الأمم المتحدة: الاحتلال يقيم 849 حاجزاً وبوابة في الضفة الغربية

باتت الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية جزءا أساسيا من سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى السيطرة على حركة الفلسطينيين والتنقل بين مدنهم وقراهم، حيث باتت تعد الحواجز المنتشرة على مداخل المدنوالقرى الفلسطينية نقاط تفتيش دائمة تعرقل حركة الفلسطينيين بشكل يومي، وتُعطل حياتهم في مختلف المجالات ووسيلة لإذلالهم.
وخلص مسح سريع أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "أقام ما مجموعه 849 حاجزاً في مختلف أرجاء الضفة الغربية، حيث تشكل بوابات الطرق ثلث هذه العوائق (288 بوابة)، وغالباً ما تكون معظمها مغلقة".
وأشار المكتب في تحديثه اليومي لآخر مستجدات الحالة الإنسانية في الضفة إلى أنه "حالياً، توجد 849 عائقاً تتحكم في قدرة الفلسطينيين على التنقل، وهذا يشمل قيوداً دائمة أو متقطعة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الخليل".
وأوضح أن مسحاً سرياً أجري في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين، أظهر أن الاحتلال "أقام 36 عائقاً جديداً للتنقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، معظمها جاء عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة منتصف كانون الثاني، مما زاد من عرقلة وصول الفلسطينيين إلى الخدمات الأساسية وأماكن عملهم".
وأضاف: "تم تركيب ما مجموعه 29 بوابة جديدة في كافة أنحاء الضفة الغربية، إما كبوابات إغلاق جديدة منفصلة أو تم إضافتها إلى الحواجز الفرعية القائمة، مما يرفع العدد الإجمالي لبوابات الطرق المفتوحة أو المغلقة في الضفة الغربية إلى 288 بوابة، التي تشكل ثلث عوائق التنقل".
وتابع: "من بين هذه البوابات، تمثل نحو 60 بالمئة منها (172 بوابة من أصل 288) بوابات تُغلق بشكل متكرر. بجانب الزيادة في عدد العوائق المثبتة، أدى تكثيف القيود المفروضة على التنقل إلى تعطيل الحركة لفترات طويلة عند الحواجز، بالإضافة إلى الإغلاق المتقطع لنقاط الوصول الرئيسية التي تربط بين المراكز السكانية في الضفة".
ولفت المكتب إلى أن "العوائق التي تم توثيقها تشمل 94 حاجزاً يعمل فيها الموظفون على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، و153 حاجزاً جزئياً (يعمل فيها الموظفون بشكل متقطع)، منها 45 حاجزاً يُغلق بشكل متكرر، و205 بوابات طرق (منها 127 بوابة تُغلق بشكل متكرر)، و101 حاجز من الحواجز الخطية (مثل الجدران الترابية والخنادق)، و180 من السواتر الترابية، و116 من متاريس الطرق".
وبيّن أن "هذه البيانات لا تشمل الحواجز المقامة على طول الخط الأخضر أو أي قيود أخرى كإغلاق مخيم جنين أمام السكان العائدين أو تحديد بعض المناطق كمناطق عسكرية مغلقة، وقد لا تتضمن هذه القيود دائماً حواجز فعلية على الأرض".
وتطرق التقرير إلى العدوان الإسرائيلي على مناطق شمال الضفة الغربية الذي دخل أسبوعه التاسع.
وأشار إلى أن أكثر من 600 وحدة سكنية في جنين أصبحت غير صالحة للسكان، في حين أن 66 مبنى سكنياً يواجه خطر الهدم الوشيك.
وذكر أن العدوان خلف أضراراً جسيمة في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والطرق، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وأثار المخاوف بشأن الصحة العامة.
ويقول المختص بالشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة إن الحواجز العسكرية تعد واحدة من أصعب الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتسعى من خلالها إلى السيطرة على حركتهم وفقاً لدواع أمنية حسب التبريرات. مشيرا إلى أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة، نصبت قوات الاحتلال نحو ثلاثين حاجزاً عسكرياً جديداً في مواقع مختلفة من الضفة الغربية، إضافة إلى أكثر من عشرين بوابة حديدية تعمل "عن بعد"، ويتحكم بها الجنود من أبراجهم، أو من داخل معسكراتهم.