تقرير: مستوطنو "بؤر الرعاة" يسيطرون على مئات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية

كشف تقرير صادر عن منظمتي "كيرم نافوت" و"السلام الآن"، الإسرائيلتان المناهضتان للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن مستوطني "بؤر الرعاة" (البؤر الزراعية الاستيطانية) سيطروا حتى الآن على ما يقارب 786 ألف دونم، أي ما يقارب 14% من مساحة الضفة الغربية.

وأشار التقرير إلى أن المستوطنين، خلال عامين ونصف تقريبا، سيطروا على 70% من إجمالي المساحة التي سيطروا عليها حتى الآن لأغراض الرعي.

وذكر التقرير بعضا من أساليب استيلاء المستوطنين التي تتم برعاية الحكومة والجيش ومن بينها: إقامة بؤر استيطانية للرعاة وإبعاد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين عن محيطهم، والمضايقات والتنمر والهجمات العنيفة على المجتمعات الفلسطينية المجاورة، بما في ذلك طردهم من المنطقة، والسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي تم تهجير التجمعات الفلسطينية منها وإقامة بؤر استيطانية جديدة.

وأضاف التقرير: "قام المستوطنون بتهجير أكثر من 60 تجمعاً وجمعية رعوية فلسطينية، وأقاموا ما لا يقل عن 14 بؤرة استيطانية للرعاة على أنقاضها أو بالقرب منها".

وأظهر فحص المناطق التي استولى عليها المستوطنون أن معظم الأراضي المعنية ليست "أراضي دولة"، حتى وفقاً لتعريفات السلطات الإسرائيلية (وهي لا تشكل سوى حوالي 40% من المساحة التي استولى عليها المستوطنون). وقد أعلن الجيش حوالي 41% من المساحة التي استولى عليها المستوطنون "منطقة إطلاق نار" يحظر دخولها على المدنيين الذين ليسوا من المقيمين الدائمين في المنطقة، أي منطقة يحظر على المستوطنين رسميا دخولها، مشيرا إلى أن حوالي 4.4% من المساحة التي استولى عليها المستوطنون في بؤر الرعاة تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية (المناطق أ و ب).

 وبين التقرير أن دائرة الاستيطان في حكومة الاحتلال، والتي تسلمت من الدولة العبرية مسؤولية مئات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية، والتي تديرها من دون رقابة وبعيداً عن أعين الجمهور، منحت عشرات المستوطنين "عقود تخصيص المراعي".

ووفق التقرير، خصصت الدائرة نحو 80 ألف دونم في الضفة الغربية للمستوطنين لأغراض الرعي.

 وبمساعدة هذه العقود تمكن المستوطنون من السيطرة على مئات الآلاف من الدونمات التي لم تكن مشمولة في عقود التخصيص.

وأوضح التقرير أن المستوطنين يستخدمون هذه العقود، من بين أمور أخرى، للحصول على الدعم المالي وما يعادله نقداً من دولة الاحتلال، حيث يحظر على الدولة رسمياً تمويل الأنشطة "غير القانونية". وتستخدم عقود التخصيص أيضًا من قبل المستوطنين في التعامل مع المسؤولين العسكريين على الأرض، حتى يتمكنوا من مساعدتهم في طرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين من المناطق التي يرغبون في السيطرة عليها.

وكشف التقرير لأول مرة عن عشرات عقود تخصيص المراعي الموقّعة بين إدارة الاستيطان ومختلف المستوطنين، والتي تُشكّل على الأرجح حوالي نصف إجمالي العقود، حيث تشير العقود إلى أن دائرة الاستيطان خصصت آلاف الدونمات لعشرات المستوطنين دون مناقصة ودون تعويضات.

وأضافت أن "عقود التخصيص تنص على أن الغرض من تخصيص الأرض هو "المرعى"، ولكن في جميع الحالات تقريبا، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية غير قانونية في المنطقة، دون تصاريح بناء، وفي انتهاك صريح لشروط العقد".

وأشار إلى أن "الخرائط المرافقة للعقود تم رسمها بشكل غير دقيق وغير مدروس . وعلى حد فهمنا، فإن هذا ليس خطأ، بل محاولة متعمدة لمساعدة المستوطنين في السيطرة على أراض لم تكن مخصصة لهم".

وكشف التقرير أنه في "كافة العقود لا يوجد تطابق بين مساحة المنطقة المحددة في العقد (بدون دونم) ومساحة المنطقة المضمنة في الخرائط المرفقة، كما أن بعض العقود تخصص للمستوطنين أراضٍ تم تخصيصها من خلال عقود أخرى لمستوطنين آخرين ، لأغراض سكنية أو زراعية".

وبين أن "بعض التخصيصات تشمل أراضي فلسطينية خاصة (تبلغ مساحتها نحو 9000 دونم)، والتي لا يمكن قانونيا أن تكون بحوزة دائرة الاستيطان، وبالتأكيد لا يمكن تخصيصها للمستوطنين، وأن أكثر من 5 آلاف دونم مخصصة للمستوطنين تقع في مناطق إطلاق نار يمنع المستوطنين من دخولها".

وذكر التقرير أنه في أحد العقود خصصت دائرة الاستيطان لأحد المستوطنين حوالي 1060 دونماً ضمن أراضي السلطة الفلسطينية (منطقة ب).

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الإعلامي الحكومي": الاحتلال يرتكب جرائم منظمة وانتهاكات صارخة في غزة
أبريل 27, 2025
قال مكت الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الأحد، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمد قتل المدنيين في قطاع غزة ضمن سياسة إبادة جماعية ممنهجة، ويرتكب بصورة مقصودة جرائم منظمة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي. وأضاف المكتب في بيان، أن "جيش الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بصورة ممنهجة ومتعمدة، عبر استهداف المدنيين
"المطبخ العالمي": المخبز الأردني المتنقل في غزة يعمل 19 ساعة يوميا
أبريل 27, 2025
قالت منظمة المطبخ المركزي العالمي، الأحد، إن المخبز الأردني المتنقل في قطاع غزة يعمل على مدار 19 ساعة يوميا، من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة وتوصيل الخبز للأسر النازحة. وقال عاملون في مقطع فيديو نشرته المنظمة عبر حسابها على منصة "إنستغرام"، إن "المخبز الأردني المتنقل يوزع الخبز على نازحين في المخيمات وعلى السكان في مناطق يصعب
محكمة العدل الدولية تبدأ الاثنين النظر في قرار حظر الاحتلال أنشطة "أونروا"
أبريل 27, 2025
تبدأ محكمة العدل الدولية، الاثنين، جلسات استماع في الدعوى التي رفعتها تركيا و39 دولة أخرى منضوية في منظمة العالم الإسلامي، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، ضد "إسرائيل" بسبب قرارها حظر أنشطة وكالة "أونروا". وستستمر جلسات الاستماع لمدة خمسة أيام، وسيستمع القضاة إلى مداخلات من الدول المشاركة في الدعوى كافة.  وكانت 137 دولة صوتت نهاية
"أونروا": تراكم النفايات يفاقم انتشار الأمراض في قطاع غزة
أبريل 27, 2025
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، أن الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورا بسبب تراكم النفايات ما يفاقم من انتشار الأمراض ويهدد الصحة العامة. وقالت الوكالة إنه "يجب رفع الحصار عن قطاع غزة واستئناف وقف إطلاق النار فورا". وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الوكالة نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة، موضحة أن لديها
تحذير أمني من استهداف المقاومين عبر الاستدراج تحت الغطاء الإغاثي
أبريل 27, 2025
كشف أمن المقاومة في قطاع غزة، الأحد، عن محاولات من مخابرات الاحتلال، لاستهداف المقاومين في القطاع، عبر الاستدراج تحت الغطاء الإغاثي. وقالت منصة "الحارس" الأمنية، إنه "بعد متابعة أمن المقاومة لعدة حالات استهداف خلال العدوان، تبين أن مخابرات العدو تستخدم أسلوب الاستدراج الإغاثي، عبر الاتصال بالمقاومين من أرقام دولية أو محلية (جوال أو وطنية)، بحجة
"سرايا القدس": استهدفنا ثكنة عسكرية للاحتلال شرق غزة
أبريل 27, 2025
قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" إن مقاتليها "استهدفوا بصاروخ موجه ثكنة عسكرية في منزل يوجد به عدد من جنود العدو شرقي حي التفاح بمدينة غزة". بدورها أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء يوم الأحد، عن استهداف دبابة وقوة تابعة للاحتلال وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في حي التفاح شرقي مدينة