ما هو "المجلس العسكري" لـ "كتائب القسام" وكيف يعمل؟

برنامج "الشارح" يفتح ملف المجلس العسكري
أثار إعلان الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، في 30 كانون ثاني/يناير الماضي، عن استشهاد عدد من قادة "المجلس العسكري" للكتائب التي تشكل الجناح المسلح لحركة "حماس"، تساؤلات واسعة حول طبيعة عمل هذا المجلس ودوره في إدارة العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
 
 وقد جاء الإعلان في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وعمليات اغتيال متكررة استهدفت قيادات ميدانية وسياسية بارزة خلال معركة "طوفان الأقصى"، مما دفع العديد من المحللين إلى البحث في تأثير هذه الاستهدافات على هيكلية المجلس العسكري للقسام واستمراريته في قيادة المعركة.
 
وفي هذا السياق، تناول برنامج "الشارح"، الذي يبث عبر منصة "سما القدس"، في حلقته الأخيرة التي بثت اليوم الأحد، طبيعة عمل المجلس العسكري للقسام، وآليات اتخاذ القرار داخله، وكيفية تأثير الضربات الإسرائيلية على بنيته التنظيمية وأدائه العملياتي.
 
 كما سلط البرنامج، الذي يقدمه الإعلامي أمجد أبو سيدو، الضوء على أساليب التكيّف التي تعتمدها "كتائب القسام" لمواجهة الاستهدافات المتكررة لقادتها، وضمان استمرارية القيادة الميدانية رغم الظروف المعقدة.
 
ويُعَدّ المجلس العسكري للقسام من أكثر الأطر القيادية غموضًا، حيث يتميز بسرية تامة في بنيته وآليات عمله، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى تأثره باغتيالات قادته، وما إذا كانت هناك خطط بديلة لضمان عدم تأثر العمليات العسكرية للمقاومة.
 
ما هو المجلس العسكري للقسام وما دوره؟
ذكر البرنامج أن المجلس العسكري الأعلى لـ "كتائب القسام" يُعتبر الهيئة القيادية المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية والتخطيط الاستراتيجي للجناح العسكري لحركة حماس.
 
 وسبق للقائد العام لتلك الكتائب، الشهيد محمد الضيف، أن استعرض في وثائقي "في ضيافة البندقية" عام 2005، أن "المجلس العسكري يضم ألوية، تتفرع إلى كتائب، ثم إلى سرايا، تتجزأ إلى فصائل، وأخيرًا مجموعات تضم أفرادًا مقاتلين". معتبرًا أن هذه البنية التنظيمية تمنح القسام مرونة كبيرة في إدارة عملياتها القتالية.
 
واستند البرنامج إلى تصريح سابق في الوثائقي ذاته للقيادي الشهيد أحمد الجعبري، حيث أوضح أن المجلس العسكري للقسام لا يقتصر على الوحدات القتالية، بل يضم أقسامًا متخصصة تشمل التدريب، والتصنيع، والتسليح، والاستخبارات، والإمداد اللوجستي، والقوى البشرية، وغيرها من الأقسام التي تطورت مع مرور السنوات.
 
وأوضح البرنامج أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، عملت "كتائب القسام" على تطوير بنيتها التنظيمية لتصبح أقرب إلى تشكيل جيش منظّم، له قيادة مركزية، وأقسام متخصصة تعمل وفق عقيدة عسكرية واضحة. هذه العقيدة لا تقتصر على الجانب القتالي فحسب، بل تشمل بناء المقاتل إيمانيًا، وبدنيًا، ونفسيًا، ليكون مؤهلًا لخوض المعارك وفقًا لمتطلبات كل وحدة قتالية.
 
تركيبة المجلس العسكري لـ "كتائب القسام"
بين البرنامج أن المجلس العسكري يتألف من فرعين رئيسيين، الأول قيادة الألوية حيث يشرف كل لواء على منطقة معينة في قطاع غزة، ويقوده شخصية عسكرية بارزة ذات خبرة قتالية طويلة. وتتوزع تلك الألوية على كافة مناطق قطاع غزة وعددها خمسة ألوية.
 
أما الثاني فهو "قيادة الأركان" التي تتولى التخطيط الاستراتيجي والإشراف على الجوانب اللوجستية، بما يشمل التصنيع والتسليح، الاستخبارات، العمليات، والتدريب، إضافة إلى إدارة القوى البشرية. ويهدف هذا الهيكل إلى ضمان جاهزية المقاومة وتطوير قدراتها على مختلف المستويات.
 
هل تعني الاغتيالات نهاية القسام؟
وأشار البرنامج إلى أنه رغم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها "كتائب القسام"، وخاصة استشهاد القائد العام الشهيد محمد الضيف وعدد كبير من قيادات المجلس العسكري، إلا أن القتال على الأرض لم يتوقف ولو للحظة. ففي الأشهر الأخيرة من معركة طوفان الأقصى، استمرت العمليات العسكرية للقسام بوتيرة عالية، رغم إعلان الاحتلال عن تصفية جزء كبير من القيادة.
 
وذكر البرنامج دراسة صادرة عن مركز "راند" التابع للجيش الأمريكي عام 2014، والتي أكدت أن "القسام، رغم تطوره ليصبح أشبه بجيش منظم، إلا أنه لا يزال يتمتع بمرونة تكتيكية عالية، تسمح له بالعمل كمجموعات صغيرة مستقلة في الميدان، وهو ما ساعده على امتصاص ضربات الاحتلال ومواصلة القتال".
 
وأكد البرنامج أنه وبرغم الضربات المؤلمة التي تعرض لها المجلس العسكري للقسام، فإن تاريخ المقاومة الفلسطينية يؤكد أن "غياب القيادات لم يكن يومًا سببًا في انهيارها". فمن بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، جاء عبد العزيز الرنتيسي، ثم إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
 
ومن بعد استشهاد الشيخ المؤسس للقسام، صلاح شحادة، جاء محمد الضيف "ثم من سيحمل الراية بعده". وهو ما لفت إليه الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، في نعيه للقادة حين قال "لم تتعرض منظومة كتائب القسام لفراغ قيادي، ولو لساعة واحدة على مدار معركة طوفان الأقصى، والمقاتلون يقاتلون باستبسال أكثر وأكثر".
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"حماس" تثمن المواقف العربية المنددة بالعدوان على غزة
مارس 18, 2025
ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، المواقف العربية والإسلامية والدولية المندّدة والرافضة "لاستئناف نتنياهو وحكومته المتطرّفة عدوانها المتوحّش، بعد انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة". ودعت "حماس" الدول الصديقة والداعمة لعدالة القضية الفلسطينية إلى "ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية لوقف هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزّل". وطالبت الأمم المتحدة، بمختلف مؤسساتها
60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
مارس 18, 2025
أدى 60 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان الفضيل، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد. وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس (تابعة للأردن) أن "نحو 60 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى،
غوتيريش: نشهد معاناة لا تطاق في غزة
مارس 18, 2025
قال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إننا "نشهد وضعا عانى فيه الشعب الفلسطيني معاناة لا تُطاق مع الغارات الجوية التي أودت بحياة المئات والمساعدات الإنسانية ما زالت محظورة". وأضاف غوتيريش، أن "دور الأمم المتحدة هو بذل قصارى جهدها لإقناع الأطراف، ودفع المجتمع الدولي للضغط من أجل 3 جوانب أساسية". وأوضح أن الجوانب تتمثل
حمدان: الاحتلال واهم إذا ظن أنه سيضغط علينا بتصعيد عملياته العسكرية
مارس 18, 2025
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان، الثلاثاء، إن الاتصالات مع الأشقاء في قطر ومصر مستمرة للجم العدوان "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني. وأضاف حمدان، أن الحركة "منفتحة على أي جهد يعيد اللحمة للشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي". وأوضح أن "تهجير آلاف الفلسطينيين في الضفة تم تحت سمع وبصر السلطة دون أن تحرك ساكنا".
عودة الحرب على غزة.. تفاوض بالنار أم تنفيذ لخطة التهجير؟
مارس 18, 2025
استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي بصورة مفاجئة، فجر الثلاثاء، حربه المستعرة على قطاع غزة، ضاربًا ملف التفاوض حول وقف إطلاق النار عرض الحائط؛ حيث شن عشرات الغارات دفعةً واحدة على مناطق متفرقة من القطاع ما تسبب باستشهاد ما يقرب من 500 فلسطيني. ورغم شكل التصعيد المفاجئ، إلا أن محللين عسكريين وسياسيين يرونه متوقعًا وليس وليد اللحظة،
"حماس" توجه نداء للعالم لتجديد وتصعيد الحراك التضامني مع غزة
مارس 18, 2025
وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، نداء إلى الأمة وأحرار العالم، من أجل تجديد وتصعيد الحراك التضامني مع غزَّة، تنديدا باستئناف الاحتلال عدوانه وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان تلقته "قدس برس"، أنه "أمام استئناف حكومة الاحتلال الفاشية عدوانها الهمجي وحرب الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا في قطاع غزَّة، وانقلابها على اتفاق وقف