استشهاد فلسطينية حامل وجنينها وإصابة زوجها في عدوان الاحتلال على مخيم "نور شمس"

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، صباح اليوم الأحد، عن استشهاد الشابة سندس جمال شلبي (23 عامًا)، والتي كانت حاملًا في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة زوجها بجروح حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها المستمر على مخيم "نور شمس" للاجئين في طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد شهود عيان لوكالة "قدس برس" بأن الشهيدة كانت تحاول النزوح من المخيم برفقة زوجها وطفليها فجر اليوم، عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليهم، ما أدى إلى إصابتها بعدة رصاصات، في حين أصيب زوجها بجروح بالغة الخطورة، بينما تمكن المواطنون من تأمين الطفلين.
وأكد الشهود أن قوات الاحتلال منعت وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء عن استشهاد الأم، كما فشلت الطواقم الطبية في إنقاذ حياة الجنين بسبب تأخير الاحتلال في السماح بنقل الإصابات.
من جانبه، صرّح الناشط مؤيد جراد لمراسل "قدس برس" بأن الاحتلال يواصل حملته العسكرية ضد مخيم "نور شمس" منذ 13 يومًا، عبر عمليات هدم وتفجير وتدمير للبنية التحتية، خاصة في المناطق القريبة من المخيم. وأوضح أن الاحتلال بدأ منذ منتصف الليلة الماضية (السبت/الأحد) حملة عسكرية جديدة، شملت اقتحامًا واسعًا، حصارًا مشددًا، وإجبار الأهالي على النزوح وترك منازلهم.
وأشار جراد إلى أن العملية العسكرية في "نور شمس" لم تترافق مع أي انسحابات من مخيم "طولكرم" أو السماح بعودة النازحين إلى منازلهم، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية خلال الساعات القادمة، مع استمرار النزوح القسري من داخل المخيم إلى المدينة والقرى المجاورة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة، تضم آليات وجرافات ثقيلة، إلى المخيم، حيث شنت عمليات اقتحام ومداهمة طالت عشرات المنازل، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وسماع دوي انفجارات ضخمة، فيما حلقت طائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض في سماء المنطقة.
كما فرضت قوات الاحتلال حصارًا محكمًا على المخيم من جميع الاتجاهات، واستولت على عدة مبانٍ سكنية في أحياء "ذنابة" و"إسكان الموظفين" و"السلام"، حيث أُجبر السكان على المغادرة بعد مصادرة مفاتيح منازلهم ومركباتهم، وإجبارهم على السير مشيًا على الأقدام وسط ظروف مناخية قاسية ومخاطر أمنية كبيرة، مما حول المنطقة إلى ثكنة عسكرية وقاعدة للقناصة.
إلى جانب ذلك، شرعت جرافات الاحتلال في تجريف شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، بدءًا من "دوار الشهيد سيف أبو لبدة"، وشارع حارة المسلخ، ما أدى إلى تفاقم الدمار في البنية التحتية التي تعرضت لتدمير جزئي خلال الاقتحامات السابقة، فيما تعمد الاحتلال التشويش على شبكات الإنترنت في المنطقة لزيادة العزلة على السكان.