ليلة "محرقة الخيام": استشهاد الطفل المعاق أحمد أبو الروس حرقًا مع عائلته في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في خانيونس

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، مجازر مروّعة بحق خيام النازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، في ما بات يُعرف بـ"ليلة محرقة الخيام"، والتي راح ضحيتها 23 شهيداً وعشرات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، بعدما قضوا حرقًا داخل خيامهم التي حوّلتها "إسرائيل" إلى أفران بشرية.

وكان من بين الشهداء الأطفال، الطفل أحمد زهير أبو الروس، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي ارتقى حرقًا وهو جالس على كرسيه المتحرك، بعد قصف خيمة عائلته في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوب القطاع.

وترك استشهاد الطفل أحمد، مشهداً مروّعاً، إذ بقي كرسيه المتحرك متفحماً شاهداً على الجريمة، في واحدة من أبشع المجازر التي طالت نازحين فرّوا من مدينة رفح إلى خيام غرب خانيونس.

وقالت أم محمد أبو الروس، جدة الأطفال الشهداء، إن العائلة كانت نائمة حين سقط عليهم الصاروخ، مضيفة: "تفحّمت أجسادهم بالكامل.. أمّهات وأطفال.. من بينهم الطفل المعاق أحمد، وأطفال بعمر السنة والسنتين وحتى العشر سنوات. ماذا فعل هؤلاء الأطفال لهم؟".

وأضافت: "العائلات التي احترقت كانت قد نزحت من منطقة تل السلطان برفح إلى خانيونس هرباً من القصف، ليجدهم الموت وهم نائمون في خيامهم".

وكان من بين الشهداء في هذه المجزرة 10 أفراد من عائلة أبو الروس، من بينهم 5 أطفال و4 سيدات، جرى تشييعهم اليوم وسط حزن عارم، وأداء صلاة الجنازة عليهم غرب خانيونس.

وشهد شمال قطاع غزة مجازر حرق موازية، إذ استشهد 6 أفراد من عائلة العطل في قصف استهدف خيمة للنازحين في مشروع بيت لاهيا قرب مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى 7 شهداء من عائلة عسلية في مخيم جباليا شمالاً، إثر قصف عنيف دمّر وحرق خيمتهم بالكامل.

وأفادت مصادر طبية أن هذه المجازر أدت إلى "مسح" ثلاث عائلات من السجل المدني الفلسطيني خلال ليلة واحدة، وسط تواصل القصف العنيف على مناطق تأوي نازحين مدنيين بلا مأوى، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال "جهاز الدفاع المدني"، إنه انتشل أكثر من 15 شهيد معظمهم من النساء والأطفال في استهداف خيام النازحين في نهاية شارع "الأسطبل" بمنطقة "مواصي خانيونس" جنوب قطاع غزة.

ولف"الدفاع المدني"، إلى أن القصف الإسرائيلي أدى إلى اشتعال النيران في الخيام واحتراق الجثامين والمصابين، مؤكدا في بيان له أن "ألسنة النيران التي قذفتها حمم الطائرات الإسرائيلية داهمت خيام النازحين العزل في مواصي خانيونس في الساعات الأخيرة من الليل المظلم، و التهمت أجسادهم الضعيفة مخلفة عددا كبيرا شهداء ومصابين".

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الأطفال يدفعون ثمن الحصار "الإسرائيلي".. مزيد من الشهداء جوعاً في غزة
مايو 24, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد طفل آخر بسبب المجاعة وتداعيات الحصار "الإسرائيلي" المستمر على القطاع، في حين حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن عشرات الآلاف من الأطفال يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية. وقالت الوزارة في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت، إن "الطفل مصطفى ياسين استشهد نتيجة سوء التغذية والجفاف في
إصابة فلسطينيين بهجوم للمستوطنين على مغاير الدير برام الله
مايو 24, 2025
هاجم مستوطنون تجمع مغاير الدير شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، واعتدوا على ساكنيه، ما أدى لوقوع إصابات. وأفاد الناشط فارس كعابنة في تصريح صحفي اليوم السبت، أن "مستوطنين هاجموا التجمع بحماية قوات الاحتلال وأطلقوا الرصاص الحي، واعتدوا على ساكنيه أثناء إخلائهم للمكان، ما أدى لإصابة عشرين فلسطينيا". وأضاف أن "المستوطنين لاحقوا السكان
لبنان.. أنشطة ثقافية في المخيمات الفلسطينية تؤكد على التمسّك بحق العودة
مايو 24, 2025
في كل عام، تُعيد النكبة الفلسطينية إنتاج حضورها في ذاكرة اللاجئين، لا كذكرى فقط، بل كواقع مستمرّ من الشتات والاقتلاع والحرمان. ومع حلول الذكرى الـ77 لتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم عام 1948، تبرز المبادرات الشبابية والثقافية كأداة مقاومة معرفية، تسعى إلى صون الذاكرة الجماعية، وترسيخ مفاهيم الهوية والانتماء، خاصة في أوساط
"إسرائيل" تكرر سرديتها: قتلنا أطفال الطبيبة في خان يونس بسبب وجود "مسلحين"
مايو 24, 2025
في واحدة من أكثر الجرائم إيلامًا منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة، فجعت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية الأطفال في "مجمع ناصر الطبي"، بوصول جثامين وأشلاء تسعة من أطفالها إلى المستشفى الذي تعمل فيه، بعد أن قضوا حرقًا نتيجة غارة جوية من قبل جيش الاحتلال استهدفت منزل العائلة في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان
لازاريني: خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة وُضعت لهدف عسكري أكثر منه إنسانيًّا
مايو 24, 2025
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح. وقال لازاريني، في منشور على حساب "أونروا" على منصة "فيسبوك" اليوم السبت: "ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم حقًّا المبادئ الإنسانية الأساسية، أن تلتزم بمثل هذا المخطط". وأعرب عن اعتقاده أن "مثل هذا
"الإعلام الحكومي": 84 يوماً من حصار غزة الشامل.. الاحتلال ينفذ إبادة جماعية ويهندس سياسة تجويع المدنيين
مايو 24, 2025
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل، لليوم الـ84 على التوالي، فرض حصار خانق ومُحكم على قطاع غزة، من خلال الإغلاق التام لكافة المعابر، وتنفيذ سياسة تجويع جماعي ممنهجة ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، إلى جانب تنفيذ إبادة جماعية وقتل يومي مستمر. وأشار المكتب، في بيان صحفي اليوم السبت، تلقته