قوات الاحتلال تجبر 85 % من سكان مخيم طولكرم على النزوح منه

طولكرم (فلسطين) - قدس برس
|
فبراير 7, 2025 11:59 ص
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 85 بالمئة من سكان مخيم "طولكرم" شمال الضفة الغربية على النزوح قسراً تحت تهديد السلاح، وذلك في ظل استمرار العدوان على المدينة والمخيم لليوم الثاني عشر على التوالي.
وبحسب مصادر محلية، فقد تم إجبار نحو 10 آلاف و 450 فلسطينيا من سكان المخيم، على مغادرة منازلهم، بينما لا يزال ما يقارب 400 أسرة عالقة، معرضة لخطر النزوح في أي لحظة. كما تحاول قوات الاحتلال إخراج كبار السن والمرضى من المخيم، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
وأفاد مراسل "قدس برس"، اليوم الجمعة، بأن قوات الاحتلال تواصل اقتحام المنازل في المخيم وتفتيشها، مع وضع علامات مميزة على الأبنية التي تُقْتَحَم، بالإضافة إلى استمرار عمليات تجريف الشوارع وتدمير البنى التحتية وإحراق المنازل، مما حول المخيم إلى منطقة غير صالحة للسكن.
كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم، مع إرسال تعزيزات عسكرية إضافية والاستيلاء على المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلائها من سكانها. وأشار مراسلنا إلى أن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من القوات والمعدات العسكرية نحو المدينة والمخيم، واستولت خلال الليل على عدة منازل ومباني سكنية، خاصة في الحي الشرقي المحاذي للمخيم، وأجبرت سكانها – ومعظمهم من النساء والأطفال – على الخروج رغم الظروف الجوية القاسية التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والبرد القارس.
وفي سياق متصل، فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مستشفى "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي، وفتشت المرضى ودققت في هوياتهم، بل وإجبارهم على رفع ملابسهم. كما لا تزال القوات تحتل المجمع التجاري "العدوية" التابع لبلدية طولكرم والمجاور للمستشفى، وحولته إلى نقطة مراقبة عسكرية لمراقبة تحركات المواطنين.
وفي تطور آخر، قامت قوات الاحتلال بإخطار عائلة المعتقل محمد جودت قاسم شحرور بالاستيلاء على شقته في الحي الشرقي وهدمها، ومنحتها مهلة 72 ساعة لتنفيذ ذلك. يُذكر أن محمد شحرور معتقل منذ التاسع من أبريل/نيسان من العام الماضي بتهمة مقاومة الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية "اكتابا" شرق طولكرم، وداهمت منزل عائلة العوفي، وفتشته وأخضعت سكانه للتحقيق الميداني. وفي ضاحية "ذنابة" شرق المدينة، تم اقتحام عدة منازل واعتقال الشاب أيمن قوزح، بالإضافة إلى اقتحام قرى "كفر اللبد" و"دير الغصون" و"عتيل".
من جانبها، أعلنت محافظة طولكرم عن تشكيل "لجنة الكرامة والإغاثة"، ودعت إلى تقديم تبرعات عينية ونقدية لدعم النازحين من المدينة والمخيم. وأكدت المحافظة أن طولكرم تواجه كارثة إنسانية ودمارًا شاملاً في جميع جوانب الحياة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
يأتي هذا العدوان في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية التي أُطلقت عليها تسمية "الجدار الحديدي"، والتي تستهدف شمال الضفة الغربية، وخاصة محافظات جنين وطولكرم وطوباس، بهدف استئصال المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد سلسلة من العمليات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال والمستوطنين.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال والمستوطنين قد كثفوا اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أدى إلى استشهاد 905 فلسطينيين وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 14 ألفا و 300 فلسطيني، وفقًا لإحصاءات فلسطينية رسمية.
تصنيفات : أخبار فلسطين غير مصنف