تصعيد إسرائيلي متواصل: اقتحامات واعتقالات ودمار في مدن الضفة الغربية

تشهد الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا مستمرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، حيث نفّذت القوات، منذ ليلة الأربعاء وحتى صباح الخميس، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات في مختلف المدن والمخيمات الفلسطينية. أسفرت هذه العمليات عن سقوط إصابات واعتقالات، بالإضافة إلى عمليات تهجير قسري وهدم واسع للمنازل والبنية التحتية.
تصعيد عسكري في طولكرم ومخيميها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، حيث دخل العدوان يومه الخامس والعشرين، بينما يستمر الحصار العسكري على مخيم "نور شمس" لليوم الثاني عشر.
ودفعت تلك القوات، صباح الخميس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، وانتشرت فرق المشاة في الشوارع والأحياء الشمالية والشرقية، حيث أغلقت المداخل والمخارج، وأطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازية، وسط أصوات انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة. كما أقامت الحواجز العسكرية في محيط دوار "اليونس" ومفرق "أبو صفية" وشارع "نابلس"، حيث أخضعت المركبات للفحص الأمني، ودققت في هويات المواطنين، ونكّلت بالشبان.
وأقدمت قوات الاحتلال على الاستيلاء على عدة منازل، خاصة في الحي الشرقي ومفرق "أبو صفية" وشارع "المقاطعة"، وحولتها إلى نقاط عسكرية يتمركز فيها القناصة. ووفقًا للجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فقد تم تدمير 50 منزلًا بشكل كامل، فيما اضطر 90 بالمئة من سكان المخيم إلى النزوح القسري.
حصار ودمار في جنين ومخيمها
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الحادي والثلاثين على التوالي عملياتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، حيث أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 26 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، إلى جانب نزوح آلاف السكان نتيجة الدمار الواسع.
وشهدت المدينة، أمس الأربعاء، إصابة سيدة فلسطينية برصاص الاحتلال في منطقة الصدر والبطن بالقرب من دوار "العودة"، فيما اعتُقل طفل وشاب أثناء محاولتهما الدخول إلى المخيم لتفقد منازلهما. كما تعرض المخيم لعمليات هدم واسعة، حيث بلغ عدد المنازل التي دمرت كليًا أكثر من 120 منزلًا، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية.
اعتقالات وعمليات دهم في مدن الضفة
وشنت قوات الاحتلال، فجر الخميس، حملة اعتقالات موسعة في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، شملت اعتقال الشقيقين محمد وقيس كمال سوالمة من وادي الفارعة، إضافة إلى اعتقال ستة فلسطينيين من بلدة "الخضر" جنوب بيت لحم. كما اقتحمت مخيم "الدهيشة" وداهمت منازل عدد من المواطنين، بينهم أمين سر حركة "فتح" في إقليم بيت لحم.
وفي مدينة سلفيت، حاصرت قوات الاحتلال منزل عائلة "رزق عودة" منذ منتصف الليل، وفجرته صباح اليوم، بعدما أدخلت إليه شاحنة محملة بالمتفجرات.
كما اعتُقل ستة فلسطينيين من محافظة نابلس، خلال اقتحام عدة مناطق من المدينة، شملت مخيم "عسكر الجديد" وبلدتي "بيت إيبا" و"بيت وزن". وفي أريحا، اقتحمت القوات قرية "فصايل" وعبثت بمحتويات عدد من المنازل في حارة "العبيات"، قبل أن تعتقل عددًا من السكان.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال عشرة فلسطينيين، بينهم أسرى محررون، وواصلت إغلاق مداخل المدينة ومخيماتها بالبوابات الحديدية، مع فرض إجراءات عسكرية مشددة داخل البلدة القديمة.
اقتحامات للمسجد الأقصى واعتداءات في القدس
وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح الخميس، باحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال، التي شددت من إجراءاتها على بوابات المسجد واعتدت على المصلين.
كما استدعت سلطات الاحتلال الطفل محمد دعاس من بلدة العيسوية، بعد الإفراج عنه بشروط مشددة قبل أيام، في حين اقتحمت القوات الخاصة حي "عين اللوزة" في بلدة سلوان، دون تسجيل اعتقالات.
تصعيد مستمر ومخططات تهويدية
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار سياسة التصعيد الإسرائيلي المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من اعتقالات وهدم منازل إلى تهجير قسري، وذلك في سياق مخططات الاحتلال الرامية إلى فرض سيطرته وتغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية.