مناع: اجماع "إسرائيلي" على التهجير واعادة تشكيل الضفة

قال المختص بالشأن "الإسرائيلي" ياسر مناع، إن الحديث عن التهجير القسري لم يعد مجرد تهديد أو ورقة ضغط، بل أصبح مطروحًا بجدية كخيار قابل للتنفيذ.
ولفت منع إلى هناك تقارب واضح بين الرؤية الأمريكية والإسرائيلية بهذا الشأن، حيث تسعيان معًا لإيجاد سبل لتحقيقه، في حين يثير هذا السيناريو قلقًا بالغًا لدى مصر والأردن، اللتين ترفضان استقبال موجات نزوح قسرية، خوفًا من تداعياتها السياسية والأمنية.
أما بشأن الضفة الغربية، فقال لـ"قدس برس" إن هناك ما يمكن وصفه ب"إعادة تشكيل الضفة"، حيث تشير الوقائع على الأرض إلى أن العمليات العسكرية الجارية ليست مجرد ردود فعل، بل أدوات لتنفيذ مشروع سياسي يهدف إلى إعادة تعريف السلطة الفلسطينية وظيفيًا وجغرافيًا.
وأضاف "إسرائيل تسعى إلى تقسيم الضفة الغربية إلى معازل دائمة، ما يجعل السيطرة عليها أكثر سهولة، ويقضي على إمكانية قيام كيان فلسطيني مترابط جغرافيًا. كما يتزايد التهجير الداخلي من المخيمات إلى المدن، ما قد يكون خطوة تمهيدية لتهجير أوسع نطاقًا خارج الأراضي الفلسطينية".
وبخصوص المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، فبحسب ما يظهر من نقاشات إسرائيلية، فإن المرحلة الثانية من التهدئة تبدو شديدة التعقيد، في ظل إجماع داخلي على ضرورة إنهاء حكم "الأخضر" في غزة، باعتباره جزءًا من ترتيبات "اليوم التالي"، وأحد الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها كصورة من صور النصر السياسي والعسكري.
ويختم بقوله إنه رغم خطورة هذه القضايا، يظل النقاش الفلسطيني حولها محدودًا، وسط غياب استراتيجيات واضحة لمواجهتها، ما يتطلب إعادة تقييم الأولويات الوطنية ووضع رؤية موحدة للتعامل مع هذه التحديات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اقترح في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" الذي دمرته حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على مدار 15 شهرا.
وبعد ذلك، جدد ترامب في نهاية الشهر ذاته، تأكيده أن "كلا من الأردن ومصر سيستقبلان في بلديهما سكانا من قطاع غزة"، في تصريحات أدلى بها لصحفيين في البيت الأبيض.
ورد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على تصريحات ترامب، قائلا إن "موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت".
وأضاف الصفدي أن "حل القضية الفلسطينية في فلسطين والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".
وأوضح أن رفض بلاده للتهجير ثابت لا يتغير، "وهذا ليس فقط موقفا ثابتا راسخا لا يمكن أن تحيد عنه المملكة، ولكنه أيضا ضرورة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي نريده جميعا".
كما أكد بيان عربي مشترك السبت، استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقا للقانون الدولي، في موقف موحد ضد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة إلى الأردن ومصر.
وأعلن الديوان الملكي الأردني، الأحد، أن الملك عبد الله الثاني يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء 11 شباط/فبراير الحالي، بعد أن تلقى رسالة دعوة من الرئيس ترامب الأسبوع الماضي، فيما يبدو دعوة لمناقشة قضية رفض الأردن القاطع لاستقبال لاجئين من قطاع غزة بعد 15 شهرا من عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وخلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية على غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، أكثر من 61 ألف ضحية، من بينهم نحو 47.5 ألف شهيد وصلوا إلى المستشفيات، و14 ألفا مفقودون تحت الركام وفي الطرقات، إلى جانب أكثر من 111 ألف جريح، وأكثر من مليوني نازح، بحسب معطيات وأرقام رسمية.