ناشطون: ملاحقة السلطة للمقاومة في نابلس سمح للاحتلال بالتمادي وحرق المساجد

صب ناشطون جام غضبهم على السلطة وأجهزتها الأمنية في مدينة نابلس على دورهم في ملاحقة المقاومين واعتقالهم، وبالتالي ترك الساحة للاحتلال الإسرائيلي ليصول ويجول وينفذ اعتداءاته، وأخرها حرق مسجد النصر التاريخي في وسط البلدة القديمة التي كانت حاضنة للمجموعات العسكرية، التي تتصدى للاقتحامات الإسرائيلية.
وقال الناشط سعدي عامر "اين هي تلك الأجهزة التي تتقاضى ملايين الشواكل شهريا وتفوق مخصصاتها من الموازنة نحو 30%، في وقت لا تحظى قطاعات مثل الصحة والتعليم والزراعة بكل هذه النسبة؟ أليس من المفروض أن يكون لها دور في صدى اقتحامات الاحتلال وحماية بيوت الله!".
ويضيف "طبعا منذ نشأة السلطة لم تقم يوما بالدفاع عن أبناء شعبها، بل على العكس هي تلاحق الشرفاء وتقتلهم وتعتقلهم، ضمن سياسة التنسيق الأمني التي تسير على نهجها منذ سنوات طويلة".
وأضاف "لا ننسى ماذا فعلوا مع مجموعات عرين الأسود التي كانت تتخذ من البلدة القديمة في نابلس حاضنة لها، حينما عملوا على اعتقال عناصرها وتعذيبهم وتقديم اسمائهم على طبق من ذهب للاحتلال الذي كان ينفذ عملية عسكرية ضخمة تسفر عن اغتيال قيادتهم".
من جهته، نشر الشاب مؤيد خراز العبارة التالية "لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم". وأضاف "هذا تماما ما جرى في نابلس، حيث نفتقد اليوم لأمثال وديع الحوح ومحمد العزيزي وعبد الرحمن صبح وإبراهيم النابلسي وتامر كيلاني وعبد الحكيم شاهين. كل هؤلاء استشهدوا برصاص الاحتلال لكنهم تعرضوا لحملات ملاحقة وتشويه من السلطة والأمن الفلسطيني وحركة فتح، التي كانت تتهمهم بأنه يجلبون الخراب لنابلس، ويوفرون الذريعة للاحتلال لاقتحام البلدة القديمة".
أما الشاب هاشم المصري، فكتب قائلا "قبل فتره أيام ما كان في شباب شريفة ونظيفة، والاحتلال يحاصر البلدة القديمة، ظهر ترند "بالمال ولا بالرجال"، كان موقفا بطوليا، لكن بعدها بفترة وجيزة نفذت السلطة حملة لتفكيك المجموعات العسكرية، وأجبروا بعضهم على تسليم نفسه، ومن رفض استشهد برصاص الاحتلال". وأضاف موجها رسالته لمن لاحق المقاومة "لا تعتقدوا أن الاحتلال سوف يرحمكم عندما تتنازلوا عن مبادئكم. هل توقفت الاقتحامات؟ هل توقفت الاغتيالات؟ هل استطعتم حماية البلدة القديمة التي يدنسها الاحتلال يوميا وأخرها باحراقه لمسجد النصر؟".
وكانت وكالة "قدس برس" قد كشفت في تقرير نشرته في نيسان 2023 أن "الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية شكلت خلايا لملاحقة عرين الأسود". ونقلت عن مصادر خاصة قولها أن "اللواء في جهاز مخابرات السلطة (م- س)، هو من يقف على رأس هذه الخلية، وتضم أيضا كوادر في حركة فتح من البلدة القديمة بنابلس، وأسرى محررين من حركة فتح، أبرزهم العميد (ب- ز)، الذي تم ترفيعه مؤخرا إلى رتبة لواء".
وأوضحت المصادر أن "الخلية بدأت عملها بمحاولة اعتقال الشهيدين محمد العزيزي وعبود صبح ورفقائهم، قبل الإعلان الرسمي عن اسم العرين، وحينما فشلت بذلك، بدأ بمسلسل الإغراءات والعروض بالتفريغ والأموال والمناصب داخل السلطة وهو ما فشلت به كذلك، رغم ادعاءاتها أن بعض عناصر العرين سلموا انفسهم فعليا للسلطة".
وكان الشهيد وديع الحوح، كشف قبل استشهاده أن شخصيات أمنية فلسطينية رفيعة التقت به في البلدة القديمة بنابلس، بعد سويعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال للشهيد تامر كيلاني بتفجير عبوة ناسفة، إذ ساوموه على تسليم نفسه، مقابل منع الاحتلال من اغتياله، فكان رده الحرفي لهم: (أنا وهبت نفسي لله، ولا أخاف من الاحتلال.. اشربوا قهوتكم، ومع السلامة)".
واختتمت المصادر حديثها: "لم تترك الأجهزة من وقائي ومخابرات واستخبارات ومناديب وتنظيم فتح بالبلدة أي أسلوب إلا واستخدموه ضد شباب العرين، ولكن المطاردين وعلى رأسهم الشهيدين وديع الحوح وتامر الكيلاني، وقفوا أمام كل المخططات الشيطانية، وهو ما جعل (م- س) يقول في إحدى جلساته يجب أن يتم القضاء على وديع وتامر حتى نتمكن من إنهاء العرين".