ما أبرز سياسات ترامب والإدارة الأمريكية تجاه غزة؟

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
يناير 22, 2025 12:11 م
برزت توجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، تجاه الشرق الأوسط، من خلال خطابه الذي ألقاه يوم تنصيبه في 20 كانون ثاني/يناير الجاري، وهي سياسات تسعى إلى تعزيز نفوذ إسرائيل.
غزة ليست أولوية
ويقول الخبير المتخصص بالشؤون الأمريكية توفيق طعمة أن ترامب سعى لنسب إنجاز وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى نفسه، مشيرًا إلى أنه حقق ذلك خلال ثلاثة أشهر فقط مقارنة بالرئيس السابق جو بايدن الذي لم ينجز شيئًا يُذكر خلال فترة أطول.
وأضاف طعمة أن قطاع غزة ليس ضمن أولويات الإدارة الأمريكية القادمة، متوقعًا أن يحتل مرتبة متأخرة بين اهتمامات ترامب، حيث يركز على ملفات أخرى مثل الصين وروسيا والتطبيع الإقليمي.
وقال طعمة لـ "قدس برس" إن "تحدث ترامب عن إعادة بناء غزة بطريقة مختلفة، ملمحا إلى تحويلها إلى منطقة سياحية شبيهة بمدينة الألعاب لاس فيغاس، لكنه لم يذكر أي نية لبناء مساكن للنازحين أو التطرق لمعاناة سكان القطاع".
وأضاف أن ترامب لم يُحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية الدمار أو الخسائر البشرية في غزة.
إلغاء عقوبات على المستوطنين
وفي تطور لافت، أشار طعمة إلى أن ترامب ألغى قرارًا كان أصدره بايدن بمعاقبة المستوطنين الإسرائيليين الذين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
واعتبر أن الفريق الذي يعمل مع ترامب يتألف من شخصيات تنتمي إلى الصهيونية الدينية، مما يعكس توجهًا عنصريًا لا يعترف بالحقوق الفلسطينية.
وأضاف أن إدارة ترامب القادمة لن تختلف كثيرًا عن فترة رئاسته السابقة (2016-2020)، حيث اتسمت سياساته بدعم كامل لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووقف الدعم عن وكالة الأونروا.
التطبيع ودمج "إسرائيل" في المنطقة
وحول مسار التطبيع، لفت طعمة إلى أن ترامب يولي أهمية كبرى لتعزيز الاتفاقيات الإبراهيمية ودمج إسرائيل في المنطقة، وخاصة مع السعودية. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه السياسة تتجاهل مستقبل الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه الجهود قد تواجه الفشل بسبب تجاهل حقوق الفلسطينيين.
الضفة الغربية محور الصراع القادم
من جهته، قال الباحث الفلسطيني سليمان بشارات إن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن وقف الحرب على غزة تأتي في سياق السياسة الأمريكية التي تركز على أولويات كبرى، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية ألقت بالكرة في ملعب إسرائيل لتتحمل مسؤولية ما بعد وقف الحرب.
وأضاف لمراسل "قدس برس" أن "إلغاء العقوبات على المستوطنين وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين يعكس تعزيز السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية".
وأوضح بشارات أن "الضفة الغربية ستكون الساحة الرئيسية للمواجهة القادمة، حيث يسعى المستوطنون بدعم من الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ سياسات استيطانية أكثر تطرفًا".
وأشار إلى أن إدارة ترامب تدعم اليمين الإسرائيلي لتعزيز مواقفه، مما يمنح نتنياهو مساندة سياسية أمام الضغوط الداخلية.
تمويل الحملات الانتخابية وتوجهات ترامب
كما كشف بشارات أن ترامب تلقى دعمًا ماليًا كبيرًا من شخصيات صهيونية مقابل تنفيذ سياسات مؤيدة لإسرائيل، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وأوضح أن الضفة الغربية تواجه مستقبلًا غامضًا بسبب تصاعد الهجمات الاستيطانية وضعف السلطة الفلسطينية التي تواجه انتقادات لتنسيقها الأمني مع الاحتلال.
وأدلى ترامب خلال تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، بتصريحات مثيرة للجدل حول قطاع غزة واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
حيث شكك في استمرارية الهدنة، معتبرًا أن حركة "حماس" أصبحت أضعف، ووصف غزة بأنها "موقع هدم ضخم" يحتاج إلى إعادة بناء بطريقة مختلفة، ملوحًا بإمكانية تطويرها كوجهة سياحية.
كما أعلن عن إلغاء العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، ما يعكس دعمه الواضح للحكومة الإسرائيلية الحالية.
وأثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا، حيث رأى البعض أنها تدعم سياسات إسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، بينما اعتبرها آخرون جزءًا من استراتيجية ترامب لتعزيز نفوذه في المنطقة.
تصنيفات : أخبار فلسطين فلسطينيو الخارج