ورشة عمل كبيرة يشهدها شمالي قطاع غزة لاستقبال النازحين

يستعد الفلسطينيون شمالي قطاع غزة لاستقبال أقرانهم الذين نزحوا إلى جنوب القطاع قبل خمسة عشر شهرا، بسبب العدوان الإسرائيلي.
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، إلا أن من تبقى من سكان في تلك البقعة يواصلوا العمل كخلية نحل لتهيئة الظروف لاستقبال النازحين الذين فقدوا معظمهم منازلهم.
ورشة عمل كبيرة تدور في قطاع غزة لاستيعاب العدد الكبير من النازحين، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون نسمة سواء في المخيمات أو ما تبقي من أنقاض منازلهم.
وشرعت بلدية غزة ومع الإعلان وقف إطلاق النار بفتح الشوارع المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي، مستخدمة ما تبقى لديها من معدات لم يطالها العدوان.
وقالت البلدية في بيان لها: "إن مئات الشوارع في مدينة غزة مغلقة ومدمرة بفعل قصف الاحتلال مع تدمير كبير في البنية التحتية خاصة شبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء والهاتف."
وأضافت:" هناك تراكم كميات كبيرة من النفايات في الشوارع والمكبات الفرعية ما يتطلب آليات عاجلة لفتح وتسوية الطرق".
وشددت على أن نقص عدد الآليات تسبب بعجز كبير في تقديم الخدمات الأساسية حيث دمَّر الاحتلال نحو 133 آلية ما يشكل أكثر من 80% من آليات البلدية.
وتعاني البلدية بحسب البيان من عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآليات وقطع الغيار والزيوت لصيانتها ما يزيد من صعوبة جمع النفايات وفتح الطرق.
وناشدت البلدية المؤسسات الدولية والمحلية للتدخل العاجل وتوفير الآليات وقطع الغيار والوقود لإعادة تقديم الخدمات الأساسية والتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية.
وعلى الصعيد الشخصي شرع المئات من المواطنين ترميم شقق تضررت بشكل عاجل لاستقبال أقاربهم فيها .
وقال سامح حمودة لـ" قدس برس":"جهزت غرفة من بيت تعرض للقصف من أجل إيواء أخي فيه، بدلا من أن يعيش في خيمة". وأضاف:" هذا الأمر مؤقت لحين دخول مواد البناء لاستكمال عملية الترميم."
حمودة وجد جزءا من منزل شقيقه قائم ورمم ما يمكن ترميمه ولكن الكثير من المواطنين الفلسطينيين سوية منازلهم في الأرض، وسيتم استقبالهم في خيام سواء في المخيمات العامة أو تلك التي اقيمت على أنقاض منازلهم.
وكشفت حركة "حماس" في بيان لها أنه من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير 2025)، وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد، سيسمح للنازحين داخليًا المشاة بالعودة شمالًا دون حمل السلاح، ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله".
وأضافت: "سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها".
وأشارت إلى أنه في اليوم الثاني والعشرين للاتفاق، سيسمح للنازحين داخليا المشاة بالعودة شمالًا من شارع صلاح الدين دون تفتيش.
ويواصل الدفاع المدني انتشال المزيد من جثامين الشهداء الذين قضوا تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وقال محمود بصل المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني أنه تم منذ تنفيذ وقف إطلاق النار الأحد الماضي انتشل ما مجموعه 162 جثمان شهيد."
وأضاف: " لا تزال جثامين آلاف الشهداء المفقودة تحت ركام المنازل والمباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة طواقمنا الوصول إلى أماكنها وانتشالها لعدم توفر المعدات والآلات الثقيلة".
وكانت الأمم المتحدة قدرت في بيان لها أن 80 % من منازل قطاع غزة دمرت بشكل كلي أو جزئي جراء العدوان على قطاع غزة.