بعد تصريحات ترامب.. هل يتكرر سيناريو تهجير الفلسطينيين مجددا؟

شدد العديد من الكتاب على أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطرحه لفكرة التهجير الطوعي، ليس مجرد تهديدات عابرة، بل هي خطط مستقبلية تأتي في سياق تفاهمات ووعود قطعها ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وقيادة الاحتلال المتطرفة، وبناء عليه سيكون سيناريو التهجير مطروحا مجددا في المشهد الفلسطيني.

 ويرى الكاتب والمحلل السياسي بانّ قضية التهجير قضية حقيقية وجدية جدا، مضيفا: "الضغط على الأردن ومصر ستستعمل فيه كل الوسائل، إن لم نكن في موقع مواجهة التهجير سنجد أنفسنا فيه، هذا كلام ليس للتهويل، بل لمواجهة الحقيقة".

وشدد عنبتاوي على أنّ ما قاله ترامب ليس مجرد كلام، هذا ضمن رؤيا، وكرجل صفقات سيقوم باستعمال سياسة العصا والجزرة مع مصر والأردن بالعروض المالية والتهديدات الداخلية والتعطيل بإعادة البناء في غزة لتسهيل موضوع التهجير.

ونبه عنبتاوي بان خطط الاستيطان المستعرة في الضفة الغربية والسعي لتغيير معادلة التوزيع السكاني لصالح المستوطنين هي مقدمة لتثبيت المشاريع الاستيطانية التي ستساهم في زعزعة المنطقة وجعلها مشتعلة لخدمة اهداف الاحتلال .

وبحسب عنبتاوي فان الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتجزئها الى مناطق جغرافية وخلق المعازل والكنتونات واعاقة الحركة ما هي الا خطوة في سياق خلق الياس والإحباط وصولا الى تشجيع فكرة الهجرة والرحيل الى الخارج.

ووصف عنبتاوي تهديدات ترامب واطماع الاحتلال بالأمر الخطير الامر الذي يتطلب وجود موقف فلسطيني موحد ورؤية لمواجهة كل تلك التحولات والخطط والمشاريع التي تهجف الى تصفية القضية الفلسطينية والاستفراد بالضفة الغربية بعد ان حُولت غزة الى مكان غير صالح للحياة.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر مناع أكد على أنّ الحديث عن التهجير القسري لم يعد مجرد تهديد أو ورقة ضغط، بل أصبح مطروحًا بجدية كخيار قابل للتنفيذ. هناك تقارب واضح بين الرؤية الأمريكية والإسرائيلية بهذا الشأن، حيث تسعيان معًا لإيجاد سبل لتحقيقه.

ولفت مناع الى ان هذا السيناريو يثير قلقًا بالغًا لدى مصر والأردن، اللتين ترفضان استقبال موجات نزوح قسرية، خوفًا من تداعياتها السياسية والأمنية.

وبحسب مناع فان الوقائع على الأرض تشير إلى أن العمليات العسكرية الجارية ليست مجرد ردود فعل، بل أدوات لتنفيذ مشروع سياسي يهدف إلى إعادة تعريف السلطة الفلسطينية وظيفيًا وجغرافيًا.

واكمل:" إسرائيل تسعى إلى تقسيم الضفة الغربية إلى معازل دائمة، مما يجعل السيطرة عليها أكثر سهولة، ويقضي على إمكانية قيام كيان فلسطيني مترابط جغرافيًا، كما يتزايد التهجير الداخلي من المخيمات إلى المدن، ما قد يكون خطوة تمهيدية لتهجير أوسع نطاقًا خارج الأراضي الفلسطينية.

وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب  امس الخميس ، تصريحاته الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا إن "على مصر والأردن قبولهم".

وفي رد ترامب على أسئلة لصحفيين في البيت الأبيض بشأن القضايا الراهنة، قال ترامب بعد أن سُئل عن إمكانية قبول مصر والأردن للفلسطينيين من غزة "ستفعلان ذلك"، على حد تعبيره.

وأضاف الرئيس الأميركي "لقد قدمنا لهما (مصر والأردن) الكثير، وسوف يقومان بذلك".

وتوالت ردود فعل مصرية وأردنية رافضة للتهجير منذ اقتراح الرئيس الأميركي، السبت الماضي، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعًا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" الذي دمرته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.

وكان الرئيس الأميركي قال قبل أيام إنه يرغب في "تطهير" قطاع غزة، موضحا أنه سيطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما طلبه من ملك الأردن عبد الله الثاني من السماح بدخول ما يصل إلى 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى الأراضي المصرية.

ورفض كل من الرئيس المصري وملك الأردن هذا المطلب، حيث وصف السيسي ذلك بأنه ظلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه، كما أكد ملك الأردن موقف بلاده "الراسخ" بضرورة "تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".

ورُفضت تصريحات ترامب من عدة جهات دولية، بينها فرنسا وألمانيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
بريطانيا تمنع احتجاجا مؤيدا لفلسطين أمام البرلمان
يونيو 23, 2025
منعت الشرطة البريطانية متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية من تنظيم احتجاج أمام البرلمان، اليوم الاثنين. وردّ المتظاهرون بنقل موقع احتجاجهم إلى ميدان ترافلغار القريب من المنطقة التي حظرت فيها الشرطة التجمع، مؤكدين استمرارهم في التعبير عن مواقفهم. ويواصل الناشطون تنظيم تحركات تستهدف مؤسسات وشركات بريطانية تربطها علاقات تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل العدوان المتواصل
دول تغلق أجواءها مؤقتا عقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر
يونيو 23, 2025
أعلنت شؤون الطيران المدني في وزارة المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين، الاثنين، تعليق حركة الملاحة الجوية في أجواء المملكة مؤقتا، كإجراء احترازي في ظل تطورات الأوضاع الإقليمية المتسارعة. وأكدت في بيان نقلته وكالة الأنباء البحرينية أن الجهات المختصة تتابع التطورات بشكل متواصل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية
"حماس" تنفي بيانا منسوبا إليها بشأن التصعيد العسكري في منطقة الخليج
يونيو 23, 2025
نفت قناة "تبيّن" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الاثنين، ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي من بيان منسوب للحركة فيما يتعلق بالتصعيد العسكري في منطقة الخليج. وأكدت القناة، أن البيان المتداول "مزور ولا يمت للحقيقة بصلة". وشددت على أن الموقع الرسمي للحركة هو المرجع الوحيد والمعتمد لنشر البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عنها. وأهابت
خبراء ومسؤولون: استهداف قاعدة "العديد" يقوّض موقف إيران ويخدم "تل أبيب"
يونيو 23, 2025
يرى مسؤولون وباحثون أن دخول إيران في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة يمثّل انزلاقًا خطيرًا قد يخدم الأهداف الإسرائيلية أكثر مما يخدم المصلحة الإيرانية، محذرين من أن توسيع الحرب باتجاه دول الجوار –لا سيما قطر– قد يعزل طهران إقليميًا ويفقدها أي تعاطف دولي في ظل التصعيد المتسارع في المنطقة. ففي أول تعليق له على تطورات
قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
يونيو 23, 2025
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، الاثنين، الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، من قبل الحرس الثوري الإيراني، وعدّته انتهاكا صارخا لسيادة الدولة ومجالها الجوي، ولأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدت قطر، في بيان رسمي، أنها تحتفظ بحقها الكامل في الرد المباشر بما يتناسب مع طبيعة وحجم الاعتداء، وبما يتوافق مع قواعد القانون الدولي، مشددة
إيران تقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر
يونيو 23, 2025
أعلن التلفزيون الإيراني، مساء الاثنين، بدء عملية أسماها "بركة الفتح"، ضد القاعدة الأميركية في العديد القطرية. وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن بداية الرد على الولايات المتحدة بضرب قاعدة العديد الأمريكية في قطر وقواعد أمريكية في العراق. وأكدت أن بلادها أطلقت 6 صواريخ باتجاه القاعدة الأميركية في العديد. وقالت القوات المسلحة الإيرانية، إن "إرادة قواتها ستحول