مرافعة الكويت الدولية.. ما أبعادها وتداعياتها على القضية الفلسطينية؟

مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ووسط محاولات فرض أمر واقع يتجاهل الحقوق التاريخية والقانونية، تواصل دولة الكويت تأكيد موقفها المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية، مستندة إلى ثوابت راسخة في سياساتها الخارجية.
وجاء تقديم الكويت أمس الجمعة مرافعة خطية إلى محكمة العدل الدولية بشأن مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن ضمان الإمدادات والخدمات الإنسانية للفلسطينيين، ليعكس التزامها القانوني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، في وقت تتزايد فيه الضغوط الخارجية لتغيير هذا النهج.
وفي هذا السياق، أشار مراقبون إلى أن "الموقف الكويتي ليس مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل هو امتداد لسياسة واضحة وثابتة، واجهت على مر العقود محاولات التأثير والتراجع، لكنها ظلت صامدة، مدفوعة بإرث تاريخي من التضامن مع الحق الفلسطيني، وإصرار على كشف الجرائم الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي".
التزام رغم الضغوط
وأكد الكاتب والمحلل السياسي الكويتي وليد الأحمد أن "تقديم دولة الكويت مرافعة خطية إلى محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي وضمان الإمداد والخدمات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ينطلق من ثوابتها الراسخة في دعم الحق الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه ودحر الاحتلال".
وفي حديثه لـ"قدس برس"، شدد الأحمد على أن الموقف الكويتي "يستند إلى مبادئ إسلامية أصيلة، تدعو إلى تحرير المسجد الأقصى والأراضي المحتلة من دنس الغاصبين، وإعادة الحقوق لأصحابها".
وأشار إلى أن "الكويت تعرضت ولا تزال تتعرض لضغوط خارجية لتغيير موقفها تجاه دعم الشعب الفلسطيني ورفض آلة القتل الصهيونية، إلا أن قناعاتها لم ولن تتزعزع"، مؤكدًا أن "ما تقدمه الكويت من اقتراحات ومشاريع في الأمم المتحدة لدعم الفلسطينيين، خصوصًا في الضفة وغزة، خير دليل على ذلك، رغم اصطدامها المتكرر بـ”الفيتو” الذي يعطل تنفيذها".
ودعا الأحمد "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات المستمرة للمواثيق والمعاهدات الدولية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل توسعه بلا رادع، في ظل عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحقوق الإنسان، وعلى رأسها حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة واستعادة حقوقهم السليبة".
ثوابت تاريخية راسخة
من جانبه، أكد الباحث الكويتي في الشأن الفلسطيني عبدالله الموسوي أن "موقف الكويت في محكمة العدل الدولية يعكس ثوابت تاريخية راسخة تجاه القضية الفلسطينية، وهو ليس وليد اللحظة أو مجرد رد فعل آنٍ".
وأضاف الموسوي في حديثه لـ"قدس برس"، أن "الدعم السياسي الذي تقدمه الكويت لا يقل أهمية عن أشكال الدعم الأخرى، فهو يسهم في فضح الاحتلال وكشف حقيقة ممارساته الوحشية بحق الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "الضغط السياسي والإعلامي والدبلوماسي الذي تمارسه العديد من الدول، يكشف الوجه الإرهابي الحقيقي للكيان الصهيوني، ويدحض مزاعم الضحية التي يحاول مؤيدوه الترويج لها، لا سيما في ظل رفض الاحتلال تنفيذ مئات القرارات الدولية التي تدينه وتطالبه باحترام القانون الدولي".
وشدد الموسوي على "ضرورة عدم التقليل من أي جهد داعم للقضية الفلسطينية، وكاشف لحقيقة الإرهاب الصهيوني ضد الشعوب العربيه منذ مرحلة ما قبل تأسيس كيانه وحتى اليوم".
وقدمت دولة الكويت، أمس الجمعة، مرافعة خطية لمحكمة العدل الدولية لإصدار فتوى بشأن التزام الاحتلال الإسرائيلي بـ"ضمان الإمداد دون عائق لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين على قيد الحياة والخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والإنمائية لما فيه مصلحة السكان المدنيين الفلسطينيين ودعما لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".