مصدر بالمقاومة لـ"قدس برس" الاحتلال يسعى لشق محور جديد بمحافظة غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شروع قواته بعدوان عسكري واسع في حي "الشجاعية" شمال شرق مدينة غزة، بهدف توسعة المنطقة الأمنية، دون توضيح ماهية هذه المنطقة التي يجري الحديث عنها.
ورجح مصدر في المقاومة الفلسطينية في حديث لـ"قدس برس" أن "العملية البرية التي يقوم بها الجيش في شرق محافظة غزة، قد تكون تمهيد لشق محور جديد داخل مدينة غزة، يبدأ من معبر ناحل عوز، ويمر بأحياء الشجاعية والدرج والتفاح والبلدة القديمة من محافظة غزة وعبر شارع عمر المختار، وصولا لشاطئ البحر وتحديدا منطقة الميناء".
ويشير المصدر طبقا لذلك، "فمن المرجح أن يقوم الجيش بتقسيم محافظة غزة إلى قسمين شمالي ويضم منطقة الشاطئ وحي النصر والشيخ رضوان والجلاء، أما جنوبا فسيتم عزل منطقة الرمال وتل الهوى وحي الزيتون".
وقبل ساعات من الإعلان الإسرائيلي عن هذه العملية المفاجئة، شن طيران الاحتلال قصفا عنيفا ومركزا استهدف المنطقة الشمالية الشرقية من محافظة غزة، وقد بدا وكأنه تمهيد ناري لفرض سيطرة إسرائيلية على المنطقة، تماما كما حدث قبل أيام عندما أعلن الجيش عن بناء محور "موراج" في محافظة رفح وعزلها نهائيا عن باقي مناطق القطاع.
وفي سياق متصل- أكد شهود عيان في حديث لـ"قدس برس" "تمركز عدد كبير من الدبابات والآليات الإسرائيلية ووقوفها على "تلة المنطار" في حي الشجاعية".
و"تلة المنطار" هي تلة جبلية تعتبر أعلى نقطة في منطقة شرق غزة، وإحكام السيطرة عليها يمنح الجيش ميزة الكشف المبكر ورصد أي تحركات داخل القطاع بعمق قد يصل لثلاثة كيلو مترات.
كما أبلغ شهود العيان عن "قيام قوات الاحتلال بوضع رشاشات آلية على رافعات ضخمة، تقوم بإطلاق النار المباشر على المواطنين وفرض حصار مطبق عليهم دون أن يتمكنوا من الخروج للنجاة بأنفسهم".
وطبقا للناطق باسم جيش الاحتلال يعمل في غزة حاليا ثلاث فرق عسكرية، وهم الفرقة رقم 252 احتياط، وتعمل في شمال ووسط القطاع، حيث تعمل عدة ألوية، بما فيها ألوية احتياط في بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجزء من محور نتساريم، وشرق محافظة غزة.
والفرقة رقم (36 مدرعة)، وتعمل في منطقة رفح، وهي تسيطر على محور "موراج" الذي يفصل بين خان يونس ورفح، وهدف الفرقة تطويق وتقسيم رفح والمنطقة التي لم يتحرك فيها الجيش سابقا بين المدينتَين.
وفرقة غزة، وتعمل داخل مدينة رفح، حيث ينفذ لواء الاحتياط 14 عملياته ويطوق حي تل السلطان، أما لواء جفعاتي فيعمل في مخيم الشابورة داخل المدينة.
ومنذ الثامن عشر من آذار/مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، متنصلا من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استمر 58 يومًا منذ 19 كانون الثاني/يناير 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإنه استُشهد منذ الـ18 من الشهر الماضي ألف و163 فلسطيني، وأُصيب ألفان و 542 آخرون، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.