الأسير المحرر عبد الله شطارة… دخل السجن بصيراً وغادره ضريرا

يتمنى الأسير الفلسطيني المحرر عبد الله شطارة الذي يقطن مخيم "عسكر" للاجئين شرقي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أن يحظى برؤية أمه مجددا بعد أن أفرج عنه من سجون الاحتلال فاقداً لبصره نتيجة الضرب المبرح والتعذيب الذي تعرضه له وحرمانه من العلاج.
 
دخل شطارة (25 عاما) سجون الاحتلال مبصراً لكافة أشكال الذل والإهانة والإهمال، إثر اعتقاله بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، إلى جانب المئات من الفلسطينيين، ليتعرض على إثرها إلى اعتداءات جسدية متكررة من قبل الجنود الذين كانوا يتفننون في تعذيب الأسرى والانتقام منهم ليبدأ في فقد بصره تدريجيا.
 
ويؤكد شطارة لمراسل "قدس برس" أنه اللحظات الأولى التي أعقبت اعتقاله من منزله في مخيم عسكر تعرض للضرب على رأسه من قبل جنود الاحتلال؛ ومن ثم جولات التحقيق والتنقل من وإلى المحكمة وما كان يرافقها من ضرب عنيف أدى يوما بعد يوم إلى فقدانه للبصر بشكل نهائي.
 
ويقول شطارة إنه "في أحد الأيام استيقظت من النوم بعد ليلة حافلة من التعذيب... وفتحت عيناي فإذا بي أجد نفسي عاجزاً عن الرؤية، واعتقدت لأول وهلة أن شيئاً ما يغطي وجهي، ويحول دون رؤيتي للأشياء، قبل أن أتأكد بالفعل أني فقدت البصر بشكل تام... وانفجرت باكيا بشكل غير مسبوق".
 
ويضيف "نتيجة للحالة التي وصلت إليها بت عاجزا عن القيام بأعمالي الاعتيادية داخل السجن من حيث الأكل والشرب والدخول للحمام وارتداء الملابس، وتولى رفاقي في الأسر مساعدتي على القيام بتلك المهام والتخفيف عني".
 
وروى شطارة لحظة تحرره من السجن والتقائه بشقيقة قائلا "لا شقيقي ولا أي شخص من العائلة كان يعلم بخبر فقداني للبصر؛ نظرا للانقطاع عن أي زيارة لي خلال فترة اعتقالي، لدرجة بأنني وقت تحرري لم أعرف شقيقي إلا من خلاله صوته فقط، وصدم عندما علم بأنني فقدت بصري".
 
ويزور شطارة مكان عمله السابق في مشغل للنجارة، ويتلمس الآلات هناك، ويتبادل أطراف الحديث مع زملائه في مكان العمل الذي كان يعمل به، وكله أمل بأن يعود إليه نظره ليرجع مجددا إلى المهنة التي تعلمها ويعتاش منها وأسرته.
 
وأطلقت عائلة شطارة في مخيم "عسكر" حملة شعبية للمساعدة على توفير العلاج اللازم لابنها الذي ينتظر اللحظة والفرصة التي يأخذ بها حقه في العلاج في داخل فلسطين أو خارجها.
 
وأوضحت عائلة شطارة إلى الأطباء الذين فحصوا حالة عبدالله، أشاروا إلى توفر فرص لعلاجه في ألمانيا، وأن تكاليف العلاج باهظة جدا.
 
تجدر الإشارة إلى أنه بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 صعّد الاحتلال من الجرائم الطبيّة، منها توقف إدارة السّجون عن نقل الأسرى المرضى الذين يحتاجون إلى متابعة حثيثة، والتوقف عن نقل الأسرى إلى المستشفيات، وحرمانهم من الخروج حتى إلى عيادة السجن، وتعمُّد عدم تقديم العلاج لمئات الأسرى الذي تعرضوا لعمليات تنكيل وتعذيب رغم إصاباتهم.
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الشعبية": الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح إبادة في غزة والتضامن الموسمي لم يعد كافيًا
يوليو 20, 2025
أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"(أحد فصائل منظمة التحرير) أن "المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا بحق عشرات الفلسطينيين شمال قطاع غزة، تمثّل شكلًا متقدّمًا من استخدام التجويع كسلاح إبادة جماعية ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، في ظل صمت وتواطؤ دولي مفضوح". وأوضحت "الشعبية"، في بيان تلقّته "قدس برس"، اليوم الأحد، أن "المجزرة استهدفت حشدًا من
تجمع "حرية" يوجه نداءً عاجلاً لفتح ممرات إنسانية إلى غزة ويحذر من كارثة تجويع جماعي
يوليو 20, 2025
أطلق "تجمع المؤسسات الحقوقية في غزة - حرية" نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأجهزتها المختصة، داعيًا إلى التدخل الفوري لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق سكان قطاع غزة، من خلال سياسة التجويع الشامل والحصار المشدد المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وطالب "حرية"، في بيان صحفي اليوم الأحد، بفتح ممرات إنسانية
"حماس": مجزرة الاحتلال بحق المجوعين شمالي قطاع غزة إمعان في حرب الإبادة الوحشية
يوليو 20, 2025
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإرهابي بحق المدنيين المجوّعين في نقطة توزيع المساعدات قرب منطقة “زيكيم” شمال قطاع غزة، وأسفرت عن أكثر من ستين شهيداً إضافة للعشرات من الجرحى؛ إمعانٌ في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم". وقالت الحركة في تصريح صحفي، تلقته "قدس
"القسام" و"سرايا القدس" تستهدفان بشكل مشترك 3 دبابات "ميركافا" شرقي مدينة غزة
يوليو 20, 2025
أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها استهدفت بالاشتراك مع "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) ثلاث دبابات ميركافا شرقي مدينة غزة. وقالت "القسام" في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الأحد، "بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدو القسام بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس استهداف 3 دبابات صهيونية من نوع
جرافات المستوطنين تدمر موقعا أثريًا على جبل "قرقفة" جنوب نابلس
يوليو 20, 2025
في تصعيد خطير يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية التي تحمي التراث الإنساني، شرعت جرافات تابعة للمستوطنين، صباح اليوم، بأعمال تجريف واسعة في البؤرة الاستيطانية المقامة جنوب بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، مستهدفة الموقع الأثري التاريخي القائم على قمة جبل قرقفة.   وأكدت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" أن أعمال التجريف تتم تحت حماية
الصحة في غزة: 130 شهيدا و 495 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
يوليو 20, 2025
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 130 شهيدًا و 495 إصابة خلال (الـ 24 ساعة الماضية). وقالت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الأحد، "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة". وأكدت ارتفاع حصيلة العدوان