نسف الاحتلال لمستشفى "الصداقة" التركي يهدد حياة آلاف مرضى السرطان بغزة

في مشهد دموي، نشر جنود من لواء "غفعاتي" مقطع فيديو، يظهر فيه عملية نسف وتفجير نفذتها قوات الهندسة التابعة للواء، لمستشفى "الصداقة" التركي، المستشفى الوحيد في قطاع غزة المخصص لعلاج مرضى السرطان.
 
جاءت عملية التفجير بعد مرور أقل من أربعة أيام على تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي بدأته قوات الاحتلال بارتكاب عشرات المجازر بحق الآمنين في القطاع في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء 18 آذار/ مارس الجاري.
 
ووضعت إسرائيل حياة أكثر من 13 ألف مريض سرطان في قطاع غزة، في دائرة انتظار الموت، فمستشفى "الصداقة" التركي، كان الأمل الوحيد لهؤلاء المرضى في شفائهم والتخفيف من أوجاعهم، في ظل تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية، وفرضه قيودا على سفرهم لتلقي العلاج في الخارج.
التأسيس
يعود تاريخ إنشاء المستشفى إلى العام 2011، حينما وقّعت الحكومة التركية اتفاق تعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، لإنشاء أول مستشفى تركي مخصص لعلاج مرضى السرطان في القطاع.
 
وخُصِّصَت قطعة أرض آنذاك لإقامة مرفق طبي متكامل يضم المستشفى ومبنى لكلية الطب والتدريب تابع للجامعة الإسلامية بمساحة بلغت 33 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وبتكلفة خمسين مليون دولار.
 
وكان من المقرر أن يكون افتتاح المستشفى لاستقبال المرضى وعلاجهم بعد ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الاتفاق أي في العام 2014، ولكن بسبب ظروف الحصار الإسرائيلي والمماطلة الإسرائيلية في إدخال المواد والمعدات اللازمة للمستشفى تأخر افتتاحه حتى العام 2019.
 
ويقع المستشفى في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، بمحاذاة شارع الحرية، الفاصل بين مدينتي "الزهراء" و"غزة"، ويوصف بأنه من أكثر أماكن غزة صفاءً وهدوءً، بسبب طبيعة البيئة الخضراء التي تسود المنطقة، وغياب أي ضجيج أو ضوضاء، وكان اختياره لمراعاة أن يكون مناسبا لعلاج مثل هذه الأنواع من الأمراض.
 
يتكون المبنى من ثمان أجنحة، يصل بعضها لست طوابق، وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 200 سرير، كما أنه يرتبط بجسر مع مبنى كلية الطب التابع للجامعة الإسلامية بغزة، ويضم أقساما لبنك الدم والعمليات والعلاج الطبي والمناظير والصيدلية والكلى والقلب والحضانة والعيادات الخارجية والأشعة والمختبرات وقاعة للمؤتمرات ومبنى للإدارة.
 
وصمم المستشفى بحيث يكون لديه القدرة على استيعاب نحو 30 ألف مريض سنويا، و1700 متدرب ما بين طالب طب وتمريض وخدمات صحية مساعدة.
 
تحويل المستشفى لثكنة عسكرية
وتعرض مستشفى "الصداقة" منذ الأيام للعدوان لاستهدافات إسرائيلية متكررة كانت ذروتها نسفه وتدميره بشكل كلي. فمنذ الأيام الأولى للعدوان تعرض محيط المستشفى لقصف جوي ومدفعي متكرر أصاب بعض أجنحة المبنى، وأثر في سير العمل فيه.
 
دفع هذا القصف العنيف، بأن اضطر آلاف المرضى لمغادرته سيرا على الأقدام، بعد أن رفض جيش الاحتلال السماح بإجراء تنسيق لإجلائهم في سيارات ومركبات الإسعاف.
 
وخلال الفترة التي وُجد فيها جيش الاحتلال في محور "نتساريم" الذي يقع المستشفى في حدوده، رصد مراسل "قدس برس" كيف حول جنود الاحتلال المستشفى لثكنة عسكرية، ومكان لمبيت الجنود ومركز قيادة وسيطرة، حيث شوهدت بقايا ملابس وطعام تركها الجنود خلفهم قبل انسحابهم منه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025 عند سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
 
إدانات دولية ودعوات للمحاسبة
وقد أدان بيان لوزارة الخارجية التركية عملية تفجير المستشفى، وقال "نُدين تدمير إسرائيل مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الذي بنته بلادنا، وتخصصه السلطات المحلية لعلاج السرطان".
 
كما اعتبر البيان أن الاستهداف المتعمَّد لمستشفى يقدم الرعاية الصحية للمدنيين في غزة هو جزء من سياسات إسرائيل لجعل غزة غير صالحة للسكن وإجبار الشعب الفلسطيني على المنفى.
 
أما وزارة الصحة بغزة، فقالت في بيانها، أن هذه الجريمة منسجمة مع التدمير الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق النظام الصحي بالقطاع، واستكمالا لمسلسل الإبادة الجماعية.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"العفو الدولية": "إسرائيل" أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بها للتحقيق في جرائم جيشها
أبريل 20, 2025
عقبت منظمة العفو الدولية، الأحد، على تحقيق الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن استهداف مسعفين في قطاع غزة واستشهادهم. وقالت المنظمة في بيان، إن "إسرائيل تثبت مجددا أنه لا يمكن الوثوق بها للتحقيق في جرائم جيشها". وأضافت أنه "لا يوجد سوى خيار واحد للعدالة من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو الولايات القضائية العالمية". وأوضحت المنظمة أنه "يجب التحقيق
وسط إخفاق ميداني متصاعد.. محللون يشككون في جدوى خطة الاحتلال في السيطرة على غزة
أبريل 20, 2025
في ظل إخفاقات عسكرية متتالية وعجز واضح عن حسم المعركة ميدانياً، كشف موقع /واللا نيوز/ العبري، عن خطة جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة وتقسيمها إلى شطرين، وذلك عبر "مناورة برية كبرى" يتم التحضير لها، بحسب زعم الموقع. إلا أن محللين سياسيين حاورتهم "قدس برس"، اليوم الأحد، رأوا في هذه الخطة
"حماس": نهيب بجماهير شعبنا في الضفة لتفعيل كل وسائل الدعم لأسرانا
أبريل 20, 2025
جدّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دعوتها كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية لـ"التحرك بكل قوة وتحمل مسؤوليتها تجاه أسرانا، كما نهيب بجماهير شعبنا في الضفة الغربية لتفعيل كل وسائل النصرة والدعم لأسرانا البواسل وتكثيف كافة أشكال المقاومة". وأضافت في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم الأحد، "لا يزال الاحتلال الصهيوني المجرم يمعن في إجرامه وغطرسته بحق أسرانا
"القسام": هذه تفاصيل كمين "كسر السيف" شمال غزة
أبريل 20, 2025
كشفت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، تفاصيل كمين مركب نفذته أمس السبت ضد قوة تابعة لقوات الاحتلال في بيت حانون شمالي قطاع غزة. وقالت في بيان عبر تطبيق تليغرام اليوم الأحد، إنها "نفّذت كمين (كسر السيف) شرق بلدة بيت حانون". وأضافت أنها "استهدفت بقذيفة مضادة للدروع عربة تابعة لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في
وزير الدولة القطري: نعمل على إحياء الاتفاق بشأن غزة وملتزمون بذلك رغم الصعوبات
أبريل 20, 2025
قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، إن الدوحة تعمل على إحياء الاتفاق بشأن غزة وملتزمة بذلك رغم الصعوبات. وأضاف الخليفي في تصريحات إعلامية له اليوم الأحد: "نشعر بالإحباط من بطء عملية التفاوض وهناك أرواح على المحك". ووصف الانتقادات التي تسمعها بلاده من رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها تكون غالبا "مجرد
العيون الطائرة للاحتلال.. كيف تغيّر الطائرات المسيرة قواعد المواجهة في غزة؟
أبريل 20, 2025
كشف مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ"قدس برس"، أن "جيش الاحتلال كثّف في الأيام الأخيرة من استخدام سلاح الطائرات المسيرة، حيث تقوم هذه الطائرات بمهام استخبارية متعددة، منها الرصد والتتبع، وحتى اغتيال المدنيين العزّل وقصفهم داخل خيامهم". وأكد المصدر أن "نشاطًا استخباريًا غير مسبوق تم رصده في الأيام الأخيرة، وتتركز عملياته في سماء منطقة مواصي خانيونس،