اجتماع وزاري عربي في القاهرة يؤكد "حل الدولتين"

 عقد وزراء خارجية مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، وقطر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا عن السلطة الفلسطينية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، اجتماعًا وزاريًا في العاصمة المصرية القاهرة اليوم السبت، لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والمساعي الدولية لتحقيق السلام في المنطقة.
 
ورحب المجتمعون بحسب بيان مشترك صدر عنهم بـ "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين" الذي أُعْلِن عنه في الدوحة في 18 كانون ثاني/يناير الماضي.
 
 وأشادوا بـ "الجهود التي قامت بها كل من مصر وقطر في هذا الصدد"، مؤكدين على "الدور المهم والمقدر للولايات المتحدة في إنجاز هذا الاتفاق"، كما أعربوا عن تطلعهم إلى "العمل مع إدارة الرئيس الأميركي لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقًا لحل الدولتين، والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات".
 
وشدد الاجتماع على "دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاث لضمان تنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولًا للتهدئة الكاملة"، مع التأكيد على "أهمية استدامة وقف إطلاق النار، وبما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة العقبات جميعها أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل، وذلك على نحو ملائم وآمن". 
 
كما شدد المشاركون على ضرورة "انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية"، بما يسمح للمجتمع الدولي "بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي".
 
كما أكد الوزراء على "الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)"، ورفضوا "بشكل قاطع أي محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها".
 
وشدد البيان على "أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصةً في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه"، مشيرًا إلى أن ذلك "سيسهم في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من سكان القطاع على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلي، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار".
 
وأكد الوزراء "رفض المساس بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات"، محذرين من أن ذلك "يهدد الاستقرار، وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها".
 
واختتم البيان بمناشدة المجتمع الدولي، "لا سيما القوى الدولية والإقليمية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور التوتر في الشرق الأوسط"، وذلك من خلال "التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني، وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967".
 
كما "دعم الوزراء جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمقرر عقده في يونيو 2025".
 
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد المخاوف العربية والدولية من التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أدلى بها يوم 12 كانون ثاني/يناير الماضي، والتي دعا فيها إلى "إعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن كحل دائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي". 
 
وقد أثارت هذه التصريحات رفضًا عربيًا واسعًا، حيث أكد الوزراء في اجتماعهم أن "أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو فرض حلول غير عادلة تتعارض مع القانون الدولي، وترقى إلى انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة"، مشددين على أن "الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الإعلام الحكومي": 773 شهيدًا و5,101 إصابة و41 مفقودًا باستهداف "إسرائيل" لمراكز "المساعدات" في غزة منذ 27 مايو
يوليو 10, 2025
أعلن "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة"، عن ارتفاع حصيلة ضحايا مراكز "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" المعروفة بـ(مصائد الموت)، إلى 773 شهيدًا، و5,101 إصابة، و41 مفقودًا، وذلك منذ بدء عمل هذه المراكز في 27 آيار/مايو 2025 وحتى اليوم. وأوضح المكتب، في بيان صحفي اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمّدت استهداف السكان المدنيين المجوّعين خلال
الاتحاد الأوروبي: اتفقنا مع إسرائيل على خطوات مهمة لتحسين الوضع الإنساني بغزة
يوليو 10, 2025
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الخميس، الاتفاق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على "خطوات مهمة" لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة. وقالت كالاس، في بيان لها: اتفقنا مع إسرائيل على خطوات مهمة لتحسين الوضع الإنساني في غزة. وأوضحت أن الخطوات المتفق عليها تشمل "زيادة كبيرة" في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمواد الغذائية
"الإعلام الحكومي": 10 أطفال و3 نساء بين ضحايا مجزرة وحشية للاحتلال بنقطة طبية وسط قطاع غزة
يوليو 10, 2025
قال "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة"، إن "إسرائيل" ارتكبت مجزرة جديدة باستهداف نقطة طبية كانت تقدم خدمات غذائية وعلاجية للأطفال المرضى والنساء وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 15 مدنيًا، بينهم 10 أطفال و3 نساء، إضافة إلى عدد من الجرحى. وأكد المكتب، في بيان صحفي صدر اليوم الخميس، أن هذه الجريمة البشعة تأتي
الدفاع المدني في غزة: نعلن توقف جميع مركباتنا عن الخدمة في محافظتي غزة والشمال
يوليو 10, 2025
أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، عن توقف معظم مركباتها عن تقديم الخدمات الإنسانية في ظل النقص الحاد بقطع الغيار اللازمة لصيانتها، ما يُنذر بكارثة إنسانية كبيرة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأوضحت المديرية، في تصريح صحفي اليوم الخميس، أن جميع مركبات الدفاع المدني في محافظتي غزة والشمال قد توقفت عن
مقتل حارس أمن وإصابة آخرين في عملية إطلاق نار وطعن عند مفترق "عتصيون" جنوب بيت لحم
يوليو 10, 2025
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الخميس، مقتل حارس أمن وإصابة آخرين في عملية إطلاق نار وطعن عند مفترق مستوطنة "عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم. وأفادت القناة /14/ العبرية بمقتل مستوطن وإصابة آخرين في عملية إطلاق نار قرب غوش عتصيون بالخليل. وذكرت القناة /12/ العبرية أن 4 مستوطنين أصيبوا في عملية طعن بمركز تجاري في مستوطنة
ينظفون الموت بأيديهم…عمال النظافة في مستشفيات غزة يُكافحون بصمت تحت نيران حرب الإبادة
يوليو 10, 2025
مع ساعات الفجر الأولى من كل يوم، يغادر مروان خيمته في منطقة "المواصي" غرب خان يونس، متجها لمجمع ناصر الطبي، حيث يبدأ عمله في تنظيف وتعقيم أروقة المستشفى، في محاولة يائسة لمحو آثار الدم ورائحة الموت برائحة المطهر. في زمن الحرب، يصبح العمل داخل مستشفيات غزة مهمة تفوق حدود التحمل، خصوصا لعمال النظافة الذين وجدوا