"إخوان الأردن": المملكة ليست ساحة لمشاريع وصفقات ترامب

عبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الأربعاء، عن رفضها القاطع والمطلق لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى تهجير أهالي قطاع غزة قسرا إلى دول مجاورة.
وقالت الجماعة في بيان، إن تصريحات ترامب "استمرار واضح للنهج الاستعماري الداعم للاحتلال الصهيوني، والمتواطئ مع مخططاته الإجرامية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وطمس حقوق الشعب الفلسطيني الأبي".
وأضافت أنه "ترفض بأشد العبارات حديث ترامب عن نية الولايات المتحدة الأمريكية الاستحواذ على قطاع غزة، في محاولة مفضوحة لاستكمال مشاريع الاحتلال الصهيوني بوجه أمريكي جديد".
وتابعت أن "هذه الفكرة المجنونة لن تمر، وستفشل كما فشل الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه على مدار 15 شهرًا من حرب الإبادة التي ارتكبها بحق أهلنا في غزة، والتي انتهت بصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاومته رغم وحشية العدوان".
وأردفت الجماعة "إننا في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد وقوفنا الكامل خلف الموقف الأردني الرسمي الرافض لهذه المؤامرة المشبوهة، ونشدد على أننا نقف سدًا منيعًا خلف جيشنا العربي الأردني في الدفاع عن أرضنا ووطننا ضد أي تهديد صهيوني أو محاولة لاستهداف الأردن وأمنه القومي".
وأكدت رفضها القاطع "لأي محاولة للمساس بسيادة الدولة الأردنية من قبل الولايات المتحدة أو أي طرف دولي آخر، فالأردن ليس ساحة لمشاريع وصفقات ترامب، ولن يكون موطئ قدم لمخططات التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية".
وحذرت الجمعة من أن "أي محاولة لفرض هذا المخطط على أرض الواقع ستؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها، وستكون الصاعق الذي يفجر طوفان غضب الأمة ،ولن يجني الاحتلال الصهيوني وحلفاؤه سوى المزيد من المقاومة والصمود".
كما أكدت الجماعة أيضا، أن "هذه التصريحات لن تغير من حقيقة أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطينية العربية الإسلامية، وأن مصير الاحتلال ومستوطنيه إلى الزوال، وأن كل المشاريع التي تهدف إلى اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه مصيرها الفشل، كما فشلت من قبل كل المؤامرات التي استهدفت فلسطين وأهلها الصامدين".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدد الثلاثاء، رغبته في أن تستقبل كل من مصر والأردن، فلسطينيين مهجرين من قطاع غزة، بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: "أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة".
وأردف الرئيس الأميركي: "الفلسطينيون ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة".
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ويقضي الاتفاق ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
ومنذ ذلك الحين جرت 4 عمليات تبادل، ظهر خلالها التباين بين حالة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال، وبين من أطلقت المقاومة سراحهم.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.