كيف تبدو صورة الوضع الصحي في شمال قطاع غزة؟
مع بداية العام الجديد لم يعد في شمال القطاع أي مركز صحي يعمل في خدمة المواطنين، بعد أن دمر جيش الاحتلال أخر المراكز الصحية العاملة هناك، والتي كان أخرها إخراج مستشفى "كمال عدوان" عن الخدمة واعتقال عشرات الكوادر الصحية العاملة هناك من بينهم مدير المشفى الطبيب حسام أبو صفية.
لم تكتفِ دولة الاحتلال بذلك، فما تبقى من مراكز طبية كالعيادات والمشافي الميدانية تتعرض هي الأخرى لاستهدافات مباشرة، من بينها مستشفى المعمداني ومستشفى بيت حانون، فيما تواصل طائرات الاحتلال المسيرة من طراز "كواد كابتر" استهداف العيادات الطبية والمشافي الميدانية بطلقات النار والقنابل اليدوية ليرتقي على إثرها عددا كبيرا من المرضى والشهداء وهم على أسرة العيادات.
يعتبر مستشفى "كمال عدوان" مركز الرعاية الطبية والإسعافية الرئيسي في شمال القطاع، وكان يخدم قبل الحرب أكثر من ثلاثمئة ألف فلسطيني هناك، ولكن بعد خروجه عن الخدمة تحول الاعتماد على بعض العيادات الطبية التي تركها أصحابها ونزحوا قسرا لجنوب القطاع منذ الأيام الأولى للعدوان بالإضافة للنقاط الطبية كالمشافي الميدانية المتنقلة التي أقامتها جهات دولية كمنظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر الفلسطيني..
نقل الجرحى والمرضى لجنوب القطاع
كشف مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ"قدس برس" أنه بعد مئات المناشدات ونداءات الإغاثة، سمح جيش الاحتلال مؤخرا بإجراء تنسيق طبي بموجبه سيسمح لسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بالتحرك من مناطق وسط وجنوب القطاع والاتجاه شمالا لنقل الجرحى والمرضى بعد أن باتوا بلا أي رعاية طبية جراء تدمير مستشفى كمال عدوان".
يشير المصدر أنه "بموجب التنسيق الذي تم البدء به منذ نحو خمسة أيام تم إجلاء نحو تسعين جريحا ومريضا وثلاثة عشر من الأطفال الخدج، وجرى نقلهم لمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، ومجمع ناصر الطبي ومشفى الأمل بمدينة خانيونس جنوبا".
تدمير قطاع الصحة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واجه القطاع الصحي في غزة استهدافا ممنهجا وغير مسبوق أدى لتدمير المستشفيات وقتل الأطباء وتدمير البنية التحتية الصحة.
فبالنظر لنمط الاستهدافات الإسرائيلية للمنشآت الطبية في مناطق القطاع المختلفة، كان واضحا أن اجتثاث المنظومة الصحية كان جزء أصيلا من استراتيجيات الحرب.
يظهر ذلك بشكل واضح وجلي عند النظر لأخر الإحصاءات التي أظهرت إخراج الاحتلال 34 مشفى من أصل 36 مشفى كان يعمل في القطاع قبل العدوان، بالإضافة لتدمير 80 مركزا صحيا (عيادات، مستوصفات).
كما أدى العدوان لارتقاء ما يزيد عن الألف من الكوادر الصحية من بينهم أطباء واستشاريين على درجة عالية من التخصصية والندرة، فيما لا يزال 310 آخرين معتقلا في سجون الاحتلال.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، فقد أخرج العدوان 134 سيارة إسعاف عن الخدمة من أصل 200 سيارة إسعاف كانت تعمل في غزة قبل العدوان.
ووصل حجم الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة للمرافق الصحية لأكثر من 480 هجوما وفقا لبيان وزارة الصحة بغزة.