ريكونسنس: وثائق اغتيال كينيدي تفتح الباب لتعزيز السردية الفلسطينية

سلّط مركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات في الكويت الضوء على ما وصفه بـ”الفرصة الاستراتيجية” التي قد تتيحها وثائق اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون ف. كينيدي لإعادة تأطير صورة إسرائيل في الرأي العام الغربي، بما يخدم السردية الفلسطينية ويعزز حملات التشكيك في شرعية تل أبيب الأخلاقية والسياسية.
 
وجاء ذلك في ورقة تحليلية نشرها المركز اليوم الخميس، عقب الإفراج عن دفعة جديدة من الوثائق الرسمية المتعلقة باغتيال كينيدي عام 1963، وذلك بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبينما لم تتضمن الوثائق اتهامات مباشرة، فإنها كشفت عن حجم التوتر بين كينيدي والحكومة الإسرائيلية بسبب ملف مفاعل “ديمونا” النووي، وهو ما أعاد إحياء فرضيات تورط غير مباشر لإسرائيل في الاغتيال.
 
وأشار التقرير إلى أن هذه الوثائق، رغم طابعها التاريخي، يمكن أن تتحول إلى أداة إعلامية فاعلة في يد مناصري القضية الفلسطينية لإعادة تشكيل صورة إسرائيل كدولة مارقة تتجاوز القوانين الدولية، حتى في تعاملها مع أقرب حلفائها.
 
وأكدت الورقة أن إعادة توظيف محتوى هذه الوثائق ضمن حملات إعلامية، وأطُر أكاديمية وسياسية منظمة، قد تُحدث تأثيرًا عميقًا في الرأي العام الغربي، وتدفع باتجاه مراجعة الدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل.
 
وتضمنت الورقة عدة سيناريوهات يمكن من خلالها توظيف هذه الوثائق، أبرزها:
•إعادة بناء الوعي التاريخي الأمريكي والغربي تجاه إسرائيل.
•إطلاق تحقيقات إعلامية ومحتوى رقمي جذاب (وثائقيات، بودكاست، مقاطع قصيرة) يربط الوثائق بالسلوك الإسرائيلي.
•إدخال هذه الوثائق في مناهج النقاشات الجامعية.
•تحفيز برلمانيين متعاطفين مع فلسطين لطرح تساؤلات رسمية في المؤسسات التشريعية.
•استخدام الوثائق لدعم حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS).
•إطلاق حملات رمزية لإعادة فتح ملف الاغتيال كأداة ضغط ثقافي ومعنوي.
 
أضرار محتملة على صورة إسرائيل
وأشار التقرير إلى أن استثمار هذه الوثائق ضمن حملات إعلامية وأكاديمية ممنهجة قد يُسهم في تآكل الصورة الأخلاقية لإسرائيل في الرأي العام الغربي، ويُفاقم الحرج السياسي لدى الحكومات الغربية في تبرير دعمها غير المشروط لتل أبيب. كما رجّح أن يؤدي هذا التوظيف إلى تعزيز أثر حملات المقاطعة، وتوسيع رقعة الخطاب المناهض لإسرائيل داخل الجامعات ومراكز الأبحاث، ما يمكّن خصومها من توسيع قاعدة التأثير الإعلامي والسياسي.
 
رغم محدودية النفوذ السياسي المباشر، شددت الورقة على إمكانية مساهمة الأفراد في الشارع العربي عبر التفاعل الرقمي الذكي، ودعم المبادرات الإعلامية المستقلة، وإنتاج محتوى شعبي توعوي بلغات متعددة، بالإضافة إلى بناء شبكات تواصل مع مؤثرين ومثقفين غربيين.
 
وكانت وثائق الاغتيال قد تضمنت إشارات متكررة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ورئيس شعبة مكافحة التجسس في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) جيمس أنجليتون، الذي لعب دورًا محوريًا في التغطية على برنامج ديمونا النووي، والذي يعتقد أنه تم تطويره باستخدام يورانيوم أمريكي مهرب عبر شركة “نوميك” التي أسسها رجل الصناعة زلمان شابيرو.
 
وبحسب الورقة، فإن الرئيس كينيدي كان قد ضغط بشدة لتفتيش مفاعل ديمونا، لكن إسرائيل أعدّت منشآت وهمية لخداع المفتشين، قبل أن تُوقف إدارة الرئيس ليندون جونسون التحقيقات في هذا الملف عقب الاغتيال، ما مكن إسرائيل من استكمال برنامجها النووي دون رقابة دولية.
 
خلص مركز “ريكونسنس” إلى أن الوثائق الأخيرة لا تمثل إدانة قانونية صريحة لإسرائيل، لكنها تفتح بابًا واسعًا لتساؤلات أخلاقية وسياسية يمكن توظيفها بفعالية في خطاب مناهض لإسرائيل، في ظل بيئة إعلامية غربية متغيرة باتت أكثر تقبلًا لهذا النوع من السرديات.
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"حماس": شجاعة أبطال شعبنا ستظل تتجلى في وجه بطش الاحتلال
أبريل 20, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن عملية إطلاق النار البطولية قرب مستوطنة "حومش" بين مدينتي جنين ونابلس، تأتي "في سياق الرد الطبيعي والمشروع على جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا في قطاع غزة، وعلى جرائمه المتصاعدة ضد شعبنا في الضفة الغربية". وأضافت الحركة في بيان، أنه "إذ تنعى الشهيد المقاوم البطل سليمان
"العفو الدولية": "إسرائيل" أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بها للتحقيق في جرائم جيشها
أبريل 20, 2025
عقبت منظمة العفو الدولية، الأحد، على تحقيق الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن استهداف مسعفين في قطاع غزة واستشهادهم. وقالت المنظمة في بيان، إن "إسرائيل تثبت مجددا أنه لا يمكن الوثوق بها للتحقيق في جرائم جيشها". وأضافت أنه "لا يوجد سوى خيار واحد للعدالة من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو الولايات القضائية العالمية". وأوضحت المنظمة أنه "يجب التحقيق
استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال جنوب جنين
أبريل 20, 2025
استشهد شاب فلسطيني، مساء الأحد، برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مدخل مستوطنة "حومش" جنوبي مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية (تابعة للسلطة)، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغت باستشهاد الشاب سليمان فواز مناصرة (24 عاما)، من سكان بلدة "قباطية"، عقب إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي عليه عند مدخل مستوطنة "حومش"، وأنه
"حماس" تدين استمرار العدوان على لبنان
أبريل 20, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، الأحد، إنها تتابع تطوّرات "الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على لبنان، لا سيّما في القرى الجنوبية التي تتعرض لعمليات اغتيال وقصفٍ صهيونيٍّ لم يتوقف منذ انتهاء الحرب". وأدانت الحركة في بيان، استمرار هذا العدوان من قبل العدو الصهيوني، مؤكدة ضرورة "قيام المجتمع الدولي بإلزام الكيان بتنفيذ اتفاقاته في كل مكان
الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 84
أبريل 20, 2025
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ84 على التوالي، ولليوم الـ71 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري واقتحامات واعتداءات وعمليات إخلاء ونزوح قسري. وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم، إن قوات الاحتلال أجبرت نحو 10 عائلات من منطقة جبل النصر في مخيم نور شمس، ومنطقة غرب المخيم، على إخلاء منازلها قسرا،
وسط إخفاق ميداني متصاعد.. محللون يشككون في جدوى خطة الاحتلال في السيطرة على غزة
أبريل 20, 2025
في ظل إخفاقات عسكرية متتالية وعجز واضح عن حسم المعركة ميدانياً، كشف موقع /واللا نيوز/ العبري، عن خطة جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة وتقسيمها إلى شطرين، وذلك عبر "مناورة برية كبرى" يتم التحضير لها، بحسب زعم الموقع. إلا أن محللين سياسيين حاورتهم "قدس برس"، اليوم الأحد، رأوا في هذه الخطة