عرائض وقف الحرب.. هل تجلب التهدئة إلى غزة؟

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي، المطالبة حكومة الاحتلال باستعادة الاسرى لدى المقاومة من خلال ابرام صفقة، حتى لو كان ثمن ذلك وقف الحرب بشكل نهائي.
ويرى العديد من المتابعين والمحللين بان تلك العرائض وتزامنا مع موجة الاحتجاجات الأخرى قد تكون سببا لإرغام نتنياهو وتعجيله في انهاء الحرب على غزة من اجل استعادة الاسرى وتخفيف حدة ردات الفعل داخل كيان الاحتلال وتقليص ازماته المتفاقمة.
بدوره قال المحاضر والكاتب في العلوم السياسية فريد أبو ظهير بان العرائض المقدمة من أكثر من فئة وجهة داخل الكيان والمطالبة بوقف الحرب ستكون بلا شك أدوات ضغط قوية، بل وقوية جدا وقد يكون لها أثر على طبيعة المرحلة المقبلة في قطاع غزة وشكل الحرب واستمراريتها.
وشدد أبو ظهير خلا حديثه لـ"قدس برس" على انه ولغاية هذه اللحظة فان تلك الخطوات ليست كافية لإحداث تغيير في سياسة نتنياهو، حيث إنه لا زال يحظى بتأييد أغلبية الجمهور الإسرائيلي (نتيجة استطلاعات الرأي)، ولا زال يتمتع بالشرعية كونه منتخب بأغلبية الجمهور، والأهم من ذلك هو الفرص التي تتيحها له سياسة ترامب تجاه الحرب على غزة.
لكن ومع ذلك تابع أبو ظهير:” في حال ظهرت مستجدات على الساحة تدعم هذه العرائض والاحتجاجات، مثل تنفيذ إضرابات في دولة الاحتلال، فإننا سنشهد تحولا دراماتيكيا في السياسة تجاه الحرب على غزة ووقف إطلاق النار.
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني بان الحراك الداخلي داخل دولة الاحتلال ما زال حراك ضعيف لم يستطع أن يضم شرائح واسعة من المجتمع الصهيوني وما زال غير قادر على اجبار نتنياهو على تغير سياسته تجاه قضايا الحرب في غزة وتبادل الاسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وأضاف القبلاني لمراسل قدس برس:” كما بات واضحا أن خوض الحرب مجددا واستمرار الهجمات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين هدفها ضمان دعم التيار الديني المتطرف بزعامة بن جفير وسمو ترتش الذين اشترط دعم حكومة الاحتلال وبقائها مقابل استئناف الحرب.
وأشار القبلاني بان هذا الصراع بين التيار اليميني وتيار الوسط واليسار الصهيوني صراع على النفوذ السياسي والسيطرة على مفاصل الدولة والنزول إلى الشارع محاولة لكسب المعركة واجبار نتنياهو على تغير استراتيجيه في غزة والمنطقة بعد أن خسر الانتخابات.
ورأى الكاتب السياسي خالد معالي بانه من المبكر الحكم على هذه العرائض وخصيصا انه لم يمض عليها سوى أيام قليلة.
ولفت معالي خلال حديثه لقدس برس باننا نحن امام سيناريوهين أولهما: بان تسهم تلك العرائض بممارسة مزيدا من الضغط على نتانياهو وترغمه وتجبره على وقف الحرب وابرام الصفقة باي ثمن.
واما السيناريو الاخر أضاف معالي:" هو ان تكون تلك العرائض كغيرها من الأسباب والعوامل الأخرى داخل كيان الاحتلال التي من شانها ان تؤثر على مجريات الحرب ولو في المستقبل القريب وقد تكون سببا إضافيا سيعجل من وقف الحرب وابرام صفقة ليس من اجل وقف الحرب نفسه بل من اجل استعادة الاسرى والخروج من المأزق الذي تعيشه دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر.
تجدر الإشارة الى ان آلاف الإسرائيليين من مختلف القطاعات، بينهم نحو 3,500 أكاديمي، و3,000 من العاملين في مجال التعليم، وألف من أولياء الأمور، ونحو 1,500 من جنود سلاح المدرعات، إضافة إلى عشرات السفراء وكبار الموظفين السابقين في وزارة الخارجية، وقعوا على عرائض تدعو إلى وقف الحرب على غزة فوراً مقابل الإفراج عن الأسرى، وذلك في انضمام إلى احتجاج الطيارين وتصاعد جديد للاحتجاجات ضد استمرار العدوان على القطاع.
وشملت العرائض دعماً مباشراً للعريضة التي صدرت عن ضباط وطيارين احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، طالبوا بإنهاء الحرب كشرط لاستعادة الأسرى.
ومن بين الموقعين على عريضة العاملين السابقين في وزارة الخارجية، سفراء والقاضي المتقاعد في المحكمة العليا والملحق السابق في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلياكيم روبنشطاين.
وجاء في العريضة أن "استئناف القتال لم يسفر عن تحرير أي أسير. نحن نطالب بتحرك فوري من أجل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، حتى وإن كان الثمن وقف الحرب".