"أطباء بلا حدود": إسرائيل تهاجم المستشفيات وتعيق المساعدات الطبية في الضفة الغربية

جنيف (سويسرا) - قدس برس
|
فبراير 6, 2025 6:36 م
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" (غير حكومية مقرها جنيف) من تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الطبية في الضفة الغربية المحتلة، مطالبة بوقف "العنف المفرط" الذي تمارسه القوات الإسرائيلية.
وأوضحت المنظمة في تقريرها لها اليوم الخميس، استند إلى بيانات جُمِعَت بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى الشهر ذاته عام 2024، أن التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية شهدت تصاعدًا غير مسبوق منذ اندلاع الحرب على غزة.
وقالت "أطباء بلا حدود" أن تقريرها استند أيضا إلى 38 مقابلة وشهادات فرق المنظمة التي عاينت أنماط الإعاقة المتعمدة في مدن جنين، قلقيلية، طوباس، وطولكرم.
تدمير البنية التحتية والخدمات الصحية
وأشارت المنظمة إلى أن فرقها عاينت آثار التوغلات الإسرائيلية التي تستهدف وتدمر المرافق الحيوية، مثل شبكات المياه والكهرباء، مما يتسبب في تداعيات طبية وإنسانية طويلة الأمد تعيق وصول الفلسطينيين إلى الرعاية الصحية، وتعرقل حركة سيارات الإسعاف.
وأكدت أن "تصاعد العنف الإسرائيلي بدأ قبل الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث لجأت قوات الاحتلال إلى الغارات الجوية والطائرات المسيرة لاستهداف المناطق المدنية، "وهي ممارسات لم تُستخدم منذ الانتفاضة الثانية في أوائل الألفينات".
واستشهد تقرير "أطباء بلا حدود" أيضًا ببيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، والتي أظهرت أن 34 بالمئة من الإصابات المسجلة في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 نجمت عن الذخيرة الحية، مقارنة بـ 9 بالمئة فقط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام ذاته.
إرهاب ممنهج وتأثير نفسي عميق
وحذرت المنظمة من أن هذه الأساليب العسكرية العدوانية لم تقتصر فقط على الأثر الجسدي المباشر، بل خلقت مناخًا من الخوف وعدم الأمان؛ بسبب العنف العشوائي وغير المتوقع، مما أثر بشدة على الصحة النفسية للفلسطينيين.
كما سلط التقرير الضوء على تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين، الذي تفاقم مع توسع الاستيطان غير القانوني في الضفة الغربية، حيث بات يؤثر على نحو مباشر على إمكانية حصول الفلسطينيين على الرعاية الصحية.
وقالت المنظمة إن "العنف الذي يمارسه المستوطنون المسلحون - وغالبًا ما يتم بتنسيق وحماية من الجيش الإسرائيلي - أدى إلى أنماط جديدة من إعاقة الخدمات الصحية، من خلال الاعتداءات المنسقة على التجمعات الفلسطينية، وترهيب العاملين الصحيين، وفرض حواجز طرق، مما خلق مناطق مغلقة طبيًا، لا سيما في المجتمعات الريفية القريبة من المستوطنات".
هجمات على الطواقم الطبية والمستشفيات
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية (WHO)، تم تسجيل 647 هجومًا على قطاع الرعاية الصحية في الضفة الغربية بين 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 وحتى نفس اليوم والشهر من عام 2024.
وأوضحت "أطباء بلا حدود" أن الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية تعرقل بشكل ممنهج تقديم الخدمات الصحية، حيث تحاصر قوات الاحتلال المستشفيات والمخيمات والقرى، مما يؤدي إلى عزل المرضى ومنع الطواقم الطبية من القيام بواجباتها.
وأبرز التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر المستشفيات المدعومة من المنظمة، وتنفذ عمليات مداهمة داخلها، مما يؤدي إلى محاصرة المرضى والطواقم الطبية ومنع تقديم الخدمات الطبية.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يبرر هذه الاقتحامات بادعاءات بوجود مسلحين أو أسلحة داخل المستشفيات، لكنه لا يقدم أي إنذارات مسبقة، أو يسمح بالإجلاء لحماية المدنيين والطواقم الصحية.
ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين
ووفقًا لآخر إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في كانون ثاني/يناير الماضي، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو ألف و 4 أشخاص، بينهم 213 طفلًا.
وأكدت "أطباء بلا حدود" أن استمرار هذه الانتهاكات يشكل تصعيدًا خطيرًا ضد المنظومة الصحية الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بـ "اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين والمنشآت الطبية من الهجمات الإسرائيلية الممنهجة".
تصنيفات : أخبار فلسطين فلسطينيو الخارج