تشيلي: دعوات للإفراج عن أبو صفية ومطالبات بحماية المرافق الصحية بغزة

أعرب "المنتدى الدائم للسياسة الخارجية التشيلي" (مستقل)، عن إدانته الشديدة للاعتقال التعسفي وغير المبرر للدكتور حسام أبو صفية، مدير آخر مستشفى فلسطيني قيد التشغيل في شمال غزة، الذي تعرض للقصف والتدمير.
ودعا المنتدى وزارة الخارجية التشيلية إلى "اتخاذ موقف واضح والعمل من أجل الإفراج الفوري عن الدكتور أبو صفية وضمان حماية سلامته الجسدية، وذلك استنادا إلى المبادئ التي تقوم عليها سياستنا الخارجية".
وأضاف المنتدى في بيان تلقته "قدس برس"، أنه "يتوجب علينا الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي تنص على حماية المدنيين في النزاعات المسلحة الدولية".
كما أكد مخاوفه التي سبق أن عبّرت عنها "الكلية الطبية في تشيلي" وعدد من المنظمات الدولية وغير الحكومية.
وكانت الكلية الطبية في تشيلي (جمعية مهنية)، قد أكدت أن الوضع الإنساني المأساوي في غزة لا يمكن التغاضي عنه، فقد خلّف النزاع "ما يزيد عن 45,000 قتيل فلسطيني، من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، كما أسفر عن 108,000 جريح يعاني الكثير منهم من إصابات بليغة وبتر للأطراف، بالإضافة إلى 8,000 مفقود تحت الأنقاض".
وأضاف البيان أن "الهجمات الأخيرة، مثل قصف مستشفى كمال عدوان، فاقمت من الأزمة الصحية في غزة، حيث لم يتبق سوى مستشفيين يعملان في شمال القطاع، ما يعرض حياة 75,000 شخص للخطر بسبب عدم توفر الرعاية الطبية".
وأشار إلى أن "ذلك كله أثر بشكل كبير على حملات التطعيم الضرورية لمواجهة تفشي أمراض مثل شلل الأطفال. وفي الوقت ذاته، تسبب البرد القارس في مخيمات اللاجئين في وفاة سبعة أطفال حديثي الولادة بسبب انخفاض درجة حرارة أجسامهم، وفقًا لتقارير منظمة (يونيسف)".
وأوضحت الكلية الطبية أنها أصدرت في نوفمبر 2023 بيانًا دعت فيه إلى احترام المرافق الصحية، كما وقّعت في مايو 2024 على "إعلان الجمعية الطبية العالمية" الذي شدد على "ضرورة حماية الوصول إلى الرعاية الصحية في مناطق النزاع".
وأكد البيان أن الهيئة الوطنية للكلية الطبية في تشيلي تنضم اليوم إلى دعوات منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، واليونيسف، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للمطالبة بـ"وقف الهجمات على المدنيين والطواقم الطبية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل".
وأعرب البيان عن "حزن الكلية العميق إزاء المعاناة التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي، حيث شهدت الهجمات ضدهم زيادة بنسبة 75%، فيما ارتفعت معدلات الوفيات بنسبة 240%".
وشددت الكلية على أن "الأطباء هم حماة حقوق الإنسان ومهمتهم حماية الحياة والكرامة البشرية، حتى وسط أهوال الحرب"، داعية إلى "الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، وضمان الوصول العالمي إلى الرعاية الصحية، والعمل من أجل عودة السلام والاتفاقيات التي تعزز التسامح وتضع حدًا للعنف".
يُشار إلى أن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، المعروف بمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني، كرر خلال زيارته للنادي الفلسطيني، ضمن فعالية أقيمت في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري تحت عنوان "عيد الميلاد الفلسطيني: من بيت لحم إلى تشيلي، نور الأمل"، إدانته لما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث قتل أكثر من 45 ألف فلسطيني. كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مجرم حرب".
وفي كلمته خلال الحفل، شدد بوريك على ضرورة التحرك لمواجهة هذه الجرائم، قائلًا: "في بعض الأحيان، يفضل البعض تجاهل المشاهد المزعجة بسبب الاعتياد عليها، لكنها تظل حقيقية ومؤلمة. وفي هذا الوقت من العام، الذي يمثل الأمل والإنسانية، يجب أن نفكر في معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.