الجبهة الشعبية: "إدارة المغادرة الطوعية" الإسرائيلية واجهة إجرامية لخطة تهجير قسري تحت غطاء إنساني زائف

أدانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء ما يُسمى بـ"إدارة المغادرة الطوعية" لسكان قطاع غزة تحت إشراف وزارة الحرب، مؤكدةً أن هذه الخطوة ليست سوى واجهة إجرامية وخادعة لسياسة الإبادة والتهجير القسري.
وأشارت "الجبهة"، في بيان صحفي، مساء اليوم الثلاثاء، تلقته "قدس برس"، أن الاحتلال الإسرائيلي "يسعى إلى تفريغ الأرض من شعبها الأصلي، استكمالاً لمشروع استعماري بدأ منذ أن وطأت أقدام العصابات الصهيونية أرض فلسطين بدعمٍ من الاستعمار الغربي".
وقالت "الجبهة"، إنه لا فرق بين ما يُسمى "المغادرة الطوعية" و"التهجير القسري"؛ فكلاهما مصطلحان مضللان لإخفاء جريمة الإبادة والتطهير العرقي بحق شعب بأكمله؛ فما يجري على الأرض هو دفع شعبنا للتهجير تحت وطأة القصف والمجازر، والحصار والتجويع، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، باستخدام كل أشكال وأدوات الإبادة والضغط العسكري لفرض الرحيل، في محاولة لشرعنة جريمة تاريخية بضوء أخضر أمريكي وتحت غطاء دبلوماسي وإنساني زائف.
وحذّرت "الجبهة" الدول من الانخراط في هذا المخطط الإجرامي بأي شكل من الأشكال، مؤكدةً أن أي مساهمة في تهجير الشعب الفلسطيني أو إعادة توطينه في أماكن أخرى تُعد شراكة في جرائم الحرب التي تُرتكب بحقه.
كما ثمّنت "الجبهة" مواقف الدول والشعوب التي رفضت هذا المخطط ووقفت في وجه مشاريع التوطين السابقة، داعيةً إلى الثبات على هذا الموقف المبدئي.
وأكدت "الجبهة"، أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد لعقود في وجه الاحتلال، سيبقى متجذرًا في أرضه، مدافعًا عنها بدمائه وإرادته التي لم ولن تنكسر، ولن تنجح كل محاولات الاقتلاع والتهجير في طمس هويتنا الوطنية أو كسر عزيمتنا على النضال حتى التحرير والعودة.
وكان "مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر" قد وافق على اقتراح من جانب وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بإنشاء هيئة مكلفة "بإلإعداد للمغادرة الطوعية لسكان قطاع غزة إلى دول ثالثة بطريقة آمنة وخاضعة للمراقبة".
ودانت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية هذه الخطوة، ووصفتها في منشور على منصة "إكس"، بأنها "وصمة عار لا يمكن محوها في إسرائيل".
وكتبت الحركة: "عندما تصبح الحياة في مكان ما مستحيلة بسبب القصف والحصار، فلا يوجد ما يسمى (الطوعية) فيما يخص مغادرة الأفراد".
وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.