"نماء الخيرية".. أحد أوجه التضامن الكويتي للتخفيف من معاناة غزة

في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي غزة، ووسط شتاء قاسٍ يضاعف من معاناة الأسر النازحة، أطلقت مؤسسة "نماء الخيرية" الكويتية حملة واسعة لإغاثة اللاجئين في شمال القطاع.
الحملة، التي استهدفت الأسر الأكثر احتياجًا داخل المخيمات، شملت توزيع شوادر جلدية ونايلون لحماية المساكن المتواضعة من الأمطار، وملابس شتوية لتدفئة العائلات، وخيام لتحسين ظروف السكن، ووجبات غذائية لتوفير الاحتياجات الأساسية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لـ"نماء الخيرية" عبدالعزيز الكندري، إن "سكان قطاع غزة يعانون من ظروف معيشية مأساوية بسبب الحصار المشدد والعدوان الإسرائيلي المتواصل، ما أدى إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية وموارد المعيشة ويعيش كثير من النازحين في مخيمات تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة، حيث تشكل الأمطار والسيول تهديدًا يوميًا لحياتهم، خاصة في ظل منازل غير مؤهلة لمواجهة البرد القارس".
وأضاف الكندري لـ"قدس برس"، أن "الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خاصة في فصل الشتاء الذي يضاعف من معاناة الأسر اللاجئة، فالمأوى البسيط لا يحميهم من البرد ولا من الأمطار، ما يجعل تدخلنا ضرورة إنسانية ملحّة".
وأوضح أن "نماء الخيرية تعمل بالتنسيق مع الجمعيات المحلية المعتمدة لضمان وصول المساعدات بسرعة وكفاءة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها الحصار".
وتابع الكندري، أنه "من خلال هذه الحملة، قمنا بتوزيع مساعدات شملت شوادر جلدية ونايلون لحماية المنازل من تسرب الأمطار، ملابس شتوية تدفئ الأسر، خيام لتحسين المأوى، ووجبات غذائية تلبي احتياجاتهم الأساسية".
وأشار إلى أن نماء الخيرية "استطاعت الوصول إلى أكثر من 13,000 مستفيد من خلال هذه الجهود، التي تأتي ضمن حزمة مشاريع شتوية تنفذها نماء الخيرية لتعزيز صمود أهل غزة في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة".
وأكد المسؤول الإغاثي الكويتي على أهمية التضامن الكويتي في دعم الشعب الفلسطيني، قائلاً: "الكويت، أميرًا وحكومةً وشعبًا، لطالما كانت نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني، ما يعكس روح الأخوة والتكافل التي تميز المجتمع الكويتي".
وأشار إلى أن "أوضاع النازحين في قطاع غزة تتسم بالصعوبة البالغة، حيث يعيش كثير منهم في مساكن غير مؤهلة لمواجهة تقلبات الطقس، ومع حلول فصل الشتاء، تصبح الحاجة إلى الإغاثة أكثر إلحاحًا، البرد القارس وتسرب مياه الأمطار إلى داخل المنازل يزيد من مخاطر الأمراض ويهدد حياة الأطفال وكبار السن".
وأضاف الكندري، أن "نماء الخيرية تلتزم بتخفيف معاناة أهل غزة من خلال تقديم مساعدات متكاملة تشمل الملابس الشتوية، البطانيات، طرود النظافة، ومواد التدفئة".
وأكد الكندري أن نماء الخيرية "ملتزمة بمواصلة جهودها الإنسانية، وتسعى جاهدة لتعزيز صمود أهل غزة في مواجهة التحديات اليومية، وستواصل العمل لتقديم المزيد من الدعم والإغاثة، إيمانًا منا بأن التعليم والصحة والغذاء هي حقوق أساسية يجب أن يحصل عليها كل إنسان".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 458 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.