"المفوضية الأممية": "إسرائيل" تمارس التهجير والتجويع الجماعي في غزة وتحاصر عشرات الآلاف وتستهدف خيام النازحين أينما كانوا

أكدت "مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان" أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة تمثل قرارات تهجير قسري، حيث تم نقل فلسطينيين قسراً إلى مساحات تزداد تقلصًا.
وأشارت المتحدّثة باسم مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني،في بيان صحفي اليوم الجمعة، إلى أن فرص وصول النازحين في قطاع غزة إلى الخدمات المنقذة للحياة تكاد تكون معدومة.
وأكدت "مفوضية الأمم المتحدة" أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين محاصرون في مدينة رفح، حيث يعانون من غياب أي وسيلة للخروج من المدينة، في ظل عدم حصولهم على أي مساعدات إنسانية. كما أثارت أوامر الإخلاء الإسرائيلية مخاوف من إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة.
وأوضحت "المفوضية الأممية" أن تهجير المدنيين في غزة يُعد انتهاكًا كبيرًا لاتفاقية جنيف الرابعة ويشكل جريمة ضد الإنسانية، في وقت تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع. وذكرت المفوضية أن "إسرائيل" شنت 224 غارة على غزة منذ 18 مارس، حيث أسفرت 36 من هذه الغارات عن مقتل نساء وأطفال فقط.
ونبهت "المفوضية الأممية" إلى أن "إسرائيل" استهدفت خيام النازحين في "المواصي"، رغم تصنيفها للمناطق بأنها "آمنة". كما أعربت "المفوضية" عن قلقها البالغ من استهداف الصحفيين الفلسطينيين وقتلهم.
وذكرت "مفوضية الأمم المتحدة" أن الهجمات الإسرائيلية في غزة تثير تساؤلات جدية بشأن امتثال "إسرائيل" للقانون الدولي الإنساني، لافتة إلى أن تعمد "إسرائيل" قصف المدنيين الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية يُعد جريمة حرب. كما أن إغلاق معابر غزة يعمق المخاوف من العقاب الجماعي وتجويع المدنيين، وهو ما يُعد جريمة بموجب القانون الدولي.
وأشارت "المفوضية الأممية" إلى أن الظروف التي تفرضها "إسرائيل" على الغزيين تتعارض مع استمرار وجودهم كمجموعة في القطاع.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 18 من آذار/مارس 2025 الماضي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين.
وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.