"القدس الدولية" تتتبع مسار إقامة منظمات المعبد لطقوس "قربان الفصح" حول المسجد الأقصى خلال العقد الماضي

أصدرت مؤسسة "القدس الدولية" (مستقلة مقرها بيروت)، اليوم السبت، خريطة تفصيلية تتبعت فيها مسار إقامة منظمات المعبد لاحتفال "محاكاة طقوس القربان"، والذي تحاول من خلاله محاكاة هذه الطقوس وفق وصفها التوراتي الأسطوري في المعبد المزعوم، والذي تسعى تلك المنظمات المتطرفة إلى إقامته في مكان المسجد الأقصى المبارك.

وكان "معهد المعبد"، المؤسسة الأم من بين تلك المنظمات، قد كرس معظم جهوده لتجسيد أسطورة المعبد وتجسيد الطقوس القربانية الموصوفة فيها، وذلك من خلال إنتاج ملابس الكهنة، والمذبح والآنية والأبواق الفضية الموصوفة للذبح، وإحياء طبقة الكهنة التي تقول الرواية التوراتية إنها كانت تقود طقوس جماعة اليهود القديمة في المعبد، ثم انتقل عام 2014 إلى تدريب متطوعيه ضمن مشروع الكهنة على عملية تقديم طقوس القربان بدءاً من يوم دراسي في معهد توراتي في كريات موشيه المقامة على أراضي بلدة لِفتا المهجرة.

ومنذ 2014 وعلى مدى 11 عاماً تنقّل احتفال محاكاة لطقوس ذبح القربان في المعبد بين مناطق كثيرة كان المسجد الأقصى في مركزها، تعبيراً عن تطلع تلك المنظمات إلى نقل طقوس القربان إليه في نهاية المطاف، وجاء هذا التنقل كما وصفته الخريطة على الشكل التالي:

- 2014: أقامت منظمات المعبد يوماً دراسياً لـ"إحياء طقوس قربان الفصح"، في مستوطنة "كريات موشيه" غرب القدس المقامة على أراضي قرية لفتا المهجرة، وقد شكل هذا الحدث حجر الأساس لتنظيم احتفالات المحاكاة في السنوات اللاحقة.

- 2015: المحاكاة الفعلية الأولى في مستوطنة "شيلو" المقامة على أراضي بلدتي "ترمسعيّا" و"قريوت" شمال شرق مدينة رام الله، والتي يزعم اليمين الصهيوني أنها أقيمت إحياء لـ "شيلو" القديمة، التي تقول الرواية التوراتية إنها كانت من مراكز العبادة اليهودية الأولى في عهد القضاة قبل تأسيس المعبد الأول، ومحاولة إطلاق المحاكاة منها جاءت بحد ذاتها كمحاولة لمحاكاة تطور العبادة الأولى لجماعة اليهود كما تصفها الأسطورة التوراتية.

- 2016: مستوطنة "بيت أوروت" على السفح الشمالي لجبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية.

- 2017: أمام "كنيس الخراب" المقام على أوقاف المسجد العمري الكبير في "حارة الشرف" إلى الغرب المسجد الأقصى المبارك، وكانت هذه أول سنة تقام فيها هذه الطقوس داخل البلدة القديمة.

- 2018: في القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وهي أقرب نقطة تصلها محاكاة القربان من المسجد الأقصى.

- 2019: البلدة القديمة، سطح سوق اللحامين، مقابل قبة الصخرة مباشرة، وقد حصلت منظمات المعبد حينها على صورة أظهرت كهنتها على مسافة أمتار من قبة الصخرة، وما تزال منظمات المعبد تحتفي بهذه الصورة وتستخدمها في دعواتها لإدخال القرابين للأقصى.

- 2020: تقدمت منظمات المعبد بطلب لتقديم القربان في المسجد الأقصى لتحقيق الخلاص من الوباء، وقد منعت سلطات الاحتلال عقد المحاكاة بسبب الإجراءات الوقائية من وباء كورونا.

- 2021-2023: وعلى مدى ثلاث سنوات استقرت تلك المحاكاة في الحديقة الأثرية في القدس والتي استحدثتها بلدية الاحتلال إلى الغرب من منطقة القصور الأموية التي دمرتها الحفريات، وتقع على مسافة أمتار من سور المسجد الأقصى.

- 2024: عادت المحاكاة للابتعاد عن مدينة القدس تحت ضغط الحرب والتي كان المسجد الأقصى العنوان المركزي لانطلاقها، حيث أقيمت في منطقة برية يبدو أنها قريبة من مستوطنة "متسبيه يريحو" في الأغوار قرب الحدود مع الأردن.

ولم يعرف حتى الآن إذا ما كانت منظمات المعبد قد أقامت هذه المحاكاة خلال عام 2025، خصوصاً وأن محاولات فرض القربان في المسجد الأقصى المبارك كانت سبباً في وضع المنطقة على حافة الحرب مرتين في عام 2022 و2023، حين كان "عيد الفصح" العبري يتقاطع مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك.

ويشار إلى أن الجمعيات الاستيطانية، دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى وتقديم قرابين خلال أيام "عيد الفصح اليهودي"، الذي يبدأ غدا الأحد ويستمر  لمدة أسبوع.

وتأتي محاولات إدخال "القرابين" إلى المسجد الأقصى، بالتزامن مع الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والتصعيد في الضفة الغربية المحتلة، والانتهاكات المستمرة في المسجد الأقصى.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة.. اقتحامات في عزون والعيزرية
يوليو 3, 2025
واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء الخميس، تصعيد حملتها العسكرية في الضفة الغربية، باقتحامها بلدتي "عزون" شرق قلقيلية و"العيزرية" جنوب شرق القدس المحتلة، حيث داهمت منازل المواطنين واعتدت على الأهالي. ففي بلدة عزون، أفادت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من المدخل الشمالي وانتشرت في شارع البريد، قبل أن تبدأ بمداهمة وتفتيش عدد من
لبنان.. منتدى المؤسسات الفلسطينية يناقش تداعيات تقليص خدمات "أونروا" ويقر تحركات احتجاجية
يوليو 3, 2025
عقد "منتدى المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان" اجتماعًا دوريًا في بيروت، اليوم الخميس، ناقش خلاله أبرز القضايا المتعلقة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب تقييم الأداء العام للمنتدى خلال الفترة الماضية. وقال المنتدى في بيان تلقّته "قدس برس" إنه جرى التوقف أمام الأنشطة التضامنية التي نظمها، لا سيما فعالية إحياء الذكرى 77 للنكبة
"فلسطينيو سوريا" بين الاندماج والتحذير من الذوبان
يوليو 3, 2025
في مرحلة انتقالية مفصلية تعيشها سوريا بعد سقوط النظام السابق، أعيد فتح ملف اللاجئين الفلسطينيين كمكون اجتماعي وقانوني وسياسي لا يمكن تجاهله. وبينما تطرح بعض النخب الفلسطينية رؤى لتحديث الوضع القانوني لفلسطينيي سوريا، تبرز مواقف ناقدة تحذر من خطر الذوبان السياسي وضياع الهوية. في هذا السياق، قدم كلّ من الحقوقي أيمن فهمي أبو هاشم والكاتب
"حماس" تدعو الفلسطينيين لتكثيف الرباط في الأقصى
يوليو 3, 2025
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك والتصدي لاقتحامات المستوطنين لباحاته. وقالت الحركة في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم الخميس، إن "اقتحامات قطعان المستوطنين اليومية المستمرة لباحات الأقصى، وأداءهم طقوساً تلمودية استفزازية في باحاته، بحماية قوات الاحتلال هي إمعان في انتهاك حرمة
سلطات الاحتلال تمهل 22 عائلة مقدسية بإخلاء منازلها جنوب القدس
يوليو 3, 2025
أمهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، 22 عائلة مقدسية حتى السابع من تموز/يوليو الجاري، لإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في بلدة "أم طوبا" في "صور باهر" جنوب القدس المحتلة. وقالت محافظة القدس، في بيان لها اليوم الخميس، إن "الاحتلال أخطر 22 عائلة بإخلاء منازلها في حي المشاهد في بلدة أم طوبا مقابل مستعمرة "هار حوماه"
لقاء طلابي فلسطيني في بيروت يحذر من سياسات "أونروا" التعليمية في لبنان
يوليو 3, 2025
حذّر لقاء طلابي فلسطيني نُظّم في مخيم "مار إلياس" في العاصمة اللبنانية بيروت، من التداعيات الكارثية لإجراءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في القطاع التربوي، لا سيما ما يتعلق بدمج الصفوف والمدارس، وتقليص الخدمات التعليمية في مدارس الوكالة بلبنان، معتبرًا أنها تمهّد للتراجع عن دور "أونروا" الأساسي تجاه اللاجئين الفلسطينيين. وجاء اللقاء بدعوة من