مركز الزيتونة للدراسات... جذور التجربة وثمار عشرين عاما

عمان - عمر الجيوسي - قدس برس
|
ديسمبر 27, 2024 3:55 م
تقومُ بعض مراكز الدراسات بدوْر "الباب الدوّار" للمعايير المزدَوجة للمواقف الرسمية والتحليلات السياسية، وتقوم بعضها بالمساهمة في رسم السياسات الخارجية لدولها، ولخدمة الرواية الإسرائيلية معا - كالولايات المتحدة والدول الغربية - مثلاً.
وفي المقابل تقوم بعض مراكز الدراساتِ الفلسطينيةِ - ومنها مركزُ "الزيتونة" للدراسات والاستشارات - بتقديم الدراسات المنهجية الموثوقة لصُنـّاعِ القرار والمهتمين بخدمة القضية والرواية الفلسطينية، وقضايا أمتنا من خلال توفير المعلومة، والرؤى، والاتجاهات المستقبلية، والدراسات والتحليلات الموثوقة.
يحرص مركَز "الزيتونة" أن يظل على منصة ريادة العمل الأكاديميّ الفلسطيني، ويحرص على المبادرة بصناعة التوجهات والقرارات التي تقود الفعاليات الفكرية في المشهد الفلسطيني، من مؤتمرات، وأوراق عمل، وورشات، وندوات، وكذلك الإصدارات والنشرات المتخصصة، بحضور علمي وإعلامي رصين، ومُواكب للمستجدات.
تم تأسيس مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات في بيروت، عام ألفين وأربعة. ليكون مركزا علميا، مستقلا، له نخبة استشارية من المفكرين المرموقين، والمحللين البارزين في الشأن الفلسطيني.
حصاد عشرين عاما:
يقول مدير عام مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات، الدكتور محسن صالح، إن سبب اختيار اسم للمركز يأتي بسبب رمزية الزيتون "الذي يرمز إلى التجذر في الأرض وللعراقة في التاريخ؛ نظرا لأنها شجرة معمرة. ونحن أخذنا هذا الاسم بناءً على النص القرآني والميراث التاريخي، فهي أيضًا رمز للعلم، ونور على نور. كما أنها رمز لأحد أكبر الجامعات في تاريخنا الحضاري الإسلامي، وهي جامعة الزيتونة. وهي أيضًا رمز للتوازن والوسطية والموضوعية والهوية، فهي لا شرقية ولا غربية" على حد تعبيره.
واعتبر صالح في حديث مع "قدس برس" أن المركز الذي يديره "أصبح في طليعة مراكز الدراسات المعنية بالشأن الفلسطيني. ويمثل فلسطين في المنتديات العالمية المعنية بمؤتمرات مراكز التفكير".
وأضاف "على مدى سنوات تميز المركز بأنه يتولى إصدار أبرز الكتب المرجعية المتعلقة بالشأن الفلسطيني (التقرير الإستراتيجي الفلسطيني، الوثائقيات الفلسطينية، وأيضا مجلدات اليوميات الفلسطينية...)".
وصنّف صالح مركزه بأنه "في ريادة مراكز التفكير وما يعرف ب (الثينك تانك)، مركز الزيتونة الآن يعد من أكثر المراكز المعنية بالشأن الفلسطيني والدراسات الاستراتيجية، وفي طليعة مراكز التفكير المعنية بالشأن الفلسطيني في التقييم العربي والدولي".
وأشار إلى أنه "لا يمكن أن تكون هناك رسالة ماجستير أو دكتوراه معنية بالشأن الفلسطيني في العشرين سنة الماضية إلا وتستفيد من إصدارات وإنتاجات مركز الزيتونة" وفق قوله.
وأعرب صالح عن تطلعه "في المستقبل أن يكون لمركز الزيتونة دور أكبر في التأثير ليس فقط في إطار بيئتنا العربية، وإنما في الإطار الأوسع في البيئة الإسلامية، وفي البيئة الدولية".
وأضاف في حديثه عن مستقبل المركز، يقول "نتطلع أيضًا أن يكون لهذا المركز تأثير في صناعة القرار في البيئة الدولية، سواء كانت هذه البيئة الرسمية أو الشعبية لزيادة وعي الشعوب تجاه القضية الفلسطينية، ومن ثم تحشيد الرأي العام العالمي لدعم وخدمة قضية فلسطين".
وأعرب عن أمله في أن يكون لمركز الزيتونة "دور أكبر في التأثير بأوساط المثقفين والدراسات الأكاديمية والبحثية، وفي نشر الوعي المتعلق بشأن فلسطين، وأيضا في الوسط الإعلامي والوسط السياسي بما يخدم هذه القضية بالشكل الأفضل والأمثل".
وتمنى مدير عام مركز "الزيتونة" الدكتور محسن صالح أن "ينتقل المركز من مقره الحالي في بيروت إلى القدس، وتجتمع فروع هذه الشجرة المباركة الطيبة في قلب فلسطين بعد تحريرها إن شاء الله".
وأصدر "الزيتونة" في سنواته العشرين أكثر من مئتين وخمسين كتابا، وتمت ترجمة بعضها لأكثر من عشر لغات.
ومن هذه الإصدارات: "التقرير الإستراتيجي الفلسطيني السنوي" والذي بات مرجعا أساسيا للمتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، بمن في ذلك الطَلبة وأساتذة الجامعاتِ، والكتّاب والإعلاميون.
ومن الإصدارات الأساسية لمركز الزيتونة: مجلدات الوثائق الفلسطينية، ومجلدات اليوميات الفلسطينية السنوية، وسلسلةُ "أوَلستُ إنسانا"، وسلسلةُ "تقرير المعلومات"، وسلسلةُ "مِلف المعلومات"، وسلسلةُ "أوراق السياسات".
ويصدر المركز نشرة إخبارية يومية بعنوان "نشرة فلسطين اليوم"، وهي نِتاجُ متابعاتٍ يوميةٍ لعشراتِ المصادرِ الإخبارية المهتمة بالشأن الفلسطيني.
وعقد "الزيتونة" خلال السنوات الماضية العشرات من الدورات التدريبية في المجالات الاستراتيجية والمستقبلية وفنون التحليل السياسي، والاستشراف المستقبلي.
كما عقد أكثر من ثمانين مؤتمرا وحلـقة نقاش. شارك فيها نخبة من المتخصصين والخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني من شتى أنحاء العالم.
رافق هذه الجهود الاستثنائية طوال عشرين عاما العشرات من وسائل الإعلامِ المرئي والصحفي والرقمي لتغطية أنشطة وفعاليات وإصدارات مركز الزيتونة، وفي أكثر من دولة، وكانت علاقة علمية وإعلامية متبادلة متواصلة، ممتدة عبر الغد.