قيادي في "القسام" يكشف تفاصيلا من "طوفان الأقصى"

قال عضو المجلس العسكري لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، عز الدين الحداد، الجمعة، إنه "لن يكون أمام قيادة الاحتلال المستقوية بأمريكا والغرب إلا أن تنصاع لمطالبنا العادلة في وقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة والإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال، وخاصة أسرى المؤبدات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار".

وأضاف الحداد في حوار مع برنامج "ما خفي أعظم"، أنه "منذ الأول من أكتوبر 2023 كانت قيادة الجهاز العسكري في حالة انعقاد دائم على مدار الساعة للمصادقة على الخطط ووضع اللمسات النهائية وضبط توقيتات التنفيذ".

وتابع أن "الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر تم فيها ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية التي أشرفت على التنفيذ، وبدأت عملية حشد واستدعاء قوات تنفيذ واجب الهجوم. وكانت أسلحة الدعم القتالي على أهبة الاستعداد حتى تمام الساعة السادسة والنصف من صباح السابع من أكتوبر".

وأردف الحداد: "لقد حاك هجومنا بدقة تلك المناورات التي تدرب عليها مجاهدونا، فتزامنت عند ساعة الصفر قذائفنا الصاروخية وسرب طائراتنا المسيّرة والشراعية ووحداتنا البحرية مع الآلاف من نخبة مشاة القسام الذين عبروا الجدار الفاصل بفضل الله بعد أن تهاوى على أيدي مجاهدين في وحدات الهندسة في مشهد مهيب تحفه عناية الرحمن، مستحضرين قول الله تعالى: "ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون".

وأكمل: "سقطت فرقة غزة بحمد الله وتوفيقه في ساعات معدودة معلنة نجاح تنفيذ طوفان الأقصى نجاحًا مذهلاً، حيث لم يصل العدو إلى أي معلومات بخصوصها رغم حجم العملية الكبير، كما لم تعمل دفاعاته بفعالية أمام مقاتلينا. وقد قاتل مجاهدونا بكل براعة وإقدام وكانوا الأكثر أخلاقية ومسؤولية في الميدان".

وأشار إلى أن "الاحتلال توحش الاحتلال في جرائمه ضد أسرانا بعد وضعهم تحت مسؤولية الوزير العنصري الفاشي بن غفير، وذلك إما بالقتل جوعًا كالشيخ خضر عدنان، أو الموت إهمالاً للأسرى المرضى كالأسير ناصر أبو حميد والأسير وليد أبو دقة، أو بمحكوميات مؤبد لا يوجد لها مثيل في العالم وتصل إلى آلاف الأعوام في ظروف لا تُطاق".

وأكد أنه "لم تجد كل محاولاتهم في دفع الإرادة الدولية لجَمَ عدوان الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى. فاعتدى وضرب ونكّل دون أي رادع، وتعالت الاستغاثات من القدس والأقصى وأهلنا في الضفة".

وقال الحداد: "هنا في غزة، شدد الحصار الممنهج وأراد لشعبنا الموت البطيء، وما كان لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أو متفرجين، ولم يكن يومًا في عقيدتنا كمقاومة أن نتقاعس أو نتأخر عن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم. وهنا كان لابد من طوفان الأقصى لإفساد خطة العدو الممنهجة بضربة استباقية مزلزلة وغير مسبوقة دفاعًا عن مقدساتنا وشعبنا ومقاومتنا".

ولفت إلى أنهم حذروا أن "هذا الواقع لا يمكن قبوله أو التعايش معه، ولكن الاحتلال قابل ذلك بمحاولة خداعنا وتحييد مقاومتنا في غزة عبر تحسين محدود في الظروف المعيشية في قطاع غزة وتقديم تسهيلات جزئية مقابل عدم ربط الوضع في الضفة والقدس والأسرى بالوضع في غزة. هذا طبعًا عزز لدينا التوجه لتفعيل الخيار العسكري، خاصة مع فشل كل الخيارات، حيث أصدرت قيادة الجهاز العسكري قرارًا لركن الاستخبارات وركن العمليات بالبدء بجمع المعلومات وتجهيز الخطط اللازمة".

كما أكد أيضا رصد "إشارات والاستيلاء على معلومات تؤكد خطط العدو للمبادرة بحرب مدمرة على قطاع غزة، وذلك لقناعته أننا لن نتساوق مع طروحاته، أشارت المعلومات التي حصلنا عليها إلى بعض التوقيتات لتنفيذ هذه الهجمة الغادرة والتي كانت بعد الأعياد اليهودية مباشرة، بحيث تبدأ بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كل فصائل المقاومة، يتبعه هجوم بري واسع ومدمر على شعبنا وأرضنا ومقدراته".

وبيّن "أخذنا هذه المعلومات على محمل الجد، وفي المقابل أبقينا الاتصال مع كل الوسطاء وأصدرنا التعليمات بتكثيف الجهد الاستخباري وإتمام الاستعداد للخيار العسكري".

كما أوضح الحداد أيضا أنه "أثناء التخطيط، تحصل ركن الاستخبارات على وثيقة تخص عمل الوحدة الاستخبارية الأبرز لدى الاحتلال التي اسمها 8200 عبر اختراق أمني لأحد خوادمها. وقد دُرست وحُللت هذه الوثيقة وأُدخل محتواها ضمن مسار التخطيط".

وقال إن "القرار كان القرار اعتماد خطة خداع وتضليل استراتيجي للعدو، حيث أوهمناه أننا ابتلعنا طُعم التسهيلات، في حين كان الإعداد للقتال يجري على قدم وساق. حددنا منطقة عمليات طوفان الأقصى، وكان الهدف مهاجمة فرقة غزة وتدمير مواقعها وقواعدها وكذلك فصائل الحماية الأمنية التي تتواجد في النسق الأول من كيبوتسات فرقة غزة وأسر أكبر عدد ممكن من جنود العدو لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني".

وأضاف أنه "نظرًا لحجم المعركة الكبير وتوابعها المتوقعة، تم وضع الإخوة في محور المقاومة في صورة التوجه، واحتفظنا بتوقيت ساعة الصفر لدينا في أضيق دائرة لضمان نجاح الهجوم".

وتابع: "نبعث في قيادة المقاومة من أرض غزة العزة كل التحية إلى شعبنا اللبناني الصامد وإلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان الذين قدموا خيرة قادتهم وجنودهم في معركة الدعم والإسناد لغزة والدفاع عن لبنان، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله. كما نحيي ونقدّر دور الإخوة في قيادة المقاومة اليمنية وأدائهم البطولي المشرف، وكذلك المقاومة العراقية والإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران وجميع الدول والحركات التي وقفت معنا في معركتنا ومسارنا المصيري. أولئك الذين ستُسجل مواقفهم في سجل المجد وتُكتب تضحياتهم بحروف من نور في صفحات التاريخ في ظل تخاذل المتخاذلين وتآمر المجرمين على قضيتنا وشعبنا ومصالح أمتنا".

وختم: "قمنا بتأمين عمليات الأسر ضمن مسارات مُعدة مسبقًا بعيدًا عن أعين الاحتلال وتقنياته المتطورة. وكان توجيهنا بحسن معاملة الأسرى وفق تعاليم الإسلام. في المقابل، حرصنا على حياة أسرى العدو ومعاملتهم معاملة حسنة، إلا أن عدوّنا قرر قتلهم منذ اليوم الأول، وظهر ذلك جليًا في استهدافهم في كيبوتس بئيري وفي قصف ضابط الشباب تومر نمرود وقتله في الأيام الأولى من المعركة، وقتل الجنود الثلاثة شرق الشجاعية، واستمر في قتلهم حتى يومنا هذا".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
أبو محفوظ: فصل موظفين في أونروا لبنان يخدم الاحتلال ويستهدف تصفية الوكالة
يوليو 1, 2025
دعا القائم بأعمال الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هشام أبو محفوظ، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان إلى التراجع عن قرار فصل عدد من موظفيها، مشددًا على أن الخطوة تمثل "خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي" وتتماهى مع محاولاته لتصفية الوكالة. واستنكر أبو محفوظ، في تصريح صحفي مكتوب تلقته "قدس برس" اليوم الثلاثاء،
طفل في الكويت شهيد في غزة: كيف طوّر حكم العيسى قدرات المقاومة؟
يوليو 1, 2025
أبو عمر السوري، أو "الصحابي" كما يسميه أهل غزة الذين عاش بينهم طويلًا، هما كنيتان لرجل واحد: حكم العيسى، القيادي في "كتائب القسام"، وأحد من ساهموا في تطوير تجربتها العسكرية. تنحدر عائلته من بلدة "رامين" قضاء طولكرم في شمال الضفة الغربية، وقد نعت العائلة ابنها بفخر واعتزاز. وُلد العيسى في دولة الكويت عام 1967، وأكمل
استشهاد 27 فلسطينيا بنيران الاحتلال في غزة بينهم 12 من منتظري المساعدات
يوليو 1, 2025
أعلنت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة استشهاد 27 فلسطينيا منذ فجر اليوم الثلاثاء، بنيران قوات الاحتلال، بينهم 12 من منتظري المساعدات. وأكدت مصادر في مجمع ناصر الطبي استشهاد 8 فلسطينيين في عدوان الاحتلال على جنوبي قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 3 شهداء من منتظري المساعدات. كما ارتقى شهيد بنيران جيش الاحتلال أثناء انتظاره
صحة غزة: تسجيل 337 إصابة بمرض السحايا بينها 259 حالة فيروسية والأعداد في ارتفاع سريع
يوليو 1, 2025
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تسجيل 337 إصابة بمرض السحايا، من بينها 259 حالة فيروسية، محذّرة من ارتفاع مقلق في عدد الإصابات اليومية في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع المحاصر. وأوضحت الوزارة أن هذا التفشي الخطير يأتي في وقت يعاني فيه القطاع من اكتظاظ شديد في مراكز الإيواء، ونقص حاد في المياه
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال
يوليو 1, 2025
اقتحم عشرات المستوطنين صباح يوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من باب "المغاربة"، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.   وأفادت "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدس المحتلة (تابعة للأردن)، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.   وشددت قوات الاحتلال من قيودها على دخول المصلين
استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال في رام الله والخليل بالضفة الغربية
يوليو 1, 2025
استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، في مدينتي رام الله والخليل في الضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر طبية باستشهاد الفتى أمجد نصار عواد حوشية (16 عامًا)، وهو من مدينة يطا جنوب الخليل، ويقيم في "كفر عقب" شمال القدس، استشهد متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال على دوار "المنارة"، وسط المدينة. كما أعلنت عن استشهاد الشاب سامر