جدل واسع في بريطانيا بعد سحب فيلم وثائقي عن أطفال غزة من منصة "بي بي سي"

لندن - قدس برس
|
مارس 5, 2025 3:52 م
أثار قرار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) سحب الفيلم الوثائقي "غزة… كيف تنجو من منطقة حرب؟" موجة جدل واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية البريطانية، بعدما تلقت الهيئة شكاوى بسبب ارتباط الطفل الذي يروي أحداث الفيلم بوالده المسؤول في حكومة غزة.
وجاء قرار السحب استجابة لضغوط إسرائيلية وحملة شنها عدد من الإعلاميين اليهود، بعد الكشف عن هوية الطفل عبد الله، البالغ من العمر 13 عامًا، وهو نجل الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في غزة. وسرعان ما تحولت القضية إلى رأي عام، حيث اعتبر البعض أن هذا القرار يضر بمصداقية "بي بي سي" ويشكل خضوعًا غير مبرر للضغوط السياسية.
وأدى الجدل حول الفيلم إلى استدعاء رئيس هيئة الإذاعة البريطانية سمير شاه، ومديرها العام تيم ديفي، للمساءلة أمام البرلمان البريطاني، حيث واجه مسؤولو الهيئة انتقادات حادة خلال جلسة "لجنة الثقافة والإعلام والرياضة"، إذ وصفت رئيسة اللجنة كارولين دينينج قرار السحب بأنه "طعنة في قلب مصداقية بي بي سي".
وخلال الجلسة، التي عقدت في الـ3 من شباط/ فبراير الماضي، طالب نواب البرلمان بتوضيحات حول سبب الاستجابة السريعة للضغوط، وناقشوا مستقبل الهيئة وتمويلها، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز الشفافية والمصداقية في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وسرعان ما تحول التركيز إلى اليازوري الأب الذي وصفته بعض التقارير بـ"القيادي الإرهابي" و"العضو البارز في حماس". لكن تحقيقات صحفية كشفت أنه أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة بريطانية، وله مسيرة مهنية طويلة في مجال التعليم والزراعة.
وعمل اليازوري مدرسا للكيمياء في دبي، ثم عمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، قبل أن يشغل منصبه الحالي في وزارة الزراعة في غزة.
وعلى الرغم من الجدل المثار، حظي الوثائقي بدعم واسع من الإعلاميين والأكاديميين، حيث وقع أكثر من ألف (حتى اليوم الأربعاء) صحفي وأستاذ جامعي بيانًا يندد بسحب الفيلم، مؤكدين أنه يعكس الواقع الإنساني للأطفال في غزة بعيدًا عن أي أجندة سياسية. وأكد الموقعون على البيان أن قرار "بي بي سي" يمثل مساسًا بحرية الصحافة ورضوخًا للضغوط الخارجية.
وأوضح نجوم السينما والتلفزيون، عبر البيان، الذي بدأ التوقيع عليه يوم 26 شباط/ فبراير الماضي، برسالة موجهة إلى المديرين التنفيذيين لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنّ الفيلم الذي حُذِف، تمكّن من: "تقديم زاوية مميّزة عن التجارب الحيّة للفلسطينيين"، مشيرين إلى أن الانتقادات التي مسّته تستند لـ"الافتراضات العنصرية".
في المقابل، تعرض الوثائقي لهجوم من بعض الجهات الإسرائيلية التي زعمت أنه "يفتقر إلى الحياد"، كما طالبت السفيرة الإسرائيلية في لندن بحذفه، وهو ما استجابت له "بي بي سي" دون انتظار نتائج المناقشات البرلمانية.
وأبرز الفيلم الذي بُثّ عبر منصة "آي بلاير" مشاهد من الحياة اليومية لأطفال غزة، حيث تولى الطفل عبد الله رواية الأحداث باللغة الإنجليزية بطلاقة، معبّرًا عن معاناة أقرانه في ظل الحرب والحصار. ومع تصاعد الجدل، طالب داعمو الوثائقي بإعادة بثه، مشددين على ضرورة حماية استقلالية الإعلام وحرية التعبير.
تصنيفات : أخبار فلسطين