كتاب وسياسيون: المقاومة الشعبية السورية ستكون الرد الطبيعي على اعتداءات الاحتلال

شهدت سوريا مساء أمس الأربعاء عدوانًا جديدا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هو الأعنف منذ سقوط نظام الأسد، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار حماة العسكري ومطار التيفور في ريف حمص وسط سوريا، إضافة إلى مركز البحوث العلمية في دمشق، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة.
كما تزامن هذا التصعيد الجوي مع توغل من قبل قوات الاحتلال في مناطق محيط بلدتي تسيل ونوى بريف درعا الغربي جنوبي سوريا، حيث شنت قوات الاحتلال هجمات على مواقع عدة، وسط اشتباكات مع مجموعات محلية، أسفر عن استشهاد 10 سوريين.
سياسيون عبروا عن آرائهم خلال حديثهم مع "قدس برس"، اليوم الخميس، إزاء هذه الانتهاكات المستمرة والمتصاعدة في الآونة الأخيرة.
فقد وصف مدير الأبحاث والدراسات في "المعهد الدبلوماسي" ( تابع لوزارة الخارجية السورية)، عبيدة غضبان، العدوان بأنه ناتج عن "خليط من قصر النظر والغطرسة".
وأشار إلى أن "هذا الهجوم يعكس مغامرة (إسرائيلية) قد تكون لها دوافع تكتيكية، لكن مغزاها الاستراتيجي غائب تمامًا".
ويرى غضبان أن "هذا النوع من العدوان يعكس تكرارًا للأخطاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال سابقًا، ويؤدي إلى دفع سوريا نحو تطوير قدرتها العسكرية بشكل أكبر، سواء عبر التصنيع المحلي أو شراء المعدات والتدريب، مما يمثل فشلًا استراتيجيًا للاحتلال".
أما الكاتب الفلسطيني نزار السهلي، فاعتبر أن "الهجوم على سوريا، خاصة في مناطق مثل درعا، ليس فقط جزءًا من استراتيجية (إسرائيلية) لتدمير مقدرات الدولة السورية، بل أيضًا جزءا من خطة لمنع الشعب السوري من تحقيق طموحاته في الحرية والديمقراطية".
واعتبر السهلي أن "العدوان على غزة أيضًا هو جزء من معادلة استعمارية صهيونية تهدف إلى إبقاء الأوضاع كما هي، في الوقت الذي تتغاضى فيه الدول العربية والمجتمع الدولي عن الجرائم (الإسرائيلية) بحق الفلسطينيين".
بينما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن "المقاومة الشعبية السورية ستكون الرد الطبيعي على هذه الاعتداءات"، مشيرًا إلى أن "التاريخ السوري يعكس قدرة الشعب على مواجهة الاحتلال".
ويرى أن "العمليات التي شهدتها بلدة كويّا ودرعا مؤخراً تمثل امتدادًا لهذه المقاومة المستمرة".
وأضاف الحيلة أن "(إسرائيل) في موقف ضعيف، لأن المواجهة الآن ليست فقط مع الأنظمة، بل مع الشعوب، مما يزيد من تعقيد الوضع ويصعب التحكم في الميدان".
بدوره اعتبر الصحفي الفلسطيني محمود زغموت أن "(إسرائيل) ترى الحضور التركي في سوريا أكثر تهديدًا من الوجود الإيراني الذي كان موجودًا خلال حكم الأسد المخلوع".
وأضاف أن "التصعيد العسكري (الإسرائيلي) يأتي في سياق محاولات (إسرائيل) للحد من تأثير الدور التركي في المنطقة، حيث يرى أن الأتراك والسعوديين والقطريين يسعون إلى إعادة سوريا إلى محيطها العربي والإقليمي، وهو ما يتناقض مع مخططات (إسرائيل) التي تسعى إلى تقسيم سوريا وإضعافها".
وخرج اليوم عشرات الآلاف من أهالي حوران (جنوب سوريا) إلى الشوارع، لتشييع الشهداء الذين سقطوا جراء غارات الاحتلال على درعا، في مشهد يعكس حجم الغضب الشعبي تجاه الجرائم المتكررة بحق السوريين.