كيف قرأ محللون وسياسيون عودة العدوان على غزة؟

أكد محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن عودة العدوان على قطاع غزة تعود إلى عدة عوامل، أهمها الأزمة الداخلية لحكومة بنيامين نتنياهو، ومحاولته التقرب من وزراء اليمين المتطرف قبيل إقرار الميزانية، بالإضافة إلى محاولته الضغط على المقاومة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.
وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، إن الضغط العسكري الأكبر من الذي حدث الليلة لم يدفع "حماس" إلى تقديم تنازلات في المفاوضات حتى الآن، متسائلاً: "لماذا يظن البعض أن غارات الليلة قد تنجح في تحقيق ذلك؟".
وربط ياغي في حديثه مع "قدس برس" بين عودة العدوان على غزة والهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن، مشيراً إلى أن "نحن أمام تمهيد لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، وهذا يستند إلى إحداث تغيير جيوسياسي عميق في المنطقة". وأوضح أن الهدف ليس الأسرى، بل تعبيد الطريق نحو "الشرق الأوسط الجديد" بشطب غزة من الخارطة ديموغرافياً، مضيفاً: "العاصفة تقترب من طهران".
وعبر ياغي عن اعتقاده أن جميع الظروف الإقليمية المحيطة بدولة الاحتلال، سواء في لبنان أو سوريا أو اليمن، بالإضافة إلى الدعم الدولي من الإدارة الأمريكية والتهرب من أزمة الاحتجاجات المتجددة في تل أبيب، تدفع نتنياهو إلى تجديد العدوان.
بدوره، أوضح المختص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة الاحتلال الإسرائيلي ألغت الاتفاق وستعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل شهور، من حيث إعادة طرح أهداف الحرب عبر القصف والتدمير".
وأضاف: "كنت أستغرب عندما أقرأ تأكيدات على أن الحرب لن تعود، مع أن الحرب لم تتوقف، بل طرأ تغيير على حجمها وأدواتها، والآن عادت لسياقها السابق دون الالتفات للعوامل التي قد تكبح سياسات نتنياهو".
وذكر شديد أنه "حتى لو نزل 90 بالمئة من المجتمع اليهودي للتظاهر ضد الحرب والمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين، فلن يغير ذلك من قرار حكومة الاحتلال الحالية، حتى لو مات جميع الأسرى".
وأوضح أنه "طالما أن حكومة الاحتلال منسجمة مع الإدارة الأمريكية، والظروف الإقليمية والدولية متكيفة مع إبادة الفلسطينيين، فإن اليمين الحاكم في واشنطن وتل أبيب يرى أن الظروف أصبحت ملائمة لتحطيم كل القوى الرافضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية".
من جانبه، أكد الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن "نتنياهو يحاول إنقاذ حكومته المتهاوية عبر استئناف حرب الإبادة على المدنيين في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد ما لا يقل عن 360 مدنياً حتى الآن".
وأضاف: "هذه الجرائم والمجازر الوحشية الإسرائيلية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أو مقاومته، ولكن حكام إسرائيل لم يكونوا ليجرؤوا على ارتكابها لولا الصمت الدولي على جرائمهم وضعف ردود الفعل العربية والإسلامية".
وقد استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم الثلاثاء، في سلسلة غارات عنيفة شنتها طائرات جيش الاحتلال في أنحاء مختلفة من قطاع غزة.
وقصف الجيش خيام النازحين بمنطقة "مواصي" غربي خان يونس، وكذلك مدرسة تؤوي نازحين في حي "الدرج" وسط مدينة غزة، وثلاثة منازل في شارع الصناعة في حي "تل الهوا"، بالإضافة إلى مناطق في البريج ومخيم النصيرات.
كما قصف جيش الاحتلال منزلاً في بلدة "عبسان الكبيرة" شرقي خان يونس.
وقال الدفاع المدني في غزة إن "هناك صعوبات كبيرة تواجه طواقمه في العمل بسبب استهداف الاحتلال لأكثر من هدف في ذات الوقت".