البرازيل.. ندوة تناقش دور المسيحية في دعم فلسطين وتفكيك الرواية الصهيونية

عقد "المعهد البرازيلي الفلسطيني - ابرسبال"، أمس الأربعاء، ندوة بعنوان "فلسطين في القلب: حوار مسيحي حول العدل والسلام ودحض الرواية الصهيونية"، بمشاركة نخبة من رجال الدين المسيحيين والسياسيين، الذين ناقشوا العدالة والسلام في فلسطين من منظور مسيحي، مع التركيز على تفكيك الرواية الصهيونية السائدة في الغرب.
وشارك في الندوة الإلكترونية كل من المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، والنائبين الفيدراليين البرازيليين، الأب الكاثوليكي جواو، والقس الإنجيلي هنريك، حيث قدموا رؤى عميقة حول أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضرورة التصدي لمحاولات تزييف الحقائق التاريخية.
أدار الندوة الصحفيان جوليانا ميديروس وزي رينالدو، اللذان سلطا الضوء على دور الإعلام في إبراز النضال الفلسطيني، والتحديات التي تواجه الخطاب الداعم للحقوق الفلسطينية في الأوساط المسيحية الغربية.
وفي حديثه لـ"قدس برس"، قال أحمد شحادة، مدير "المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)"، وهو أحد المنظمين للندوة، إن "نجاح الندوة وإقبال المشاركين عليها يعكس أهمية مثل هذه الحوارات في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية من زوايا جديدة."
وأوضح أن (ابرسبال) بادر بتنظيم هذه الندوة بالشراكة مع "المسار البديل" و"صامدون"، بهدف توسيع دائرة النقاش، وإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى أوسع نطاق ممكن، لا سيما في الأوساط المسيحية في أمريكا اللاتينية وأوروبا.
وأشار شحادة إلى أن: "فلسطين كانت وما زالت ملكًا للفلسطينيين، بغض النظر عن الديانات"، مؤكدًا أن: "المسيحية، كدين محبة وسلام، لا يمكن أن تكون أداة لدعم الظلم أو الاحتلال، كما يروج له اللوبي الصهيوني في الغرب".
محاور الندوة ونقاشات المتحدثين
تناولت الندوة عدة محاور رئيسية، كان أبرزها التأكيد على أن فلسطين وطن الفلسطينيين عبر التاريخ، وأن الحق في السلام يجب ألا يكون على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. كما شدد المشاركون على رفض الاحتلال، ورفض أي محاولات لشرعنته تحت مسميات زائفة.
وفي حديثه، أكد المطران عطا الله حنا أن الكنيسة ترفض أن تكون شريكة في الظلم، مشيرًا إلى أن المسيحية الحقيقية تدعم حقوق الشعوب المظلومة، لا سيما الشعب الفلسطيني الذي يعاني من اضطهاد الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار النائب الفيدرالي البرازيلي، الأب جواو، إلى أن: "السلام لا يمكن أن يتحقق بأي ثمن، وأن مقاومة الظلم حق طبيعي لكل إنسان، وهو حق مشروع للشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال".
أما القس هنريك، فقد نبه إلى أن "التيارات الصهيونية استطاعت أن تؤثر على بعض الأوساط المسيحية في الغرب، حيث أصبحت بعض الكنائس الإنجيلية داعمًا رئيسيًا للمشروع الصهيوني".
وأضاف: "اليوم، هناك أكثر من 500 مليون إنجيلي حول العالم، والكثير منهم تم تضليلهم لدعم الاحتلال الإسرائيلي، حتى أنهم أصبحوا أكثر تعصبًا للصهيونية من اليهود أنفسهم. من هنا تأتي أهمية نشر الحقيقة وتصحيح المفاهيم الخاطئة".
التحديات والخطوات المستقبلية
وعن أبرز التحديات التي واجهت تنظيم الندوة، أوضح شحادة أنه: "كانت هناك صعوبات في تنسيق المواعيد بسبب جداول المتحدثين المزدحمة، مما اضطرنا لتأجيل الحدث عدة مرات. ومع ذلك، فإننا نعتبر أن هذه الندوة خطوة في الاتجاه الصحيح، وسنعمل على تطوير هذه المبادرات في المستقبل".
وكشف شحادة عن خطط مستقبلية لعقد جلسة استماع علنية في البرلمان البرازيلي قريبًا، بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود، بهدف تفكيك الرواية الصهيونية وكشف زيف الادعاءات التي تروج لها "إسرائيل" في الغرب.
تفاعل واسع ودعوات لاستمرار الحوار
حظيت الندوة بتفاعل واسع من المشاركين عبر الإنترنت، الذين شددوا على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات لتوعية الرأي العام العالمي واللاتيني خصوصًا بحقيقة القضية الفلسطينية.
واختُتمت الفعالية بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين النشطاء والمؤسسات المناصرة للحقوق الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، لمواجهة التشويه الإعلامي ودحض الروايات المضللة التي تسعى لتزييف التاريخ.
يُشار إلى أن "المعهد البرازيلي الفلسطيني - إبرسبال" هو مؤسسة برازيلية مستقلة، تأسست في مدينة ساو باولو عام 2017، وتهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الوعي بالقضية على المستوى اللاتيني والعالمي.