نشطاء كويتيون ينظمون في الولايات المتحدة معرض صور يكشف معاناة غزة

افتتحت مبادرة "منحة التصوير الإنساني" (مقرها الكويت) معرضها الفوتوغرافي في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية تحت عنوان "من خلال عدستهم: قصص غزة غير المروية".
ويجسد المعرض الواقع الإنساني الذي تعيشه غزة، من خلال أعمال نخبة من المصورين الفلسطينيين الذين استخدموا عدساتهم لنقل الحقيقة وتوثيق تفاصيل المعاناة والصمود في واحدة من أشد الإبادات الجماعية عنفًا في العصر الحديث.
ويضم المعرض صورا توثيقية التقطها مصورون محليون في غزة، حيث تروي كل صورة قصةً منفصلة، تحمل في طياتها معاناة العائلات، صمود الأطفال، تضحيات النساء، وأحلام الشباب التي لا تذبل رغم الدمار، وتكشف هذه الصور عن الوجه الإنساني للحرب، والذي غالبا ما يتوارى خلف العناوين السياسية.
وفي هذا السياق، قال رئيس منحة التصوير الإنساني، سامي الرميان: "هذا المعرض ليس مجرد مجموعة صور، بل هو شهادة صادقة على معاناة شعب بأكمله، ومصدر لنقل الحقيقة التي لا تصل إلى العالم كما هي".
وأضاف الرميان في حديث لـ"قدس برس"، اليوم الأحد، أنه "من خلال عدسات هؤلاء المصورين، نسلّط الضوء على زوايا لم تُرَ من قبل، ونعيد تقديم غزة للعالم كقصة إنسانية تستحق الاهتمام، وهي مبادرة تهدف إلى دعم المصورين العاملين في المجالات الإنسانية، وتمكينهم من توثيق المواضيع الإنسانية التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها عالميا وتعزز السرد البصري المؤثر، والذي يساهم في رفع الوعي وإحداث تغييرات إيجابية في حياة الفئات الأكثر احتياجا حول العالم".
وأشار المصور الكويتي إلى أن "منحة التصوير الإنساني ومن خلال أعمالها السنوية تقدم آلية عمل مناسبة لكل من المؤسسات والمنظمات الخيرية والجهات المانحة بعرض أعمالها ومشاريعها الإنسانية بشكل فني احترافي، ومن جهة أخرى تساعد المصورين العاملين في المجال الإنساني إلى العمل على تلك المساهمات الإنسانية وتقديمها للعالم بشكل فوتوغرافي من خلال العديد من الوسائط الإعلامية والفنية".
وأوضح أن هذا المعرض "ليس مجرد مجموعة من الصور، بل هو شهادة حيّة، ونبض من أرضٍ تتحدى الموت يوميًا، من خلال عدسات هؤلاء المصورين، نكشف للعالم قصصًا تُحجب عن الشاشات، ونعيد تسليط الضوء على الجانب الإنساني الذي غالبًا ما يضيع وسط العناوين الإخبارية."
ولفت الرميان إلى أن المعرض "الأول من سلسلة معارض حول العالم، لنروي قصة غزة، الأرض التي تنزف صمودا، والسماء التي تمطر صرخات الأمل فهو ليس مجرد معرض، بل شهادة بصرية تنقل للعالم صوت من لا صوت لهم، وصورة تعبر حدود الصمت لتكشف حجم المعاناة، من هنا تبدأ رحلتنا، رحلة الوعي والإحساس، حيث تمتد رسالتنا عبر القارات، شاهدة على مأساة، ودعوة للإنسانية كي تستفيق".
وأكد أن معرض غزة الفوتوغرافي "يحظى بدعم عدد من الجهات الخيرية والإنسانية، أبرزها: نماء الخيرية– الكويت وكاف الإنسانية – البحرين والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت".
ودعا الرميان "الجمهور إلى زيارة المعرض والتفاعل مع القصص المصورة، والتفكر في قضايا التضامن، الأمل، والنضال المستمر من أجل حقوق الإنسان في فلسطين".
وقد شارك في المعرض عدد من المصورين الفلسطينيين البارزين، ومنهم: عبد الرحمن زقوت وأحمد سلامة وعلي جادالله وبلال الحمص وفاطمة شبير وبلال خالد وجهاد الشرافي ومحمود أبو حمَدَة وفتحي مجدي وأنس عياد وهمام يونس.
وأطلق مصورون كويتيون "منحة التصوير الإنساني" في آذار/ مارس الماضي من الكويت، بهدف "دعم وتمكين المصورين الإنسانيين، وتشجيعهم على توثيق القضايا الإنسانية وإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات المتضررة".
وتسعى المبادرة بحسب القائمين عليها إلى "تقديم الدعم المالي والتقني للمصورين الطموحين الذين يسعون لتوثيق القصص الإنسانية الملهمة، فهي توفر لهم الفرصة للتعبير الفني عن قضايا الإنسان والتركيز على الحاجات والتحديات التي تواجهها المجتمعات".