"الإعلام الحكومي": مقطع الفيديو يفضح جريمة حرب وحشية ارتكبتها "إسرائيل" بحق الطواقم الطبية والدفاع المدني في غزة

ذكر "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة" أن "مقطع فيديو جديد يوثِّق جريمة حرب وحشية، يُضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الأسود، يظهر لحظات إعدام متعمدة ارتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الطبية والإنسانية وفرق الدفاع المدني، الذين استُهدِفوا بدم بارد أثناء أداء واجبهم الإنساني في إنقاذ الأرواح".
وأفاد "المكتب الإعلامي" في بيان صحفي، اليوم السبت، تلقته "قدس برس"، أن "مقطع الفيديو، الذي عُثر عليه في هاتف أحد المسعفين الفلسطينيين الذي وُجدت جثته في مقبرة جماعية إلى جانب 14 من زملائه، يكشف أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي استُهدِفَت كانت تحمل علامات واضحة ومضيئة تشير إلى طبيعتها الإنسانية، وأن أضواء الطوارئ كانت مشغلة لحظة استهدافها. هذا يكذب بشكل قاطع رواية الاحتلال الإسرائيلي التي زعمت زوراً أن المركبات 'اقتربت بطريقة مريبة' دون إشارات واضحة، ويُظهر الفيديو أكاذيب آلة الحرب الإسرائيلية".
وأوضح "المكتب الإعلامي" أن ما وثقه الفيديو يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، تم التخطيط لها بسبق الإصرار والترصد. إنه يظهر استباحةً تامة لدماء الطواقم الإنسانية والطبية، ويؤكد أن الاحتلال لا يتورع عن قصف من يحملون الضمادات وليس البنادق، ومن يطفئون النيران ولا يُشعلونها.
وأكد "المكتب الإعلامي" أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استهداف الطواقم الطبية والإنسانية، وتوجب حمايتهم في جميع الظروف. وحمّل "المكتب الإعلامي" المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مسؤولية السكوت عن هذه الجرائم المتكررة، التي لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة جماعية ممنهجة لشعب أعزل، تُنفذها آلة حرب إسرائيلية لا تعرف رحمة ولا قانون.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نشرت مقطع فيديو حصلت عليه من هاتف أحد المسعفين الذين عُثر عليهم في مقبرة جماعية في رفح جنوبي غزة، ما يُفنّد الرواية الإسرائيلية حول المجزرة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الفيديو يُظهر بوضوح سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كان على متنها عناصر الإسعاف والدفاع المدني الـ14، مشيرة إلى أن مصابيح الطوارئ في المركبات كانت مشغلة لحظة استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأنها تحققت من موقعه وتوقيته. وأضافت الصحيفة أن صوت المسعف يُسمع في الفيديو وهو يردد الشهادة أثناء إطلاق النار.
ونقلت عن نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، قولها إن المسعف الذي صوّر الفيديو كانت عليه آثار الإصابة برصاصة في رأسه.
ويُكذّب الفيديو الرواية الإسرائيلية التي ادعت أن المركبات كانت "تتحرك بشكل مريب" دون تشغيل الأضواء أو إشارات الطوارئ.
وانتشلت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، الأحد الماضي، 14 جثمانًا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
وأعرب الهلال الأحمر عن "صدمته الشديدة" إزاء استمرار الاعتداءات على طواقمه، رغم حملهم لشارة الهلال الأحمر المحمية بموجب القوانين الدولية.
كما أعربت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" عن "صدمتها البالغة" لاستهدافهم بعد انقطاع الاتصال بهم في 23 مارس/آذار الماضي.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي 27 شخصًا من الهلال الأحمر أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ18 من مارس/آذار 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين الماضيين.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.