"قدس برس" تكشف حقيقة مقتل 6 من عناصر أمن السلطة في جنين

لا يزال التكتم سيد الموقف بشأن الأسباب الحقيقية التي أدت لمقتل خمسة من العناصر الأمنية منذ بدء الحملة التي تشنها أجهزة أمن تابعة للسلطة الفلسطينية في جنين (شمال الضفة الغربية)، رغم أن السلطة سارعت إلى تحميل "كتيبة جنين"
(تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) المسؤولية عن مقلتهم.

المعلومات التي حصلت عليها "قدس برس" من مصادر أمنية مطلعة، تشير إلى أن "ثلاثة من قتلى عناصر أجهزة أمن السلطة لقوا حتفهم بانفجار عبوة ناسفة، داخل إحدى المقرات الأمنية، كانت بين أيديهم، أي أنهم لم يتعرضوا لإطلاق نار من نشطاء المقاومة".

والثلاثة هم العنصر في جهاز الشرطة مهران قادوس، الذي قتل على الفور عقب الانفجار، حيث كان الأقرب للعبوة، والثاني هو العنصر في جهاز المخابرات حسن عبد الله، الذي أُعلن عن وفاته بعد قادوس بيومين متأثرا بجراحه، والثالث في جهاز "حرس الرئيس" الرائد حسين نصار، وأيضا أُعلن عن مقتله بعد الثاني بيومين متأثرا بجراحه كذلك.

وقالت المصادر: إن "هناك روايتين لما جرى مع الثلاثة، الأولى أنهم جلبوا عبوة ناسفة لتفكيكها داخل المقر، فانفجرت بهم، والثاني -وهو الأرجح- أنهم كانوا يعملون على تفخيخ عبوة تمهيدا لزرعها على طائرة مُسيرة وإطلاقها نحو المخيم وتفجيرها هناك، على غرار ما تفعله مؤخرا قوات الاحتلال مع المقاومين بالضفة الغربية".

أما القتيل الأول، وهو ساهر ارحيل من "الحرس الرئاسي"، فلا تزال ظروف مقتله غامضة، وتضاربت الأنباء بشأن إصابته بالرصاص من عدمها، حيث تداول بعض أقاربه أنهم لم يجدوا مكانا لدخول أي رصاصة إلى جسده حينما عاينوا الجثمان، في حين أكد أخرون أن رصاصة اخترقت خاصرته وصعدت بشكل مائل إلى الأعلى واستقرت قرب القلب، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وفي وقت اكتفى البيان الصادر عن الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، بشأن القتيل الخامس إبراهيم جمعة القدومي، من جهاز الأمن الوقائي، بالقول إنه قضى "أثناء تأديته واجبه الوطني في الدفاع عن أمن شعبه واستقراره"، خرجت رواية غير رسمية مدعومة من "الأمن" أنه قضى "حرقا" بعد أن امتنع عن إطلاق النار على فتية رشقوه بزجاجات حارقة، ففضل الموت على الدفاع عن نفسه والرد على الفتية بالرصاص.

ورجحت مصادر مطلعة أنه قتل "محروقا"، ولكن بسبب انفجار قاذف من طراز "آر بي جي"، كان ينوي إطلاقه تجاه المخيم، لاسيما أن صورا خرجت من هناك تظهر عناصر أمنية فلسطينية وهم يرفعون تلك القذائف ويصوبونها نحو بيوت مخيم جنين.

وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، عرضت "كتيبة جنين" مشاهد من سيطرة عناصرها على قاذف "آر بي جي" كان بحوزة عناصر أمن تابعين للسلطة الفلسطينية، ما يؤكد امتلاك تلك العناصر لمثل هذه القذائف.

وقال المصدر الأمني الذي تحدث لـ"قدس برس" إنه "في حال ثبتت تلك الروايات حول ظروف مقتل العناصر الستة في جنين، فإنها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، المستوى العسكري والأمني الهزيل الذي يتمتع به عناصر أمن السلطة، فلا هم قادرون على التعامل مع عبوات ناسفة، أو قذائف وغيرها من الأسلحة، كما أنهم غير قادرين على مجاراة عناصر كتيبة جنين، الذين لم يخضعوا أصلا لأي تدريبات عسكرية كتلك التي خضعت لها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الداخل والخارج، ومع هذا فهم لا زالوا متفوقين عليهم ويمنعونهم منذ أكثر من شهر من اقتحام المخيم".

وختم المصدر بقوله إنه "يتحدى السلطة وأجهزتها الأمنية أن تعلن نتائج التحقيق الفعلية في مقتل عناصرها أو حتى نتائج التشريح الطبي لهم".

مؤكدا أن "السلطة قدمت روايات كاذبة لذوي القتلى، واستغلت ظروفهم النفسية بفقدان أبنائهم لتصب الزيت على النار، في محاولة فاشلة منها لتشجع عناصرها -المهزومين نفسيا- على مواصلة حملتهم الأمنية في المخيم، وثانيا لحصد التعاطف الشعبي، لكنها خسرت خسارة فادحة على الجهتين معا".

وتواصل أجهزة أمن السلطة محاصرة مخيم جنين منذ أكثر من شهر، وتقطع عنه الماء والكهرباء والاتصالات، لملاحقة نشطاء المقاومة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مركز حقوقي: الخطة "الأمريكية – الإسرائيلية" لتوزيع المساعدات تخالف معايير العمل الإغاثي
مايو 12, 2025
قال "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" (حقوقي مستقل)،  إن "الخطة (الأمريكية – الإسرائيلية) لتوزيع المساعدات تخالف معايير العمل الإغاثي وتساهم في إخضاع سكان قطاع غزة لظروف معيشية قاسية بقصد إهلاكهم". وعبر في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم الإثنين عن "رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة الاحتلال، لإدارة عملية
حماس": محاولة المستوطنين ذبح "قربان" في الأقصى يستدعي النفير
مايو 12, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "محاولة المستوطنين ذبح (قربان) بعد إدخاله عبر باب الغوانمة إلى المسجد الأقصى، يمثل انتهاكاً صارخاً لمقدساتنا الإسلامية، ويستدعي النفير العام والحشد الواسع للتصدي لاعتداءات المستوطنين وغطرستهم المستمرة بحق الأقصى". وأعربت في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم الإثنين، عن "رفضها سياسة الاحتلال الرامية لتسهيل اقتحامات المستوطنين، بل السماح لهم
نقلا عن الصليب الأحمر..جيش الاحتلال: ألكسندر معنا وهو بصحة جيدة
مايو 12, 2025
نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الصليب الأحمر أن "الجندي (الإسرائيلي -  الأمريكي) مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر معنا وهو بصحة جيدة". وأفرجت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، عصر اليوم الاثنين، عن عيدان، بعد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. وقال بيان صدر عن "حماس" إن ذلك الإفراج يأتي "في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار،
"حماس" تعلن الإفراج عن الأسير الأمريكي - الإسرائيلي في غزة
مايو 12, 2025
أفرجت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، عصر اليوم الاثنين، عن الجندي الإسرائيلي -  الأمريكي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر، بعد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. وقال بيان صدر عن "حماس" إن ذلك الإفراج يأتي "في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة". وشدد البيان على
إطلاق سراح عيدان ألكسندر.. هل انتهى زمن الوصاية الإسرائيلية؟
مايو 12, 2025
في تطوّر غير مسبوق، يبدو أن مسار الحرب على غزة يشهد تحوّلاً استراتيجيًا، مع اقتراب إنجاز اتفاق بين حركة حماس والولايات المتحدة للإفراج عن الجندي الأمريكي المحتجز لديها، عيدان ألكسندر. هذا الحدث، إن اكتمل، لن يكون مجرّد صفقة تبادل، بل مؤشّرًا عميق الدلالة على تغيّرات جارية في مواقف القوى الكبرى، وعلى رأسها واشنطن، التي باتت
مرصد عالمي للجوع: غزة على أعتاب مجاعة شاملة تهدد حياة الملايين
مايو 12, 2025
أصدر "مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) تقريرًا صادمًا عن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، محذرًا من خطر وشيك لوقوع مجاعة بين مايو وسبتمبر 2025. وقالت المنظمة الأممية، في تقريرها اليوم الاثنين، أنه بعد مرور 19 شهرًا على اندلاع النزاع، ومع أكثر من 60 يومًا من الحصار الكامل الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية