"كفى قتلا ... كفى صمتا" ... فعاليات شعبية أردنية رفضًا للعدوان على غزة

شارك الآلاف من الأردنيين، ظهر اليوم الجمعة، في العديد من المسيرات والفعاليات الشعبية الرافضة لعدوان الاحتلال المتجدد على قطاع غزة الذي استمر لأكثر من أسبوعين.
وانطلقت دعوات شعبية لخروج المسيرات من مختلف مساجد الأردن عقب صلاة الجمعة، تعبيرًا عن الغضب لما يحدث في غزة في ظل تصاعد مجازر الاحتلال في مناطق عدة من القطاع.
تحت عنوان "كفا صمتًا ... كفا تخاذلاً"، دعت "الحركة الإسلامية" في الأردن و"الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، وهو تجمع حزبي نقابي، و"التجمع الشبابي لدعم المقاومة"، وهو تجمع حركات طلابية، إلى مسيرة شعبية حاشدة عقب صلاة الجمعة، انطلاقًا من مسجد "عباد الرحمن" بالقرب من السفارة الأمريكية في عمّان.
وانطلقت المسيرة رغم التواجد المكثف لقوات الأمن الأردنية التي حاولت منعها، فيما هتف المشاركون بعبارات تدعو لإسناد غزة وعدم التواني عن نصرتها، وبذل الجهود اللازمة لوقف عدوان الاحتلال. كما تردد هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية ومؤيدة لها.
وقال عمر رياض، مسؤول ملف فلسطين في "الحركة الإسلامية" وعضو الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، إن "المشهد الحاشد للأردنيين اليوم بالقرب من السفارة الأمريكية يدل على أنّ الشعب الأردني يقف مع أهلنا في غزة ومقاومتها الباسلة أمام آلة البطش الصهيونية، وضد الموقف الأمريكي والصمت الدولي الشريك في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي."
وأضاف رياض، في حديث لمراسل "قدس برس": "التاريخ لن يرحم المتخاذلين، وعلى الشعوب أن ترفع صوتها بحراك فعال وضاغط أمام السفارات الصهيونية والأمريكية، والمطالبة من الحكومات بتحمل مسؤولياتها في وقف العدوان بشكل فوري، وحماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة التي تشمل الاحتياجات الغذائية والطبية."
وفي مخيم "البقعة" للاجئين الفلسطينيين، شمال غرب عمّان، نظمت القوى الشعبية في المخيم وقفة أمام مسجد "البيطار"، بعد أن منعت السلطات الأردنية انطلاق المسيرة من المسجد نحو دوار العودة، الميدان الأبرز للفعاليات الشعبية في المخيم. وخلال الوقفة، ذكر عيسى الجيتاوي، القيادي في الحراك الشعبي بمخيم البقعة: "من كان يقدر على نصرة غزة بالفعل أو المال أو القول أو المسيرة أو المقاطعة ولم يفعل ذلك فقد خذل غزة. وكل من تخاذل عن نصرتها فسوف يلحقه العار."
وواصل الجيتاوي رسالته لأبناء مخيم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العالم، قائلاً: "واصلوا حراككم الشعبي لنصرة أهل غزة ولا تتراجعوا. المواجهة المفتوحة مع الاحتلال في كل الساحات والميادين قادمة لا محالة بإذن الله."
في مدينة إربد، شمال الأردن، منعت قوات الأمن الأردنية مسيرة شعبية انطلقت من المسجد الهاشمي. وقد تساءل النائب عن حزب "جبهة العمل الإسلامي" في مجلس النواب الأردني، ناصرة النواصرة، عقب منع المسيرة قائلاً: "لماذا لا تكون هناك حماية ورعاية رسمية لكل المسيرات في كل القرى والمحافظات؟ لماذا منعت هذه المسيرة، ولماذا هذا الصمت المطبق؟"
وشهدت مدينة العقبة، على سواحل البحر الأحم في أقصى جنوب الأردن، مسيرة شعبية حاشدة انطلقت من مسجد الحسين بن طلال، بالتزامن مع الفعاليات المنعقدة في مختلف محافظات الأردن.
كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت في بيان صحفي، أمس الخميس، إلى جعل يوم الجمعة يومَ غضبٍ واستنفارٍ عالمي نصرةً لغزة ورفضًا لمجازر الاحتلال المدعومة أمريكياً، مُطالبةً جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بتصعيد الفعاليات والمسيرات والاعتصامات نصرة لغزة وكشفًا لجرائم الاحتلال.
ودعت إلى "محاصرة السفارات الصهيونية ودعم غزة وإسنادها، ومواصلة الضغط العالمي حتى وقف العدوان ورفع الحصار".
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر يوم الثلاثاء 18 آذار/مارس الماضي، ويواصل بشكل يومي قصف خيام النازحين وأماكن تجمع الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات، معظمهم من النساء والأطفال. تأتي هذه الخطوات كوسيلة جديدة لتدمير اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وارتكبت قوات الاحتلال، بدعم أمريكي أوروبي، بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى زيادة عدد المفقودين إلى أكثر من 14 ألف شخص.