يمني الأب سوري الأم.. كل ما تحتاج معرفته عن آيال زامير القائد الجديد لجيش الاحتلال

تسلم القيادة وسط أزمة ثقة وفشل عسكري

تولى اليوم الخميس، الجنرال آيال زامير، منصب رئيس الأركان الجديد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلفًا لهرتسي هاليفي، الذي اضطر للاستقالة على خلفية الفشل في التصدي لهجوم "كتائب القسام" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجاء تعيين زامير نتيجة ضغوط داخلية مكثفة على القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بسبب الإخفاق في تحقيق الأهداف المعلنة للعدوان على غزة، فضلاً عن فشل الاستراتيجية التي تبناها جيش الاحتلال، والتي اعتمدت على الضغط العسكري كوسيلة لاستعادة الأسرى، وهو ما أثبت عدم جدواه أمام صمود المقاومة وإصرارها على شروطها.

سيرة ذاتية: أول يهودي شرقي يتقلد المنصب
يبلغ آيال زامير من العمر 59 عامًا، ويعد أول يهودي شرقي يتولى رئاسة الأركان في جيش الاحتلال، حيث تعود أصول والده إلى اليمن، فيما تنحدر والدته من أصول سورية. ويشكل تعيينه حدثًا استثنائيًا، إذ جرت العادة على أن يحتكر اليهود الغربيون (الأشكناز) هذا المنصب، كما حدث في 23 دورة متتالية منذ إنشاء دولة الاحتلال.

بدأ زامير خدمته العسكرية في قيادة المواقع الاستيطانية بالشريط الأمني جنوب لبنان خلال انتفاضة الحجارة بين عامي 1987 و1993، حيث شارك في عمليات ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية. وفي بداية الألفية، برز دوره خلال عملية "السور الواقي" التي نفذها جيش الاحتلال ضد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية بين عامي 2002 و2003.

وتولى في عام 2004 قيادة القطاع الأوسط في غزة، حيث أشرف على العمليات العسكرية في خانيونس ومخيمات اللاجئين وسط القطاع. كما كان له دور بارز في تنفيذ خطة فك الارتباط التي أقرها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أرييل شارون، عام 2005، والتي أدت إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

بين عامي 2015 و2018، شغل زامير منصب قائد المنطقة الجنوبية، حيث كان مسؤولًا عن تنفيذ استراتيجيات المواجهة مع حركة "حماس"، وشرف على عمليات استهدفت تدمير الأنفاق الممتدة بين غزة ودولة الاحتلال، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع الحاجز الأمني على طول الشريط الحدودي مع القطاع.

خلال عدوان 2023-2025، تولى زامير منصب مدير عام وزارة الدفاع، وكان له دور محوري في تنسيق شحنات الأسلحة الأمريكية لجيش الاحتلال، حيث أشرف على إمداد القوات العسكرية بالذخيرة والمعدات القتالية التي استخدمت في العمليات ضد المدنيين في غزة.

تصعيد وتهديدات منذ اللحظات الأولى
لم تكد تمر ساعات على تسلمه منصبه الجديد، حتى بادر زامير بإطلاق تهديدات مباشرة، حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله إن عام 2025 سيكون "عام الحرب"، مؤكدًا ضرورة "الحفاظ على الإنجازات وتعميقها في ساحات أخرى". وتكشف هذه التصريحات عن توجه عدواني قد يزيد من حدة التوتر في المنطقة، خصوصًا في ظل استمرار العدوان على غزة وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل.

إلى جانب التصريحات التصعيدية، بدأ زامير سلسلة من التغييرات الهيكلية داخل المؤسسة العسكرية، حيث قرر تعيين اللواء يانيف عاسور قائدًا للمنطقة الجنوبية، في خطوة تعكس رغبته في إعادة ترتيب القيادة الميدانية في مواجهة المقاومة الفلسطينية. كما عين إيتسيك كوهين رئيسًا لشعبة العمليات مع ترقيته إلى رتبة لواء، ما يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات في أسلوب إدارة العمليات العسكرية.

ومن بين أبرز قراراته المبكرة، تشكيل لجنة تحقيق برئاسة اللواء احتياط سامي ترجمان، لدراسة أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستخلاص العبر منها. ويبدو أن هذه الخطوة تأتي استجابة للضغوط الداخلية التي تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الفشل الأمني والعسكري، لكنها في الوقت نفسه قد تكون محاولة لحماية القيادات العليا من أي مساءلة حقيقية.

تحديات معقدة في انتظار زامير
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، فإن زامير يواجه مجموعة من التحديات المصيرية، أبرزها إعادة تشكيل القيادة العسكرية العليا من خلال اختيار نائب رئيس الأركان وأعضاء منتدى هيئة الأركان العامة خلال فترة قصيرة. كما يتعين عليه وضع خطط واستعدادات عسكرية تحسبًا لاحتمالية انهيار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وعودة العمليات العسكرية.

إلى جانب ذلك، فإن التعامل مع نتائج لجان التحقيق حول الإخفاقات الأمنية والعسكرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يمثل اختبارًا حقيقيًا له، في ظل مطالبات بإجراء إصلاحات جوهرية داخل الجيش. كما أن استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي بالمؤسسة العسكرية تمثل تحديًا كبيرًا، خاصة بعد التراجع الحاد في صورتها بسبب الإخفاقات المتكررة في تحقيق أهداف العدوان.

 

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
في غزة.. الموت يفيض وبيوت العزاء تبهت
يوليو 4, 2025
637 يوماً، وما يزال الموت يطرق أبواب الغزيين دون رأفةٍ بقلوب أنهكها الفقد، وذابت أرواحها من لوعة الفراق. هنا، في كل زاوية احتضنت شهيداً، لم يعد هناك متّسع في المقابر لتضم المزيد، في ظل استمرار آلة الاستهداف وتفنّن جيش الاحتلال في طرق قتل الغزيين. لا وقت هنا لتقبّل العزاء، فما إن تُستكمَل إجراءات دفن الشهيد
الأمم المتحدة: القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يتعرضان للانتهاك
يوليو 4, 2025
أكدت الأمم المتحدة، أن ميثاقها والقانون الدولي، يتعرضان للانتهاك مرارا وتكرارا من قبل بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة وغيرها. وقال الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في تصريح صحفي، الليلة الماضية، إنه "يجب على الدول الإيمان وتنفيذ الالتزامات التي وقعت عليها بنفسها". وحول التصور السائد في الشرق الأوسط
إصابة عدد من الفلسطينيين في اعتداءات نفّذها مستوطنون وقوات الاحتلال على بلدة "بيتا" جنوب نابلس
يوليو 4, 2025
أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فجر اليوم الجمعة، إثر الاعتداء عليهم بالضرب من قبل المستوطنين، و8 آخرين جراء استنشاقهم الغاز السام الذي أطلقه جنود الاحتلال خلال هجوم على قرية "بيتا" جنوب نابلس. وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المستوطنين هاجموا منزل المواطن سامر أبو زيتون في منطقة "قماص" القريب من "جبل صبيح"، وحاولوا إحراق المنزل، واعتدوا
"يونيسف": أزمة سوء تغذية تهدد آلاف الأطفال في غزة
يوليو 3, 2025
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الخميس، إن آلاف الأطفال في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد نتيجة استمرار الحصار "الإسرائيلي" ونقص الإمدادات الأساسية. وأوضحت المنظمة أن النقص الحاد في الوقود والمياه النظيفة يعيق قدرتها على تقديم المساعدات الغذائية والرعاية الصحية المنقذة للحياة للأطفال في القطاع، محذّرة من أن الوضع الإنساني يواصل التدهور بشكل
الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة.. اقتحامات في عزون والعيزرية
يوليو 3, 2025
واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء الخميس، تصعيد حملتها العسكرية في الضفة الغربية، باقتحامها بلدتي "عزون" شرق قلقيلية و"العيزرية" جنوب شرق القدس المحتلة، حيث داهمت منازل المواطنين واعتدت على الأهالي. ففي بلدة عزون، أفادت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من المدخل الشمالي وانتشرت في شارع البريد، قبل أن تبدأ بمداهمة وتفتيش عدد من
غوتيريش: آخر شرايين الحياة في غزة على وشك الانقطاع
يوليو 3, 2025
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته العميقة إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، اليوم الخميس، نقلا عن غوتيريش، حذر من أن استمرار إغلاق معابر القطاع من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" يهدد بقطع آخر شرايين البقاء على قيد الحياة لسكان غزة. وقال