عودة تدريجية لمظاهر الحياة في غزة بعد أكثر من عام على انقطاعها

تشهد مناطق قطاع غزة عودة تدريجية لمظاهر الحياة، بعد مرور ست وثلاثين يوما على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 من كانون الثاني/ يناير الماضي.

فقد لوحظ في الأيام الأخيرة، عودة عمل بعض المطاعم الشهيرة، والاستراحات والكافيهات، والمحال التجارية والمولات ومراكز التسوق، ومحال بيع الملابس، وغيرها من المشاريع التي أغلقت قسريا طيلة أيام العدوان الإسرائيلي على القطاع التي استمرت 470 يوما.

وباتت هذه المراكز بمثابة "بازار سياحي"، حيث يتوافد آلاف المواطنين يوميا لزيارة مراكز التسوق المختلفة، لاستكشاف ما هو جديد لديها، في مشهد يعكس تعطش المواطنين الفلسطينيين لممارسة نمط ولو بسيط من حياتهم الطبيعية قبل العدوان.

فقد سمح اتفاق التهدئة بدخول أصناف جديدة من السلع والمنتوجات الاستهلاكية مثل السكاكر والعصائر والمشروبات الغازية والمواد التموينية الأخرى، بعد أن كان محظور استيرادها خلال العدوان.

وقد عبر أصحاب هذه المشاريع في أحاديث منفصلة لـ"قدس برس"، عن ارتياحهم لحالة الهدوء التي يشهدها القطاع، وهو ما مكنهم من إعادة افتتاح مشاريعهم على الرغم من الدمار والضرر الكبير الذي لحق بها.

من جانبه يشير مؤمن حلس وهو صاحب أحد المحال التجارية بسوق الزاوية في البلدة القديمة بمدينة غزة: "أنه بدأ بحملة ترميم وصيانة لمحله التجاري، الذي تضرر بصورة بالغة من القصف الإسرائيلي، حيث استغرق نحو عشرة أيام من العمل المتواصل في محاولة إزالة الركام وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وتركيب نظام للخلايا الشمسية، ليتمكن أخيرا من افتتاحه".

وأضاف لـ"قدس برس" "لاحقا قمت بجولة لدى بائعي الجملة في محاولة للتعرف على الأصناف الأكثر طلبا لدى المواطنين، وقمت بشراء كميات من ألعاب الأطفال والسلع التموينية والاستهلاكية ومواد التنظيف وغيرها من السلع، لأن إرادة الحياة يجب أن تسير وعلينا أن نبدأ من جديد".

أما عبد السلام الصالحي الذي افتتح استراحة بحرية على شاطئ بحر الزوايدة فيقول لـ"قدس برس" "الناس متعطشة لأماكن ترفيهية يقضون فيها أوقاتهم، بعضهم يأتي للاستراحة لمتابعة مباريات كرة القدم، وآخرون يأتون للدراسة ومتابعة محاضراتهم، وآخرون يأتون للعمل وانجاز مهامهم عبر الانترنت، أما العائلات فقد زاد اقبالهم على القدوم للاستراحة وأغلبهم يأتي لتناول طعام الغداء أو السهر حتى ساعات متأخرة من الليل".

وفي سياق متصل، شرع أصحاب مولدات الكهرباء في مناطق وسط القطاع باعتبارها المناطق الأقل تضررا من ناحية التدمير والقصف، في محاولة استصلاح شبكاتهم المدمرة، تمهيدا لإعادة تشغيلها للمحال التجارية والمواطنين مع قدوم شهر رمضان، بعد توفر السولار والوقود اللازم لتشغيلها.

كما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية- بالتل، فتح باب التقدم للمواطنين والشركات للحصول على خطوط اتصالات وانترنت في بعض مناطق محددة داخل القطاع، بعد أن أنهت طواقمها من إجراء صيانة في مقاسمها وشبكاتها الرئيسية التي تضررت من القصف الإسرائيلي.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"هآرتس": الحرب على غزة عبثية ووحشية ويجب وقفها مهما كان الثمن
يوليو 4, 2025
وصفت صحيفة /هآرتس/ "الإسرائيلية"، الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة بأنها "عبثية، بلا أهداف، ووحشية للغاية"، داعية إلى وقفها الفوري "مهما كان الثمن". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن "الدماء تُسفك من الجانبين دون طائل"، مضيفة أن "الغالبية الساحقة من الضحايا في غزة هم من المدنيين الأبرياء، في وقت بات من المستحيل تبرير استمرار القتل الجماعي
الاحتلال يدمّر مدرسة "بدو الكعابنة" ويشرد سكان تجمع عرب "المليحات"
يوليو 4, 2025
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتداءً جديدا بحق التعليم الفلسطيني، بعد اقتحامها وتخريبها مدرسة "بدو الكعابنة" الأساسية المختلطة شرق أريحا في الضفة الغربية المحتلة، وإجبار سكان تجمع عرب المليحات المجاور على الرحيل القسري، في خطوة وصفتها وزارة التربية والتعليم (تابعة للسلطة) بأنها جريمة تمس جوهر الحق في التعليم والحياة الكريمة. وأكدت الوزارة في بيان
"سرايا القدس" تباغت الاحتلال في الشجاعية بعملية نوعية.. 40 جنديا بين قتيل وجريح
يوليو 4, 2025
كشفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الجمعة، عن مشاهد مصوّرة لعملية نوعية مركبة نفذتها وحداتها شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، استهدفت خلالها جنود وآليات جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، إضافة إلى منازل تحصنت فيها القوات المتوغلة. وقال قائد العملية في تصريحات نشرتها "سرايا القدس"، إن الكمين تم تنفيذه بتخطيط مسبق ومحكم، متوافق بدقة مع معطيات
الأمم المتحدة: هجمات "إسرائيلية" تستهدف نازحين ومدارس في غزة
يوليو 4, 2025
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، من استمرار الهجمات "الإسرائيلية" التي تستهدف بشكل مباشر الخيام والمدارس التي تأوي النازحين في قطاع غزة، إلى جانب المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وأوضح المكتب، في تقريره الجديد، أن أكثر من 714 ألف شخص (ثلث سكان
138 شهيدا في غزة خلال 24 ساعة.. وارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 57 ألفا
يوليو 4, 2025
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الجمعة، عن استشهاد 138 مواطنا، وإصابة 452 آخرين، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جراء استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع. وأشارت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما زالت غير قادرة على الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الركام وفي الطرقات، بسبب كثافة
"الشعبية" تندّد بتصريحات وزيرة ألمانية ضد الفلسطينيين: تحريض عنصري وتواطؤ مع الاحتلال
يوليو 4, 2025
أدانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"(أحد فصائل منظمة التحرير) بشدة التصريحات الصادرة عن وزيرة التعليم الألمانية كارين براين، والتي وصفت فيها الجالية الفلسطينية في ألمانيا بـ"المتطرفة"، معتبرة أن هذه التصريحات تعكس تحريضًا عنصريًا خطيرًا، وتؤكد تواطؤ برلين المتزايد مع الاحتلال الإسرائيلي. ووصفت "الجبهة الشعبية" في بيانٍ صحفي تلقّته "قدس برس"، اليوم الجمعة، تصريحات الوزيرة الألمانية بأنها