازل ودمر مركبات، .كما أغلقت جرافات الاحتلال مداخل عدد من المنازل والمحال التجارية بالسواتر الترابية، كما هدمت قوات الاحتلال أجزاء من مسجد السلام وسط المخيم.
واقتحمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في المخيمين، بعد خلع أبوابها، وقامت بتفتيشها برفقة كلاب بوليسية، وتخريبها والتحقيق مع سكانها من أطفال ونساء وكبار بالسن، وحولت عدد منها لثكنات عسكرية بعد طرد أصحابها منها.
وذكر مراسل/قدس برس/ أن جيش الاحتلال قصف عدة مرات مناطق في مخيم طولكرم، بواسطة طائرات مسيرة وحربية من طراز اف 16، لمواجهة المقاومة العنيفة من جانب المقاومة الفلسطينية، والتي نجحت في إصابة عدد من جنود الاحتلال وأعطبت العديد من آليات الاحتلال بينهم قائد لواء منشيه في جيش الاحتلال والذي يشرف على (شمال الضفة الغربية)، العقيد أيوب كيوف، والذي أصيب جراء انفجار استهدف مركبته وفق ما ذكره جيش الاحتلال، لكن مصادر فلسطينية في مخيم طولكرم، أكدت أن قوة من جيش الاحتلال كان يرافقها كيوف وقائد فرقة الضفة الغربية، العميد يكي دولف وقعت في كمين للمقاومة جرى خلاله تفجير عبوة في القوة ومن ثم تعرضت القوة لإطلاق نار من جانب مقاومين.
وأشارت إلى ان قوات الاحتلال استدعت طائرات مروحية وحربية من طراز اف 16 لتخليص القوة، لافتة إلى أن الطائرة الحربية أطلقت صاروخا صاحبه صوت انفجار عنيف لكن لا يعرف أين سقط الصاروخ وما إذا كان قنبلة صوتية بهدف إثارة الذعر في صفوف المقاومين لتخليص القوة الإسرائيلية.
ووثقت مشاهد حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في شارع نابلس المحاذي لمداخل مخيم نورشمس، وهو المدخل الرئيسي الشرقي للمدينة والذي يربط مدينة طولكرم بمدينة نابلس وباقي مناطق الضفة الغربية المحتلة ، حيث بات غير صالح للاستخدام من المركبات والمواطنين.
كما أدى تجريف الشوارع إلى إحداث أكوام ترابية مرتفعة، حالت دون تمكن المواطنين والمركبات خاصة الإسعاف من دخول المخيمين إلا بصعوبة بالغة.
ووصف المواطنون الفلسطينيون هذا العدوان بأنه الأعنف من حيث التدمير الواسع للبنية التحتية، في مسلسل استهداف الاحتلال للمخيمين الذي تصاعد منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واستشهد خلال هذا العدوان 8 مواطنين فلسطينيين بينهم طفل وامرأتين برصاص قناصة الاحتلال والقصف من قبل طيران الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال العديد من الشبان بعد مداهمة منازلهم والاعتداء عليهم، ونقلهم إلى مراكز الاعتقال التابعة لجيش الاحتلال.
واستخدم الاحتلال خلال العدوان المئات من جنوده إضافة إلى العشرات من الآليات والجرافات الثقيلة، إضافة إلى القصف بطائرات مسيرة، وإطلاق الأعيرة النارية بكثافة.
واستشهد فلسطيني تاسع في بلدة قفين شمال طولكرم، بعد محاصرة منزل كان يتحصن فيه.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، مما أسفر عن سقوط 826 شهيدا ونحو 6500 جريح، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 445 على التوالي عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.