الاحتلال يصعد عدوانه في الضفة الغربية شهداء واعتقالات ودمار متواصل

شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ليل الجمعة واليوم السبت، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وأسفرت عن إصابات واعتقالات وعمليات نزوح، بالإضافة إلى هدم منازل ومواجهات مع الفلسطينيين.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة "طولكرم" ومخيمها شمال الضفة الغربية لليوم العشرون على التوالي، ولليوم السابع على مخيم "نور شمس"، وسط حصار خانق وتصعيد عسكري أدى إلى ارتقاء 11 شهيدا، وإلحاق مزيد من الدمار في البينة التحتية والممتلكات،.
وألقت طائرات مسيرة للاحتلال بعد منتصف الليلة الماضية قنابل متفجرة في منطقة "الحي الشرقي" للمدينة قرب معامل "أبو صفية"، وفي محيط مخيمي "طولكرم" و"نور شمس"، أدت إلى دوي انفجارات ضخمة دون أن يبلغ عن إصابات.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من جنودها عبر حاجز "تسنعوز" العسكري غرب طولكرم، برفقة كلاب بوليسية، انتشروا في مختلف شوارع وأحياء المدينة، وتحديدا شارع "العليمي" والشارع الجنوبي الغربي، وشارع نابلس المحاذي لمخيم طولكرم، وشارع دواري "شويكة واليونس" في الحي الشمالي.
واعتقلت قوات الاحتلال الشابين "دعاس أحمد شحادة، ومحمد عمارنة"، من مركبة كانا يستقلانها في شارع مجمع المحاكم، كما اعتقلت شاب آخر قرب دوار "شويكة" بالمدينة دون معرفة هويته.
وأشارت التقديرات الأولية التي أوردتها محافظة طولكرم، وصول عدد المنازل التي دمرها الاحتلال بشكل كامل خلال العدوان المستمر على مخيم طولكرم 22 منزلا على الأقل، و300 منزلا بشكل جزئي، وإحراق 11 منزلا، أما في مخيم "نور شمس" فقد دمر الاحتلال 13 منزلا بشكل كامل، و60 منزلا بشكل جزئي، وحرق منزلين.
واستشهد الشاب الفلسطيني "أحمد عادل بشكار" (19 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم "عسكر" للاجئين شرق نابلس، مساء الجمعة، خلال اقتحامها المنطقة الشرقية بالمدينة. واعترضت قوات الاحتلال مركبة تقل عددا من الشبان قرب الطريق الرابط بين بلدتي "تل وعراق بورين" ومدينة نابلس، واعتدت على الشبان بداخلها بالضرب المبرح.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية، لليوم السادس والعشرين، ما أسفر عن 25 شهيدًا وعشرات الإصابات.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس الجمعة طفلاً من منزله في الحي الشرقي، فيما عطلت حركة الفلسطينيين ومركباتهم ودققت في هوياتهم في شارع الناصرة. كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من بلدة اليامون فجر اليوم، بعد مداهمة منازلهم والعبث فيها.
وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، إن العدوان المستمر على مخيم جنين منذ 26 يوما، خلّف نحو 20 ألف نازح، ودمار واسع، وأزمة إنسانية خانقة، وتعرضت 470 منشأة ومنازل للدمار الكلي أو الجزئي جراء القصف والتدمير المستمر.
وأشارت إلى أن الاحتلال اعتقل 120 مواطنا من جنين ومخيمها، وأخضع العشرات للتحقيق الميداني، فيما نفذ 153 عملية مداهمة للمنازل، و14 عملية قصف جوي، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والأحياء السكنية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، مدينة "بيت لحم" جنوب الضفة الغربية، وتمركزت في منطقة شارع الصف وفي بلدة زعترة شرقاً، وداهمت منازل الأسرى عبد الرحمن مقداد وحافظ شرايعة والأسير موسى نواورة "الدوري" المتوقع الإفراج عنهم اليوم السبت، ضمن الدفعة السادسة من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة، وهددوا ذويهم بعدم تنظيم مراسم استقبال لهم.
واعتدى مستوطنون إسرائيليون، مساء الجمعة، على طفل فلسطيني بالضرب، خلال هجومهم على منزل عائلته في مسافر يطا جنوب الخليل، ما أدى إلى إصابته. وأقدمت عصابات المستوطنين، على تسميم مساحات من الأراضي الرعوية في مسافر يطا، ما أدى إلى نفوق 26 رأساً ماشية.
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار سياسة التصعيد الإسرائيلي المستمرة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من الاعتقالات والهدم إلى تهجير السكان قسرًا، ضمن مخططات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، صعد الاحتلال ومستوطنيه من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 916 فلسطينيا بينهم 183 طفلا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين. ومنذ مطلع العام الجاري 2025، استشهد 81 فلسطينيا، بينهم 11 طفلا، بحسب معطيات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.