"فلسطين ليست للبيع".. مظاهرات في البرازيل تندد بالاحتلال وترامب وتؤكد دعم غزة

شهدت عدة مدن برازيلية، أمس الخميس، مظاهرات حاشدة أمام السفارات والقنصليات الأمريكية، تنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار دعم الإدارة الأمريكية لـ"تل أبيب" ضد الفلسطينيين، ورفضًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.
ونظّمت الفعاليات "الجبهة الوطنية من أجل فلسطين" (مستقلة)، التي تضم منظمات فلسطينية وعربية، إلى جانب حركات شعبية ونقابية وأحزاب سياسية، في إطار حملة تضامن عالمية مع فلسطين.
وفي تصريحات خلال التظاهرات، أكدت ثريا مصلح، منسقة "جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في ساو باولو"، أن "استمرار العدوان على غزة يستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا، مشددةً على أهمية تكثيف الضغوط الشعبية لوقف الجرائم بحق الفلسطينيين".
من جهته، قال كارلوس ألبرتو، منسق "الانتفاضة الشبابية الشعبية" في البرازيل، إن "الشباب يقودون موجة احتجاجات عالمية ضد سياسات الاحتلال وداعميه، رفضًا للإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية باتت رمزًا للنضال ضد الإمبريالية والصهيونية.
وتأتي هذه المظاهرات بعد تصاعد موجات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، حيث شهدت البرازيل خلال الأشهر الماضية احتجاجات واسعة دعمًا لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
وامتدت الاحتجاجات إلى عدة مدن برازيلية، حيث خرج المتظاهرون في ساو باولو، برازيليا، بورتو أليغري، ريو دي جانيرو، فلوريانوبوليس، بيليم، بيلو هوريزونتي، كوريتيبا، وماسايو، مؤكدين رفضهم للدعم الأمريكي لسياسات الاحتلال، ومطالبين بوقف العدوان على غزة.
وفي تصريحات خاصة لـ"قدس برس"، قال محمد القادري، رئيس "المنتدى اللاتيني الفلسطيني" في البرازيل"، إن "هذه المظاهرات تمثل رسالة دعم لصمود الفلسطينيين في غزة"، مؤكدًا: "نحن هنا اليوم لنؤكد أن غزة ستظل صامدة حتى تحرير فلسطين بالكامل. نقول لترامب ونتنياهو إن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني باقون، ولن تُكسر إرادتهم."
وأوضحت منسبة شبكة "صامدون"، رواء الصغير، أن "هذه الاحتجاجات جاءت تنديدًا بتصريحات الرئيس ترامب حول تهجير الفلسطينيين، ورفضًا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية"، مشددة على أن "فلسطين ليست للبيع، وهي ملك للفلسطينيين وحدهم."
وأوضحت الصغير لـ "قدس برس" أن "هذه المظاهرات تأتي أيضًا دعوةً للحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين، وحق العودة لكافة اللاجئين، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، مؤكدة أن "هذه الأهداف تمثل الركائز الأساسية لكل تحرك احتجاجي يقومون به".
كما استنكرت ما وصفته بـ "القمع الذي تعرض له المتظاهرون من قبل الشرطة الفيدرالية البرازيلية"، مشيرةً إلى أن "القوات الأمنية طلبت هويات المتظاهرين، وأخضعتهم لتفتيش جسدي كامل، رغم أنهم كانوا في الشارع العام وليس داخل القنصلية الأمريكية". واعتبرت أن هذه الإجراءات تعد "انتهاكًا للقانون البرازيلي"، مؤكدة أنهم طالبوا بتفسير لهذه التصرفات، إلا أن السلطات ردت بتشديد الإجراءات الأمنية وإيقاف بعض عناصر الأمن للمشرفين على التظاهرة.
وشددت الصغير على أن المظاهرات مستمرة، ليس فقط اليوم، بل بشكل متواصل، في عدة ولايات برازيلية، حيث خرج المحتجون في الشمال الشرقي، والجنوب، وثماني ولايات أخرى، ضمن حراك موحد ضد المشروع الصهيوني-الأمريكي، ورفضًا للهيمنة الإمبريالية في المنطقة.
من جهتها، أكدت الناشطة البرازيلية أماندا، في حديثها لـ"قدس برس"، أن رسالتهم واضحة للعالم، قائلةً: "نحن هنا لنقول لترامب ونتنياهو إن فلسطين ليست للبيع، وغزة أرض فلسطينية وستبقى كذلك."
وتأتي هذه المظاهرات ضمن سلسلة من التحركات الدولية المتزايدة دعمًا للشعب الفلسطيني، وسط دعوات متصاعدة لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الدعم الأمريكي لسياسات الاحتلال.
وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد عبر عن رفضه لرغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه. ووصف دا سيلفا، طموحات ترامب التوسعية وتهديداته بأنها "تبجح غير مبرر"، مشددًا على أن "لا يمكن لأي دولة، مهما كانت أهميتها، أن تحارب العالم بأسره طوال الوقت.. هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه." مؤكداً أن "الفلسطينيين هم من يتعين عليهم الاهتمام بغزة."