"لن يسكتوا فلسطين".. مستشارة برازيلية تتحدى محاولات إقالتها بسبب دعمها للقضية الفلسطينية

تواجه عضوة مجلس بلدية كوريتيبا البرازيلية، أنجيلا ألفيس ماتشادو، حملة شرسة من قبل اليمين المتطرف، تهدف إلى إقالتها من منصبها بسبب دعمها العلني للقضية الفلسطينية وإدانتها لـ الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وتُعد ماتشادو، التي تنتمي إلى حزب الاشتراكية والحرية (PSOL)، أول مستشارة تمثل الحزب في كوريتيبا، وتُعرف بمواقفها التقدمية ودعمها لحقوق الإنسان. وأثار حملها للعلم الفلسطيني خلال حفل تنصيبها وتصريحاتها حول ما وصفته بـ "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون، غضب الجماعات اليمينية، التي اتهمتها بـ "معاداة السامية"، في محاولة لإبعادها عن منصبها.
تصاعد الضغوط لإقالتها
وتقدّم عضو المجلس البلدي اليميني المتطرف، إيدر بورغيس، بطلب رسمي إلى لجنة الأخلاقيات في المجلس، مطالبًا بإقالة ماتشادو بحجة أن موقفها "يخالف القيم التي يحملها المجلس ويتعارض مع المصالح الدبلوماسية للبرازيل"، في إشارة إلى العلاقات التي تربط الحكومة البرازيلية بـ"إسرائيل".
وفي المقابل، نفت ماتشادو بشدة هذه الادعاءات، مؤكدة أن موقفها يستند إلى مبادئ حقوق الإنسان والعدالة الدولية. وقالت في تصريحات لها: "لن يخيفوني، ولن يتمكنوا من إسكات الأصوات المدافعة عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود تحت الاحتلال العسكري والاستعمار الاستيطاني".
وأضافت في تصريحات على حسابها بـ"انستغرام"، رصدتها "قدس برس"، أن "اليمين المتطرف في عصرنا يحمل بذور الفاشية، ولذلك يدعم الأنظمة الاستعمارية والاستبدادية، مثل حكومة بنيامين نتنياهو، التي ترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني".
دعم متزايد لحملة التضامن
في سياق التضامن مع ماتشادو، أطلق نشطاء حملة توقيعات إلكترونية للدفاع عنها ضد محاولات إقالتها. وجاء في نص العريضة: "النضال المناهض للاستعمار يزداد قوة في جميع أنحاء العالم، ويجب أن تُرفع رايته في جميع الجبهات لمواجهة نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) والحرب الإمبريالية في فلسطين".
وأكدت العريضة أن "الصهيونية، بدعم من الإعلام البرجوازي العالمي ودول إمبريالية مثل فرنسا والولايات المتحدة، تسعى إلى تجريم الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الناشطين والسياسيين المؤيدين لفلسطين يتعرضون لحملات تشويه وملاحقة سياسية".
الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل يعلن دعمه
من جهته، أعرب اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل "فيبال"، ممثلًا برئيسه وليد رباح، عن دعمه الكامل للمستشارة ماتشادو، واصفًا الهجمات ضدها بأنها "محاولة لإسكات الأصوات الحرة التي تدافع عن القضية الفلسطينية".
وقال الاتحاد في بيان رسمي "هذه الممارسات القمعية لن ترهبنا، ولن نتراجع عن الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وإنهاء نظام الفصل العنصري الصهيوني".
ودعا البيان جميع الأحرار والداعمين للقضية الفلسطينية إلى التضامن مع ماتشادو، والتصدي لمحاولات تجريم التضامن مع فلسطين، مؤكدًا أن "النضال من أجل فلسطين الحرة والمستقلة سيستمر رغم كل التحديات".
ماتشادو: "لن يسكتوني ولن يسكتوا فلسطين"
وأكدت ماتشادو، في تصريحات عبر حسابها على إنستغرام، أنها لن تتراجع عن دعمها لفلسطين، ولن تخضع للضغوط السياسية التي تمارسها جماعات اليمين المتطرف.
وقالت: "التنديد بالإبادة الجماعية الجارية في غزة هو واجب إنساني، وليس جريمة. سأواصل نضالي من أجل العدالة وحقوق الإنسان، ولن أسمح لهم بإسكاتي".
وأضافت "لدي دعم حزبي (PSOL) والعديد من الحركات الاجتماعية التي تدافع عن القضية الفلسطينية. سنواصل الكفاح داخل البرلمان وخارجه، لأن فلسطين ستظل قضية حية في ضمير الإنسانية".
خلفية سياسية
تُعتبر أنجيلا ألفيس ماتشادو أستاذة تاريخ وناشطة سياسية بارزة، وهي أول مستشارة بلدية عن حزب الاشتراكية والحرية (PSOL) في كوريتيبا. وخلال مسيرتها، ركّزت على قضايا العدالة الاجتماعية، والمساواة، وحقوق الإنسان، إلا أن دعمها العلني للقضية الفلسطينية جعلها في مواجهة مباشرة مع الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تسعى لإزاحتها من منصبها.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تنامي الخطاب اليميني المتطرف في البرازيل، ومحاولات بعض الأحزاب المحافظة تعزيز علاقتها بـ"إسرائيل" على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان.
وقد أظهرت هذه القضية مدى الانقسام السياسي في البرازيل، حيث تدفع الفصائل اليمينية نحو تعزيز التحالفات مع "إسرائيل"، بينما تستمر الأحزاب اليسارية، مثل (PSOL) وحزب العمال (PT)، في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال.
"لن يسكتوا فلسطين" هكذا اختتمت ماتشادو تصريحاتها، مؤكدة أنها لن تتراجع عن موقفها، وستواصل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين رغم كل الضغوط".