مفاوضات وقف العدوان على غزة... هل نضجت ظروف الاتفاق؟

رأى عدد من الكتاب والمحللين بأنّ الظروف الحالية هي الأكثر نضوجا لتحقيق صفقة وإبرام تهدئة بين المقاومة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، بعد عام ويزيد عن الحرب المستمرة على قطاع غزة.
 
وفي هذا الصدد، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات على أن غالبية العوامل والظروف باتت أكثر نضوجا للذهاب إلى توقيع اتفاق في القريب، وربما قد يكون هناك بلورة لاتفاق يمكن أن يُوَقَّع خلال الأيام القليلة المقبلة.
 
ويرى بشارات أنّ عدة عوامل تضافرت وأسهمت في تقريب الطريق نحو الصفقة "وفي مقدمتها أنّ الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة دونالد ترامب، تدفع باتجاه توقيع الاتفاق".
 
وأضاف "كما أنّه من الواضح أنّ هناك انسجام ما بين إدارة بايدن، وإدارة ترامب فيما يتعلق بمستقبل الحرب على قطاع غزة، وهذا الانسجام ليس نابعاً من الحرص على الفلسطينيين، بل لمصلحة الطرف الإسرائيلي" وفق تقديره.
 
وأعرب بشارات في حديث مع "قدس برس" عن اعتقاده أن "واشنطن باتت على يقين تام أن هذه الحرب كلما امتدت وطالت سيكون لها انعكاس سلبي على إسرائيل، خصوصا أنها حتى هذه اللحظة لم تستطع أن تحقق الهدفين الرئيسيين منها وهو إعادة الأسرى أحياء، والقضاء التام على المقاومة، فكلا الهدفين لم يحققها".
 
وحول تموضع المقاومة في تلك المفاوضات، رأى بشارات أن "حركة حماس والمقاومة الفلسطينية هي الأخرى استطاعت أن تعزز من آليات التفاوض وأوراق القوة من خلال استخدامها لورقة الأسرى الإسرائيليين".
 
مشيرا إلى أن المقاومة الفلسطينية حددت هدفا أساسيا "وهو ضرورة أن يُوضَع حد لهذه الحرب حتى يُعَاد الواقع الإنساني والإغاثة وإعمار قطاع غزة، إضافة إلى تنفيذ صفقة التبادل للأسرى".
 
وعلى الصعيد ذاته، أكد الكاتب والمتابع للإعلام الإسرائيلي، ياسر مناع، على أن المفاوضات من حيث المعطيات الحالية والأخبار المسربة تشهد تقدمًا ملموسًا.
 
وبحسب مناع، فإن هذا التقدم سببه "وجود رغبة أمريكية واضحة في إنجاز اتفاق، ولا سميا قبل موعد تنصيب ترامب لولايته في الأسبوع المقبل، بالتزامن مع مرونة فلسطينية واضحة، مما يشير هذا إلى إمكانية تنفيذ المرحلة الأولى قريبًا".
 
ولفت مناع إلى أنه، ومن خلاله متابعته للإعلام الإسرائيلي، فإن أسباب هذا التقدم يعود إلى عدة عوامل، في مقدمتها، بالإضافة إلى الرغبة الأمريكية، تقديم الفلسطينيين قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وموافقة إسرائيل على مناقشة المرحلة الثانية، بما يشمل وقف الحرب بشكل تام".
 
وحذر مناع، في حديث مع "قدس برس" من الإفراط في التفاؤل، وقال "على الرغم من هذا التقدم، يجب التعامل مع التفاؤل بحذر، حيث تبقى التحديات قائمة، وقد تؤثر في مجريات الأمور".
 
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، خالد معالي، أن "الصفقة باتت تحصيل حاصل لا يختلف اثنان عليها والأمر الآن منوط بالاحتلال والعقلية التي تحكم نتنياهو".
 
ومن وجهة نظر معالي، فإن "المقاومة ثابتة في شروطها، ولم تتغير والمشكلة تكمن في الاحتلال ونتنياهو؛ لأنه يعتقد بتوقيعه على الصفقة عدم تحقيقه لأهداف الحرب، وأنّ الهزيمة لحقت به، كما أنه لا يريد أن يرى الفلسطينيين يحتفلون بالصفقة سواء في غزة أو الضفة".
 
وشدد على أن "الصفقة نضجت وباتت أقرب للواقع من المرات السابقة؛ نتيجة الضغوط الأمريكية والضغوطات الداخلية القوية على نتنياهو، وثبات المقاومة الذي أفشل كل خطط الاحتلال، والأمر يبقى بيد نتنياهو إما أن يوقع قبل 20 من كانون ثاني/يناير الجاري (موعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلطاته الدستورية) أو بعدها، وهذا سيكون ثمنه كبيرا عليه" على حد تقديره.
 
وادعت وسائل إعلام إسرائيلية التوصل إلى اتفاق شبه مكتمل لتبادل الأسرى بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس".
 
وقالت صحيفة /يديعوت أحرنوت/ العبرية الليلة الماضية، نقلا عمّا وصفته بمصادر سياسية مطلعة دون الكشف عن هويتها، إن "90 بالمئة من تفاصيل اتفاق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس اُتُّفِق عليها".
 
وأضافت المصادر أن نقطة الخلاف الأساسية العالقة بين الطرفين تكمن في ضمانات تريدها حماس، بتنفيذ إسرائيل المرحلة الثانية من الصفقة وربطها بالمرحلة الأولى منها.
 
 
 
 
 
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الجامعة العربية: خطط "المدينة الإنسانية" في غزة مخطط للتطهير العرقي
يوليو 15, 2025
أدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الخطط "الإسرائيلية" المتداولة لإنشاء ما يُسمى بـ"مدينة إنسانية" جنوبي قطاع غزة، ووصفتها بأنها محاولة لحشر الفلسطينيين في مخيم صغير لا يمت للإنسانية أو المدنية بصلة. وأكدت الجامعة في بيان رسمي، أن الخطة تمثل انحدارا أخلاقيا وقيميا خطيرا، وتعكس نية مبيّتة لمواصلة مشروع التطهير العرقي، وإعادة احتلال غزة وربما تهيئتها
"حماس": الاحتلال يمعن بوحشية في حرب الإبادة المتواصلة
يوليو 15, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، إن مجازر جيش الاحتلال المستمرة في قطاع غزة، وارتقاء العشرات من المدنيين اليوم، خصوصا في مخيم الشاطئ، حيث استهدف تجمّعا لأطفال أبرياء بقصف جوي أدى لاستشهاد وإصابة العشرات منهم، تمثّل إمعانا وحشيا في حرب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من واحد وعشرين شهرا. وأضافت الحركة في بيان، أن "المجزرة المروّعة
الاتحاد الأوروبي يلوّح بإجراءات ضد "إسرائيل" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة
يوليو 15, 2025
أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إبقاء جميع الخيارات مطروحة بشأن اتخاذ إجراءات ضد "إسرائيل" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة، دون التوصل إلى قرار نهائي بهذا الشأن. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، عقب الاجتماع: "سنُبقي هذه الخيارات مطروحة، وسنكون مستعدين للتحرك إذا لم تحترم إسرائيل التزاماتها". وأكدت أن الهدف ليس
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ هجوم مزدوج بطائرات مسيّرة على أهداف "إسرائيلية"
يوليو 15, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن الجماعة نفذت عملية عسكرية مزدوجة ومتزامنة باستخدام ثلاث طائرات مسيرة، استهدفت مواقع داخل الأرض الفلسطينية المحتلة. وأوضح سريع في بيان، أن طائرتين هاجمتا هدفا عسكريا في منطقة النقب، فيما استهدفت الطائرة الثالثة ميناء أم الرشراش (إيلات)، مؤكدا أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
"القسام" تعلن استهداف ناقلة جند بقذيفتي "الياسين 105" في خان يونس
يوليو 15, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، استهداف ناقلة جند تابعة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" من نوع "نمر" بقذيفتي "الياسين 105". وقالت الكتائب إن الاستهداف أتى بجوار مسجد الكتيبة بمنطقة السطر الغربي شمال مدينة خان يونس جنوبي القطاع. ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال،
"رادع": ملاحقة مشتبهين بعملية سرقة في بيت لاهيا تنتهي بإصابة أحدهما
يوليو 15, 2025
أعلنت وحدة "رادع"، الجناح الميداني لأمن المقاومة في قطاع غزة، أنها تمكنت فجر اليوم من ملاحقة دراجة نارية كان يستقلها عنصران مشتبه بهما في محاولة سرقة شمال القطاع. وأوضحت الوحدة أن العملية انتهت بإصابة أحد المشتبهين، وضبط سلاح ناري بحوزتهما، قبل أن يتم تحويلهما إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات. وأكدت "رادع" في بيانها أن الرقابة