مختص بالشأن "الإسرائيلي": العودة للعدوان على غزة أمر وارد

أعرب المختص بالشؤون "الإسرائيلية" محمد هلسة، الاثنين، عن اعتقاده أن عودة الاحتلال الإسرائيلي لشن عدوان جديد على قطاع غزة أمر وراد جدا، في ظل إطار التغيرات السياسية التي احدثها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تركيبتعا، بالتوازي الدعم الأمريكي العسكري المكلق للاحتلال وبعض التصريحات التي تخرج من ساسة البيت الأبيض.
وكان هلسة نشر الجمعة الماضية أي قبل يوم من الموعد المقرر فيه إطلاق سراح الدفعة السابعة والأخيرة للأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى من الصفقة، أن نتنياهو سيفشل إتمام المرحلة الأولى، ولن يفرج عن الأسرى الفلسطينيين.
وقال هلسة لـ"قدس برس"، إن نتنياهو أفشل إتمام الصفقة بعد أن ضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذي كان من المقرر الإفراج عنهم لدى حماس، وهي محاولة ليظهر بأنّه هو من يتحكم بمسار الصفقة أمام المجتمعين الإسرائيلي والدولي، خاصة بعد مشاهد الاستعراضات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة.
ويرى هلسة بأن نتنياهو قام بهذا الفعل، كمحاولة منه لابتزاز حماس ليحقق أهدافه، وإلا سيلجأ لخيار العودة إلى الحرب.
وأعرب هلسة عن اعتقاده بأن نتنياهو إما أن يحصل على تمديد للمرحلة الأولى، مع استمرار الصفقة دون أي التزامات فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة، ووقف الحرب، والبحث في حكم القطاع ما بعد الحرب، وبذلك يكون لديه الوقت الكافي للعودة للقتال لاحقاً، وهذا يحرر نتنياهو من ضغط المجتمع الإسرائيلي ويظهره كبطل.
وأما في حال رفض رضوخ حماس لأهداف وقرارات الاحتلال، فإن ذلك سيشكل مبررا لنتنياهو للعودة إلى الحرب، وإلقاء اللوم الكامل على حماس بإفشالها إتمام الصفقة.
وذكر هلسة أنه في حال العودة للحرب مرة ثانية، فإن أهدافها ستكون مختلفة عن سابقتها. ففي بداية حرب السابع من أكتوبر 2023 كان من أهداف الاحتلال الرئيسية القضاء على حركة حماس، وإنهاء حكمها عسكريا، وسياسيا، وإداريا.
أما الآن فأصبح هدف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هو تهجير أهالي قطاع غزة، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو لضمان وجوده السياسي.
وذكر هلسة بأن الرهان على الصفقة، وعلى سلاح المقاومة الفلسطينية ليس كافيا لمنع العودة إلى الحرب، وإنما الرهان يكون على المنظومة الدولية والدول العربية أجمع.
على الجانب المقابل، يعتقد هلسة بأن حركة حماس لا تريد العودة للقتال، "لأنها تعلم أن العودة للقتال سيء بدرجة أساسية على الشعب الفلسطيني"، وعلى الرغم من أهمية حماس العسكرية واحتجازها للأسرى الاسرئيليين إلا أن هذه الأهمية لا تعمل على حسم المعركة بشكل نهائي ولا تمنع نتنياهو من العودة إلى الحرب، إلا في حال وقوف المجتمع العربي والإسلامي وقفة جدية إلى جانب الفلسطينيين.
واختتم هلسة قوله بأن إسرائيل قادرة، ولا مانع لديها بارتكاب عشرات أضعاف ما ارتكبته من فظائع في حال العودة للحرب مرة أخرى، في ظل الدعم الأمركي اللامتناهي، وغياب المواقف العربية اللامتناهية.