نسف الاحتلال لمستشفى "الصداقة" التركي يهدد حياة آلاف مرضى السرطان بغزة

غزة (فلسطين) - قدس برس
|
مارس 22, 2025 5:33 م
في مشهد دموي، نشر جنود من لواء "غفعاتي" مقطع فيديو، يظهر فيه عملية نسف وتفجير نفذتها قوات الهندسة التابعة للواء، لمستشفى "الصداقة" التركي، المستشفى الوحيد في قطاع غزة المخصص لعلاج مرضى السرطان.
جاءت عملية التفجير بعد مرور أقل من أربعة أيام على تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي بدأته قوات الاحتلال بارتكاب عشرات المجازر بحق الآمنين في القطاع في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء 18 آذار/ مارس الجاري.
ووضعت إسرائيل حياة أكثر من 13 ألف مريض سرطان في قطاع غزة، في دائرة انتظار الموت، فمستشفى "الصداقة" التركي، كان الأمل الوحيد لهؤلاء المرضى في شفائهم والتخفيف من أوجاعهم، في ظل تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية، وفرضه قيودا على سفرهم لتلقي العلاج في الخارج.
التأسيس
يعود تاريخ إنشاء المستشفى إلى العام 2011، حينما وقّعت الحكومة التركية اتفاق تعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، لإنشاء أول مستشفى تركي مخصص لعلاج مرضى السرطان في القطاع.
وخُصِّصَت قطعة أرض آنذاك لإقامة مرفق طبي متكامل يضم المستشفى ومبنى لكلية الطب والتدريب تابع للجامعة الإسلامية بمساحة بلغت 33 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وبتكلفة خمسين مليون دولار.
وكان من المقرر أن يكون افتتاح المستشفى لاستقبال المرضى وعلاجهم بعد ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الاتفاق أي في العام 2014، ولكن بسبب ظروف الحصار الإسرائيلي والمماطلة الإسرائيلية في إدخال المواد والمعدات اللازمة للمستشفى تأخر افتتاحه حتى العام 2019.
ويقع المستشفى في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، بمحاذاة شارع الحرية، الفاصل بين مدينتي "الزهراء" و"غزة"، ويوصف بأنه من أكثر أماكن غزة صفاءً وهدوءً، بسبب طبيعة البيئة الخضراء التي تسود المنطقة، وغياب أي ضجيج أو ضوضاء، وكان اختياره لمراعاة أن يكون مناسبا لعلاج مثل هذه الأنواع من الأمراض.
يتكون المبنى من ثمان أجنحة، يصل بعضها لست طوابق، وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 200 سرير، كما أنه يرتبط بجسر مع مبنى كلية الطب التابع للجامعة الإسلامية بغزة، ويضم أقساما لبنك الدم والعمليات والعلاج الطبي والمناظير والصيدلية والكلى والقلب والحضانة والعيادات الخارجية والأشعة والمختبرات وقاعة للمؤتمرات ومبنى للإدارة.
وصمم المستشفى بحيث يكون لديه القدرة على استيعاب نحو 30 ألف مريض سنويا، و1700 متدرب ما بين طالب طب وتمريض وخدمات صحية مساعدة.
تحويل المستشفى لثكنة عسكرية
وتعرض مستشفى "الصداقة" منذ الأيام للعدوان لاستهدافات إسرائيلية متكررة كانت ذروتها نسفه وتدميره بشكل كلي. فمنذ الأيام الأولى للعدوان تعرض محيط المستشفى لقصف جوي ومدفعي متكرر أصاب بعض أجنحة المبنى، وأثر في سير العمل فيه.
دفع هذا القصف العنيف، بأن اضطر آلاف المرضى لمغادرته سيرا على الأقدام، بعد أن رفض جيش الاحتلال السماح بإجراء تنسيق لإجلائهم في سيارات ومركبات الإسعاف.
وخلال الفترة التي وُجد فيها جيش الاحتلال في محور "نتساريم" الذي يقع المستشفى في حدوده، رصد مراسل "قدس برس" كيف حول جنود الاحتلال المستشفى لثكنة عسكرية، ومكان لمبيت الجنود ومركز قيادة وسيطرة، حيث شوهدت بقايا ملابس وطعام تركها الجنود خلفهم قبل انسحابهم منه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025 عند سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
إدانات دولية ودعوات للمحاسبة
وقد أدان بيان لوزارة الخارجية التركية عملية تفجير المستشفى، وقال "نُدين تدمير إسرائيل مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الذي بنته بلادنا، وتخصصه السلطات المحلية لعلاج السرطان".
كما اعتبر البيان أن الاستهداف المتعمَّد لمستشفى يقدم الرعاية الصحية للمدنيين في غزة هو جزء من سياسات إسرائيل لجعل غزة غير صالحة للسكن وإجبار الشعب الفلسطيني على المنفى.
أما وزارة الصحة بغزة، فقالت في بيانها، أن هذه الجريمة منسجمة مع التدمير الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق النظام الصحي بالقطاع، واستكمالا لمسلسل الإبادة الجماعية.
تصنيفات : الحرب على غزة