ماذا حققت المقاومة من "طوفان الأقصى"؟.. كويتيون يبرزون المكاسب والتأثيرات

أكد نشطاء كويتيون أن عملية "طوفان الأقصى" قد مثلت تحولًا استراتيجيًا في مسار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن هذه العملية "جاءت لتؤكد قدرة الشعب الفلسطيني على فرض معادلات جديدة في الصراع، وفضح هشاشة الاحتلال وأسطورته الأمنية".
وقال النشطاء إن العملية "لم تقتصر آثارها على الجانب العسكري فقط، بل أعادت القضية الفلسطينية إلى قلب الاهتمام الدولي، وسلطت الضوء على معاناة الفلسطينيين في وجه أعتى آلة قمعية في المنطقة".
كما أشاروا إلى أن طوفان الأقصى قد "شكل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن المقاومة الفلسطينية ليست مجرد رد فعل، بل هي نضال مستمر من أجل استعادة الحقوق السليبة وتحقيق العدالة".
وأشار رئيس "رابطة شباب لأجل القدس العالمية"، طارق الشايع، إلى أن المقاومة الفلسطينية قد حققت العديد من المكاسب الاستراتيجية البارزة بعد عملية "طوفان الأقصى"، والتي كان لها تأثير كبير على المستوىين المحلي والدولي.
وأكد الشايع في حديثه لـ"قدس برس" أن العملية "قد نجحت في ضرب هيبة الردع للاحتلال الإسرائيلي، وتحطيم الأسطورة الأمنية التي طالما سعى الكيان الصهيوني لترويجها، كما أنها أعادت توجيه الأنظار إلى القضية الفلسطينية، وأبرزت معاناتها في وقت كان فيه الحديث عن فلسطين يكاد يختفي من الساحة الدولية".
وأوضح الشايع أن المقاومة الفلسطينية، من خلال عملية "طوفان الأقصى"، "تمكنت من اختراق دفاعات الاحتلال والوصول إلى عمق المغتصبات، وهو ما أحدث تأثيرًا هائلًا على مستوى معنويات المستوطنين في الأراضي المحتلة، وقد أدى ذلك إلى زعزعة الشعور بالأمن لدى الاحتلال وكشف هشاشة البنية الأمنية التي طالما اعتُبرت محصنة".
في ذات السياق، أشار الشايع إلى أن عملية "طوفان الأقصى" قد "أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، وأثرت بشكل مباشر على مسارات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة النظر في علاقاتها مع الاحتلال".
كما ذكر أن طوفان الأقصى "ساهم بشكل كبير في توحيد الصفوف داخل الأمة الإسلامية، مما عزز الإرادة المشتركة لمواجهة العدو الصهيوني على مختلف الأصعدة".
هذه الوحدة، بحسب الشايع، تعد من المكاسب الاستراتيجية التي حققتها المقاومة، حيث أظهر الجميع استعدادًا للدفاع عن القضية الفلسطينية وإعادة إحياء روح التضامن العربي والإسلامي.
على الصعيد العسكري، أشار الناشط الكويتي إلى أن "المقاومة قد حققت انتصارًا في ملف الأسرى، حيث أسرت عددًا من الجنود الإسرائيليين. هذه المكاسب الميدانية عززت موقف المقاومة التفاوضي لإبرام صفقات تبادل أسرى مستقبلية بشروط أكثر ملاءمة، وهو ما يمثل مكسبًا إضافيًا في معركة الحرية والكرامة".
وأضاف الشايع، وهو عضو الهيئة العليا لمناهضة الصهيونية والتطبيع، أن عملية طوفان الأقصى "أعادت التأكيد على مركزية القدس في الصراع مع الاحتلال، باعتبارها القضية المحورية التي توحد الأمة الإسلامية، وأكدت أن القدس ليست مجرد رمز ديني بل هي محور المقاومة والمواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأثبتت العملية أن تحرير القدس لا يزال على رأس الأولويات الفلسطينية".
وبين أن العملية "تسببت في أزمة سياسية داخل الكيان الإسرائيلي، حيث تصاعدت الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية. هذه الانقسامات جاءت على خلفية الفشل في التصدي للمقاومة الفلسطينية، مما وضع حكومة الاحتلال في موقف محرج على جميع الأصعدة".
ولفت أيضاً إلى أنها "دفعت العديد من الدول والشعوب إلى إعادة النظر في علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، خاصة في ظل التوترات السياسية والحقوقية التي أعقبت العملية، والتي كشف خلالها الاحتلال عن ممارساته القمعية بحق الفلسطينيين في القدس".
وفيما يتعلق بالتطبيع مع الاحتلال، أشار الشايع إلى أن "العملية وضعت أنظمة التطبيع في موقف صعب، حيث تعرضت لضغوط شعبية متزايدة. وقد دفع ذلك بعض الدول إلى التردد في توسيع علاقاتها مع الكيان خشية من غضب شعوبها، خاصة مع ارتباط القدس مباشرة بالعملية".
من جانبه، أكد الباحث في القضية الفلسطينية عبدالله الموسوي أن عملية "طوفان الأقصى" قد "حققت العديد من المكاسب الإستراتيجية في مسيرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت مجددًا أن الشعب الفلسطيني لا يزال مصممًا على تحرير كامل أراضيه المغتصبة رغم مرور 78 عامًا على قيام الكيان الصهيوني".
وأضاف الموسوي، في حديث لـ"قدس برس"، أن "المجتمع الدولي في غالبيته لا يزال إما مؤيدًا للاحتلال أو غير مبالٍ أمام الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، لكن ذلك لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله".
الموسوي، وهو رئيس فريق "كويتيون دعمًا لفلسطين" (فريق تطوعي)، أشار إلى أن عملية طوفان الأقصى "كشفت بشاعة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في تعامله مع المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع كافة المواثيق الدولية".
وشدد على أن "الشعوب التي تقدم دماء أبنائها في سبيل الحرية سيظل النصر حليفها، مهما طال الزمن".
وأضاف أن "كل مشاريع التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية تنهار أمام عقيدة المجاهدين وصمود المقاومين".
وأشار أيضاً إلى أن عملية طوفان الأقصى "أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، حيث تفاعلت غالبية شعوب العالم مع فلسطين وأعادت إحياء ثقافة المقاطعة في جميع جوانبها كرد فعل على ممارسات الاحتلال".
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى ينفذ صباح غد الأحد.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره.
ويشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات.