الأردن.. فعاليات ثقافية وشعبية لنصرة غزة

نظمت حركة "الأردن تقاطع" (حركة شبابية تدعو لمقاطعة داعمي الاحتلال الإسرائيلي) أسبوع "حاصر حصارك" (يُعقد منذ 13 عاما بتنظيم من حركة المقاطعة العالمية "بي دي إس")، ضمن الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة، في ظل الحصار والظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها الغزيون.
حيث أقيمت في مركز "جدل" للثقافة والمعرفة في العاصمة عمّان حوارية تحت عنوان "دعم صمود غزة"، تناولت مجموعة من الفقرات الثرية التي بحثت سبل الدعم الشعبي لشعب فلسطين في مواجهة العدوان المستمر على قطاع غزة بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة.
كما عرض خلال الفعاليات الفيلم الوثائقي "عباس 36"، والذي يتناول قضية التهجير والاستيطان من خلال قصة أحد الأحياء الفلسطينية التي سلبها الاحتلال، حيث يوثق الفيلم تجارب السكان الأصليين، مسلطا الضوء على معاناتهم وصمودهم في وجه محاولات الطمس والاقتلاع.
وشهدت فعاليات أسبوع "حاصر حصارك" سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، وتعزيز روح المقاومة والمقاطعة، والدعوة إلى كسر الحصار بكل أشكاله.
وأشار القائمون على الأسبوع إلى أن "الفعاليات تنوعت بين الندوات الثقافية حول المقاطعة ودعم صمود الأهل في غزة ومخيمات شمال الضفة، إلى المعارض الفنية، والأمسيات الشعرية، والمسرحيات الهادفة، وصولا إلى الحكايات الشائقة التي شكّلت جميعها حلقات مترابطة في سلسلة المقاومة الشعبية والمدنية".
وشكلت أصوات الأردنيين هديرًا صاخبا منذ اليوم الأول لاندلاع "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ليشمل جميع الشوارع والساحات والمدن الأردنية من جنوبها حتى أقصى شمالها، ومن أبرز تلك الوقفات حصار سفارة الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة عمّان.
ولم يكتف الأردنيون بالمسيرات لتعلو أصوات المواطنين بمقاطعة المنتجات والعديد من العلامات التجارية الداعمة للاحتلال بتنظيم العديد من الوقفات والسلاسل البشرية والحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تبين أهمية دور المقاطعة في تدمير اقتصاد الكيان المحتل المستمر في ارتكاب جرائمه ضد اهل غزة.
وعلى إثر المقاطعة تم إغلاق العديد من المتاجر العالمية في الأردن، حيث أغلقت شركة "كارفور" (الفرنسية) 10فروع لها في الأردن، بسبب مقاطعة المواطنين لها، استجابة لدعوة حركة مقاطعة "إسرائيل".
وتجلت أعظم الصور الداعمة لغزة من أهالي حي الطفايلة وسط العاصمة عمّان، الذين هبوا يلبون نداءات الاستغاثة من القطاع المحاصر أمام مرأى العالم، ليجمع التبرعات العينية والنقدية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي الحي.
كما نظمت العديد من الحملات والمبادرات لتأمين الاحتياجات الأساسية لدعم صمود أهل غزة وثباتهم بوصولهم إلى مناطق شمالي القطاع لم تصلها الجمعيات او لجان الإغاثة.
ونفذ ماهر الجازي وهو عسكري أردني متقاعد، وسائق شاحنة، في الثامن من أيلول/سبتمبر 2024 عملية إطلاق نار على قوات الأمن التابعة للاحتلال على جسر الملك حسين الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة أثناء مرور شاحنته وقتل 3 منهم ثم استشهد، في عملية شهدت إشادة فلسطينية واسعة.
ومنذ بدء العدوان على غزة، لم تتوقف قوافل المساعدات الأردنية عن التوجه إلى القطاع، حاملةً المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإغاثية، إضافة إلى المستشفيات الميدانية التي تقدم الرعاية الصحية للمصابين والمرضى في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
وأعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية "مؤسسة رسمية" في شباط/ فبراير الماضي، عن "إرسال بيوت جاهزة لقطاع غزة لتقديم حلول سريعة وفعالة لتخفيف معاناة الغزيين".
وأكّدت أن "الأردن سيبقى دائمًا في طليعة الدول التي تمد يد العون لأشقائها، مستندين إلى توجيهات القيادة الهاشمية وإرث المملكة العريق في العمل الإنساني".
وفي الـ18 من الشهر الماضي، تنصلت قوات الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 كانون الثاني/يناير الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على القطاع المدمر.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب قوات الاحتلال منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر، خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.