بوابات الاحتلال العسكرية تحول مدن الضفة وقراها إلى سجون

نابلس (فلسطين) - قدس برس
|
يناير 20, 2025 4:04 م
في ليلة واحدة، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من عشرين بوابة حديدية عسكرية على مداخل مدن الضفة الغربية وقراها، ضمن سياسة تشديد الحصار على الضفة وتقطيع أوصالها وتحويلها إلى مناطق معزولة، وتقييد حركة الفلسطينيين وفرض عقوبات جماعية عليهم.
ورأى مراقبون أن تلك الخطوة تمثل التطبيق الفعلي لضم الضفة الغربية، وتركيز العمل فيها في الفترة المقبلة، في ظل الفشل الذي منيت به "إسرائيل" في قطاع غزة.
ويؤكد المختص في الشؤون الإسرائيلية نجيب مفارجة أنّ "الضفة الغربية برمّتها باتت سجناً كبيراً، حيث تحتجز إسرائيل فيها أكثر من 3 ملايين إنسان".
وأضاف في حديث مع "قدس برس" أنه "لم يكتفِ الاحتلال بإقامة نحو 600 حاجز عسكري دائم ومتنقل، بل زرع خلال الأشهر القليلة الماضية نحو 132 بوابة عسكرية، وبات الفلسطيني الذي يهرب من الحاجز يصطدم ببوابة، ما يعني مزيداً من الإذلال بحقه".
وجد التأكيد على أن وضع كل هذه المعوّقات "هو تنفيذ لمخططات وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال بإقامة مناطق عازلة بمحيط المستوطنات... إلى جانب السيطرة على الطرق الرئيسية التي كان يسلكها الفلسطينيون وتحويلها للمستوطنين".
وعلى الصعيد ذاته يقول الناشط في مقاومة الاستيطان محمد عبد الرحيم إن الاحتلال نصب ليلة السبت/ الأحد الماضي 10 بوابات في منطقة جنوب نابلس وحدها، لتضاف إلى نحو 15 بوابة أخرى جرى تركيبها خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح أن ذلك "يعني أن كل بلدة أو قرية في المنطقة تحولت لسجن لسكانها، فمجرد إغلاق تلك البوابة إلكترونيا من جندي إسرائيلي موجود في معسكر للجيش، يكفي أن تحول دون قدرة السكان كلهم على الدخول والخروج".
ويستطرد الناشط في مقاومة الاستيطان قائلا "لم يعد بإمكاننا الذهاب مثلاً سيراً على الأقدام إلى أقرب قرية أو بلدة لقضاء حوائجنا، فالإنسان الذي يقطع حاجزاً أو بوابة مشياً على الأقدام يكون معرضاً لإطلاق النار فوراً من جنود الاحتلال، بادعاء أنه يريد تنفيذ عملية طعن أو ما شابه".
وعلى الصعيد ذاته، قالت المعلمة الفلسطينية نسرين جودي، من قرية "بورين" جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، إن الطريق من بيتها إلى وسط مدينة نابلس كان يحتاج إلى 15 دقيقة، لكن بعد الحواجز والبوابات الإلكترونية أمسى الطريق نفسه يحتاج إلى ساعتين.
وأوضحت جودي في حديث مع مراسل "قدس برس" أنه "مع نصب بوابة على مدخل قريتنا وإغلاق حاجز حوارة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بات السكان مجبرين من أجل الوصول إلى نابلس التي تقع شمال القرية على المرور عبر طرق فرعية وترابية إلى عدة قرى... ثم نقف في صف لا ينتهي على الحاجز قبل السماح لنا بالمرور، وفي طريق العودة نسلك الطريق ذاته لنصل إلى بيوتنا".
وأجبرت هذه المعاناة في التنقل عدداً من العائلات في الأرياف على الانتقال إلى السكن في المدينة، حيث تشير جودي إلى أنها تفكر جديا بترك القرية والاستقرار في نابلس، لتجنب معاناة الحواجز والبوابات العسكرية".
ويعبر كثير من النشطاء عن تخوفهم من أن الهجرة الداخلية من القرى إلى المدن، والتي تعاظمت أخيراً، أن تؤدي إلى تفريغ تلك القرى من سكانها، وهي خط الدفاع الأول في مواجهة الاستيطان، ومن ثم تصبح لقمة سائغة للاحتلال والمستوطنين.
ويعيش نحو 30 ألف مستوطن في 14 مستوطنة إلى جانب 52 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي منطقة نابلس شمال الضفة الغربية، وفق محافظ نابلس غسان دغلس، الذي كان يشغل منصب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة.