تحليل ..تصريحات ترمب الأخيرة استكمال لـ"صفقة القرن"

قال عدد من الكتاب والمحللين التقهم "قدس برس" إن "تصريحات ترمب الأخيرة والتي أطلقها تزامنا مع زيارة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لواشنطن، تعبر عن شكل مخططات ترامب المستقبلية ورؤيته تجاه القضية الفلسطينية من جهة، وتبرئة للاحتلال من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني من جهة ثانية".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، أنّ "دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة شكل من أشكال التطهير العرقي، وتبرئة للاحتلال من جريمة الإبادة الجماعية، ومقدمة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية".
ووصف الحيلة طرح ترامب وأفكاره تجاه القضية الفلسطينية بـ"العقلية الاستعمارية المستوحاة من القرن التاسع عشر".
وشدّد على أن "الشعب الفلسطيني سيُسقط فكرة الاحتلال الأمريكي لقطاع غزة وضم الضفة الغربية لكيان الاحتلال، كما أسقط (صفقة القرن الترامبية)".
وبحسب الحيلة فإن "غرور ترامب وجهله بتاريخ المنطقة سيقلب الطاولة وسيخلط الأوراق وسيطلق صراعاً وجودياً لن ينجو منه الاحتلال الإسرائيلي، وستأتي الرياح بما لا يشتهي ويحلم".
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عماد عواد، إن "خطاب ترمب غاية في الخطورة والقادم أسوأ في ظل واقعنا الداخلي؛ ففي غزة ستكون هناك المزيد من المعوقات فيما يتعلق بالإعمار لدفع الفلسطينيين للهجرة".
وعبّر عن قناعته بأن "المشروع سيفشل".
وأضاف "لو افترضنا جدلا هجرة نصف الغزيين، فلا يغيب عن أذهاننا أن غزة كانت للاحتلال الإسرائيلي معضلة حينما كان عدد سكانها 400 ألف".
وبحسب عواد فإن "فكرة السيطرة على غزة خرجت منه في سياق عدم وضوح رؤيته، وإن كان هذا خطير جدا فهو يفكر اقتصاديا، ولكن هذه النقطة مرتبطة بالسابقة وفشلها مرتبط بسابقتها".
وعلى صعيد الضفة قال عواد، "في الضفة الغربية سواء وافق على الضم الرسمي أم لا، فواضح تبنيه خطة اليمين الأيدولوجي، وعمليا يريد أن يقول للفلسطينيين أبعد ما سيكون لكم بقاؤكم في مناطقكم (أ/ب)، بإدارة ذاتية وليس سلطة سياسية".
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي عامر الهزيل، إنه "إذا كان وعد بلفور عام 1917 قد أسس (الدولة اليهودية) وأدى إلى النكبة الفلسطينية الأولى مع بقاء قرابة 8 ملايين فلسطيني بين النهر والبحر اليوم، فإن وعد ترامب عام 2025 يهدف استراتيجياً إلى تهجيرهم لإقامة (دولة يهودية) خالصة بين النهر والبحر".
وبحسب الهزيل فإنه "إذا نجح مخطط (ترانسفير غزة)، فسيكون ذلك البداية، تليه الضفة الغربية، ثم عرب الداخل (عرب الـ 48)، وبذلك سيتم تصحيح خطأ الحركة الصهيونية التاريخي في محطات احتلال فلسطين عام 1948 و1967".
وطالب الهزيل بالتعامل مع موضوع التهديدات بشكل جدي، قائلا "يجب على جميع الفلسطينيين أخذ وعد ترامب بـ(ترانسفير غزة) على محمل الجد، وإذا نجح هذا المخطط، ستكون النكبة الثانية والأخطر في عموم فلسطين، ومصير غزة سيحدد وجود كل الفلسطينيين في الوطن والشتات وقضيتهم برمتها".
وأثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى"، ردود فعل واسعة عبر العالم.
وعبرت دول عدة بوجهات مختلفة على رأسها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة عن "رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم"، وطالبت بـ"العمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم".
وتعهد ترامب أمس الثلاثاء بأن "تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصاديا"، حسب تعبيره.